الوزيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، واحدة من الشخصيات التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة، وأن تسجل حضوراً متميزاً من خلال حقيبة وزارية لم يكن يتوقع أن يكون لها أي تأثير، فظلت تلك الحقيبة بين الظهور والاختفاء، دون ان يستطيع أي مسؤول سابق أن يجعل تلك الحقبة الوزارية ضرورية الوجود في الهيكل التنظيمي لمؤسسات مصر الوزارية والتنفيذية ، ولكن الوزيرة الحالية فرضت تلك الحالة وجعلت الوزارة لها دور هام في دعم مصر من جميع الجوانب. من الوهلة الأولى أنت امام سيدة مصرية بكل مكوناتها الشخصية، فملامحها تضرب في عمق التاريخ كملامح أجدادنا الفراعنة، بجانب مقوماتها العملية في طريقة تعاطيها مع الأحداث والمواقف والأشخاص، حيث تمتلك الرؤية الشاملة والكاملة لمهام عملها، بجانب صرامتها وقوتها وصدقها بعيداً عن الطريقة الدبلوماسية التي في الغالب تكون غير فعالة ومجدية مع بعض الأحداث. تقابلت معها مرة واحدة في السفارة المصرية بالرياض وكنت سعيد للغاية بوجود مسؤول مصري بتلك الصفات والسمات الشخصية والعملية فبجانب قوتها هناك تواضعها وبساطتها في القرب من الجميع والتجاوب السريع مع المتطلبات الوطنية للمصريين في الخارج. من تلك اللحظة بدأت أتابع إعلاميا الوزيرة نبيلة مكرم في كل تحركاتها وأحاديثها ومن خلال عملي الإداري والأعلامي كان تقيمي لشخصها هو ما ذكرته، بجانب تجردها الذاتي من أضواء المنصب فكل تحركاتها صادقة ومباشرة من أجل خدمة مصر والمصريين. وكانت رحلاتها المكوكية في كثير من دول العالم قبل الإنتخابات الرئاسية الماضية الدور الأبرز في شحذ همم المصريين بالخارج بالنزول إلى صناديق الإقتراع . والجدير بالذكر أن الوزيرة درست بمدرسة سانت جان انتيد بالأسكندرية وتخرجت عام 1991 من كلية سياسة وأقتصاد بتقدير جيد جدا ومن ثم التحقت بالعمل بوزارة الخارجية في نوفمبر1993 وفي عام 1995 شغلت منصب سكرتير ثالث بمكتب مساعد وزير الخارجية للشئون الاوروبية وبعدها أنتقلت إلى عدة سفارات منها البرازيل والولايات المتحدةالامريكية وإيطاليا والأمارات وأيضا مستشار بالسلك الدبلوماسي بجانب تحدثها عدة لغات. كل ذلك جعل لها ثقل من الخبرات عن أنواع المشاكل التي من الممكن أن تقابل المصريين بالخارج وأعطتها مساحة من الرؤية لكيفية موجابهتها بالحلول المتنوعة والسريعة، ولم يقتصر عملها علي مراعاة شئون العاملين بالخارج بل إمتد إلى جوانب أخري منها كيفية جذب الأستثمارات وبلورة الأفكاروالمقترحات إلى مشروعات علي أرض الواقع. وقد حضرت أنا إحدي تلك الأقتراحات عندما عرض عليها الدكتور حسن الجراحي رئيس اتحاد المصريين بالخارج فرع السعودية ذلك وطلب منها نقله الي الحكومة المصرية. وأيضا دورها في الترويج لشهادات بلادي وهى عبارة عن وعاء إدخارى أستثمارى للمصريين في الخارج وشهادات دولارية بأسعار مناسبة ، ورغم ذلك ترفض الوزيرة أعتبار أن المصريين مصدر دخل ودعم مادي فقط لمصر بل دائمة الحديث بأن المواطن المصري بالخارج هو رسول الهوية المصرية ولا يقل دوره عن دور الجندي الذي يدافع عن الوطن في جبهة القتال عن طريق نشر الايجابيات عن حالة الوطن الداخلية والدفاع ضد اي شائعات تروج ضد مصر. هكذا تحتاج مؤسسات مصر في الوقت الحالي الي شخصية الوزيرة نبيلة مكرم عبيد، مقومات ادارية وفنية ورؤية شاملة للبناء والتطوير وتسخير الموارد المتنوعة لكيفية الأستفادة منها ومجابهة السلبيات وكيفية تحجيمها.