فى تحدٍ صريح لمشاعر الشعب الفلسطينى ومشاعر العرب والمسلمين فى شتى بقاع الأرض وعدم الاكتراث بقرارات الأممالمتحدة واعتراض غالبية دول العالم على القرار التعسفى الذى اتخذه ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف، قررت واشنطن وصرح رئيسها وبكل وقاحة عن نيته الذهاب إلى القدس لحضور حفل افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة بعد نقلها إلى القدس، واختارت الادارة الأمريكية توقيتًا خبيثًا ومؤلمًا للعرب جميعًا لإقامة هذا الحفل وهو ذكرى مرور سبعين عامًا على نكبة فلسطين والأمة العربية وانشاء الكيان الغاصب إسرائيل على أراضٍ عربية عام 1948 فلم تكترث أمريكا بقرارات المجتمع الدولى ولا باعتراضات الدول العربية ولا بسقوط مئات الشهداء من الفلسطينيين بعد هذا القرار ومضت فى طريقها مع حليفتها إسرائيل التى تعربد فى الاراضى العربية بلا حسيب أو رقيب. ان هذا القرار المشئوم بنقل السفارة الامريكية إلى القدس يدمر وينسف عملية السلام من أساسها ويلغى جميع قرارات الأممالمتحدة التى تنص على أن القدسالشرقية تابعة لدولة فلسطينالمحتلة وأن وجود إسرائيل فيها غير شرعى وهو احتلال صريح لهذه الأرض. ان عملية السلام برمتها أصبحت مهددة بالانهيار جراء ذلك التعنت الإسرائيلى والغطرسة الأمريكية. لقد صمت العالم كثيرًا أمام المذابح التاريخية التى قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى والعربى بمساعدة حليفتها أمريكا، واليوم يريدون اذلال الشعب الفلسطينى بهذه الخطوة غير مبالين برد الفعل العربى الذى جاء كالعادة يحمل فى طياته عبارات الشجب والادانة وترديد العبارات الجوفاء التى سئم منها العالم أجمع بأن السلام هو خيارنا وأيدينا ممدودة بالسلام فى الوقت الذى تمد فيه إسرائيل الملطخة بدماء العرب بالسلاح لتقتل المزيد من شبابنا وبناتنا ونحن مازلنا نردد: السلام خيار استراتيجى ولا شىء غير السلام. أى عار ألمَّ بنا يا أمة المليار مسلم؟! ان العرب نائمون فى سبات عميق ومنكبوُّن على مشاكلهم الداخلية وإسرائيل تفعل ما يحلو لها فهى لا تهتم بما يقوله العالم عنها ولا بالاعتراضات العربية فهى تدرك مدى الضعف الذى وصلت اليه الامة العربية بنزاعاتها الداخلية وحروبها الاهلية وربيعها العربى الذى أكل الأخضر واليابس ففى الوقت الذى يقع فيه شهداء فلسطينيون كل يوم جراء المواجهات مع الكيان الصهيونى الغاصب الذى يتعمد استعمال القوة المفرطة ضد المدنيين العزل من أبناء غزة على الشريط الحدودى ضاربًا عرض الحائط بالقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن فى الوقت نفسه مازالت واشنطن وبكل وقاحة تتحدى ارادة هذا الشعب وتصر على تنفيذ مخططها الشيطانى بل يتباهى رئيسها المجنون المغرور بأنه سوف يحضر إلى إسرائيل ليشارك فى افتتاح السفارة الامريكية الجديدة فى القدسالمحتلة وهو يفخر بهذا الإنجاز التاريخى على حد قوله والذى فشل فيه اسلافه على مدار عقود مضت بالإقدام على مثل هذه الخطوة الخطيرة وغير المسبوقة وأنه سعيد بما حققه حتى الآن من إنجازات لصالح دولة إسرائيل وهو دائمًا ما يصرح بمثل هذه المهاترات. والغريب فى الأمر هذه المرة هو مسارعة الولاياتالمتحدة لنقل السفارة قبل اختيار مكان مناسب من وجهة نظرهم لبناء السفارة عليه بدلًا من اختيار مقر مؤقت وصغير وان دل ذلك على شىء فإنه يدل على استغلال أمريكا لحالة الارتباك العربى والتشتت والصراعات فيما بينهم والانقسام الفلسطينى بين فتح وحماس كل هذه الاسباب جعلت أمريكا تسرع فى نقل السفارة إلى القدس وتطرق على الحديد وهو ساخن وتفرض سياسة الأمر الواقع على العرب الذين أصبحوا فى موقف لا يحسدون عليه فقلوبهم مع القضية الفلسطينية لكنهم لا يملكون خطة واضحة ورأيًا واحدًا تجاه هذا الأمر وكل دولة بها مشاكلها الداخلية التى تمنعها من الوقوف أمام أمريكا وإسرائيل ولا خيار لهم إلا الشجب والإدانة والشعارات الرنانة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع فلك الله يا شعب فلسطين وللقدس رب يحميه.