لا شك أن التسويق بمعناه الشامل لم يعد يقتصر علي عملية البيع والشراء، بل إمتدت آفاقه إلي حدود أبعد وأشمل ليصبح العنصر الأكثر أهمية علي الإطلاق في بيع أي منتج سواء كان خدمة كصناعة السياحة أو منتج عيني مثل منتجات الأكل والشرب. واليوم أريد أن أعرض بعضا من الرؤي والأفكار والوسائل التي قد تساعد المسوق علي كسب مزيد من الأسواق والعملاء. وقد إستندت في مقالي هذا إلي مجموعة من المراجع والكتب التي تحظي بأهمية كبري عند كثير من المسوقين وعلي رأس تلك الكتب كتاب التسويق للمؤلف (فيليب كوتلر) وكتاب بياع الدقيقة الواحدة ل(سبنسر جونسون).
من أهم سبل التسويق أن تسوق عن طريق الجودة. والجودة ليس لها معني محدد يمكن أن نستند عليه عند تعريفها،ولكن لابد لكل مسوق أن يفهم عقلية العميل المحتمل حتي يوفر له مستوي الجودة الذي يطمح إليه. فلكل عميل وجهة نظر مختلفة، وقد تتعارض في بعض الأحيان من بعضها البعض.خذ مثلا السائح الألماني مستوي الجودة لديه يعني اشياء كثيرة أهمها الإهتمام بعنصري الوقت والنظافة،إضافة إلي ميله الشديد إلي الهدوء والإسترخاء والبعد عن الضوضاء.أما السائح الإيطالي فهو يعشق المرح والالعاب. هنا يبرز الدور الاكثر فاعلية للمسوق السياحي وهو يتبلور حول كيفية ارضاء كافة الاذواق دون ان يفقد ايا من تلك الاسواق؟
هناك من المسوقين من يسعي لجذب مزيد من العملاء عن طريق تخفيض الأسعار وهذه الإستراتيجية بالتحديد نجحت في مصر وفي بلدان أخري عديدة،ولكن الأبعاد الآخري لتلك النظرية من الخطورة بمكان إذ لابد أن يعي أي مسوق أن تخفيض الأسعار يواكبه هبوط في مستوي الخدمة بشكل يصرف عنك شريحة هامة من العملاء الأثرياء،وهنا لابد للحكومات أن تتدخل لتحديد أسعار معينة لا يمكن النزول عنها اذا أرادت الاحتفاظ بالعميل الميسور الحال. هناك صنف ثالث من المسوقين من يريد الربح عن طريق الإبتكار في المنتج: هناك مثل شائع يقول (إبتكر أو تبخر)لأن الإبتكار سوف يخلق حالة من النشاط لدي كافة أفراد الفريق،وسوف يجعل العميل في إشتياق لرؤية كل جديد لديك. ويري كثير من الخبراء أن الإبتكار قادر علي خلق مزيد من الفرص لدعم القطاع السياحي لأن الإبتكار يفاجيء المنافسين وبذلك يظل المبتكر سابقا للآخرين بخطوة. والأمثلة كثيرة علي حرص الدول السياحية علي إبتكار سبل جديدة لكسب مزيد من السائحين. في مصر بالتحديد كانت فكرة إقامة بطولات الاسكواش بجوار سفح الاهرامات أكثر التجارب الإبتكارية قوة،وإستطاعت أن تلفت الأنظار إلي مصر . وهناك من المسوقين من يرغب فى الربح عن طريق إستباق توقعات العميل ولكن لهذه النظرية مخاطر عديدة لأن مستوي رغبات العميل سوف يزداد في كل مرة مما سيجعلك في سباق لا ينتهي لتحقيق رغبات العميل. من المؤكد أنه ليس هناك طريق واحد للنجاح وعلي الحكومات والدول أن تتفهم هذه الحقيقة؛وأن الإختلاف في الرؤي يصب في نهاية الأمر في مصلحة المسوق نفسه. لابد للمسوق أن يتفهم حقيقة التغيرات التي تحدث للعميل،والتقلبات المعتادة في السوق،بالإضافة إلي المنافسة الشرسة. كل المسوقين يقعون في فخ الربط بين التسويق والبيع،وهذه بكل المقاييس خطيئة كبري يقع فيها الجميع.المسوق يعرض المنتج ويدرس السوق و يحلل الآراء ويكشف قوة المنافسين ويحدد الأولويات ويراقب تصرفات العميل،أما البائع فهو آخر حلقة في سلسلة التسويق الطويلة. لابد للدول أن تلتفت إلي أهمية التسويق السياحي،ولن يتملك مني اليأس أبدا ما دمنا جميعا نبغي مصلحة الوطن في أن أظل أنادي بضرورة الإهتمام بالتسويق السياحي. حفظ الله مصر جيشا وشعبا