من الصعب الإستسلام للتحليل الساذج الذي يقول أن ماحدث من أحداث عنف في دهشور وعند أبراج النايل سيتي هي مجرد أحداث عارضة،أو طبيعية..فقد اعتدنا في هذا الوطن أن يبدأ الحدث صغيرا،ثم سرعان مايتضخم،ويتحول إلي كتلة من اللهيب المشتعل..تستثمرها قوي الداخل،وتنفخ فيها قوي الخارج. وكأن مصر في حاجة لمزيد من النار التي تشتعل في كل أطرافها،من انفلات أمني مريع،تصاعدت وتيرته في الآونة الأخيرة،إلي عمليات تعد علي الممتلكات العامة والخاصة،لتعطيل المرافق العمومية،كالسكك الحديدية التي تتعرض لخسائر جمة،جراء قطع الطريق بين الفيئة والأخري.. كل تلك المصائب التي تعاني البلادويلاتها،تفرز حالة من الخلخلة داخل أركان المجتمع المصري،وتصيب قواعده بالتصدع..لقد انتظر الناس أن تفضي عملية الاستقرار السياسي،بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتعيين الحكومة إلي حالة من الإستقرار الغائب عن وجدان المصريين منذ العام ونصف العام،ولكن ماحدث كان علي النقيض تماماً من أحلام المواطنين وتطلعاتهم. لقد تفشت الظواهر الإجرامية في المجتمع،وكان لما حدث من فتنة طائفية في دهشور،وما تبعها من أحداث عنف استهدفت أبراج نايل سيتي التي يمتلكها رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس،كان لها تداعياتها الأخطر،حيث راحت تفسيرات شتي تذهب إلي اعتبار ماحدث أمر مقصود ومتعمد،وتقوم عليه بعض الدوائر التي لا تريد استقرار الأوضاع في المجتمع المصري،وهو ما يعني حال ثبوت صحة تلك المعلومات أن قوي الشر المتربصة بأمن البلاد تسعي جاهدة لمواصلة تآمرها علي مصر،في محاولة من جانبها لاستكمال المخطط الذي أطلقته قبل بضعة أشهر،ولم يحقق أهدافه كاملة. لقد عاشت مصر في الآونة الأخيرة تطورات دامية في أحداث عنف انتشرت كالنار في الهشيم ،متنقلة من محافظة إلي أخري،ومن منطقة لأخري..مابين قتل وتحطيم ممتلكات وإصابات ..حتي بات المشهد غير المألوف يشكل خطورة بالغة علي مستقبل الأوضاع الأمنية في البلاد. وفي ظل هذا الجو المحموم لا يدري أحد إلي أين تقودنا الأحداث الجارية..وهو ما يستوجب من الحكومة الجديدة أن تضرب بيد من حديد علي مثيري الفتن ومر وجيها..وكفانا ماشهدته مصر من انفلات علي مدار العام ونصف العام،كانت محصلته تلك الصورة المزرية التي نعيش وقعها الأليم هذه الأيام.