قال لى السيد عمرو موسى ملاحظة عجيبة تشرح معنى العطاء لعبقرى الطب الأشهر فى العالم د.مجدى يعقوب، فى لجنة الخمسين لإعداد دستور مصر الأخير عقب ثورة 30 يونيو لم يتخلف الدكتور العظيم ولو جلسة واحدة، يواصل العمل ليل نهار، يحظى باحترام الجميع الكبير قبل الصغير.. إنه التواضع فى صورة إنسان.. انه العطاء من دون غرض أو هدف سوى خدمة بنى وطنه.. فى لقاء مع صحفيين قال معلقا على سؤال حول لقب السير: يا عم أنا شرقاوى.. السير ده لما اكون خارج مصر.. أنا هنا مصرى.. حتى يوم منحى قلادة السير من ملكة إنجلترا قلت لهم بالعربى: أولًا أنا شرقاوى من مصر والشرقية عندى هى مصر وهى نبع الكرم والعطاء ومن المستحيل أن يتفق المصريون جميعا على صفة الكرم للشرقاوية وتكون كذابًا. إنه البروفيسور «مجدى حبيب يعقوب» المولود عام 1935م فى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، لعائلة قبطية تنحدر أصولها من أسيوط، وورث حبه للطب من والده الذى كان طبيبًا للجراحة العامة، فحصل على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة عام 1957م. وهو صاحب الرقم القياسى 14 ساعة متصلة فى غرفة عمليات القلب المسجلة باسمه فى منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية لاطباء القلب. عمل «يعقوب» عقب تخرجه نائب جراحة بقسم عمليات الصدر بمستشفى قصر العينى، ثم سافر إلى المملكة المتحدة عام 1962م لاستكمال دراسته العليا، فحصل على الزمالة الملكية من ثلاث جامعات وهى: زمالة كلية الجراحين البريطانيين بلندن، وزمالة كلية الجراحين الملكية بأدنبرة، وزمالة كلية الجراحين الملكية بجلاسكو. تدرج الدكتور «مجدى يعقوب» فى العديد من المناصب الأكاديمية، وبدأ حياته العلمية باحثًا فى جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1969م، ثم رئيسًا لقسم جراحة القلب عام 1972م، فأستاذًا لجراحة القلب بمستشفى برومتون فى لندن عام 1986م، حتى أصبح رئيسًا لمؤسسة زراعة القلب ببريطانيا عام 1987م، وأستاذًا لجراحة القلب والصدر بجامعة لندن. كما شغل «مجدى يعقوب» منصب مدير البحوث والتعليم الطبى والمستشار الفخرى لكلية الملك إدوارد الطبية، بالإضافة إلى رئاسة مؤسسة زراعة القلب والرئتين البريطانية. فى عام 1980م تمكن دكتور القلب الشهير من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب، كما نجح عام 1986م فى مجال زراعة القلب والرئة فى نفس الوقت، وللدكتور «مجدى يعقوب» العديد من الإنجازات الطبية حيث قام بتقديم عدة أساليب جراحية جديدة لعلاج أمراض القلب وخاصة الأمراض الوراثية، بالإضافة إلى مساهمته فى مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا، وتأسيس البرنامج العالمى لزراعة القلب والرئة. نظرًا لجهود الجراح العالمى وتأثيره الفعال فى مجال جراحة القلب، حصل على لقب بروفيسور فى جراحة القلب عام 1985م، كما منحته ملكة بريطانيا لقب «سير» عام 1991م، والرئيس السابق «مبارك» منحه وسام قلادة النيل العظمى عام 2011م، بالإضافة إلى عدد من الألقاب والدرجات الشرفية من الجامعات العالمية. استثمر العالمى «مجدى يعقوب» موهبته وعلمه فى جراحة القلب فى عدد من الأعمال الخيرية، حيث قام بإجراء عدد من العمليات المجانية لمن لا يتوافر لديهم التكلفة المرتفعة لمثل هذه العمليات، كما ساهم فى إنشاء جمعية خيرية لمرضى القلب الأطفال فى دول العالم النامية، وكذلك قام بإنشاء مستشفى لعمليات القلب فى مدينة أسوان بصعيد مصر وله ثلاث زيارات سنوية لإثيوبيا حيث يقوم بعمل 100 عملية فى العام هناك. فهل يعلم وزير الرى ذلك؟ الله أعلم.