إن ادعيتَ عدم وجود نظام يحكم تحديد اللجان الانتخابية وتوزيعها جغرافيا بما يسهل عملية انتقال الناخب من محل اقامته (داخل وخارج مصر) أو دافعت عن ذلك بأن الواجب الوطنى تتضاءل أمامه كل المشكلات ولا بأس من تحمل بعض المشقة. وإن زعمتَ عدم وجود سواترللتصويت خلفها ضمانا لسرية التصويت وحفاظا على حرية الناخب أو نفيت ذلك بأن ذلك ليس وضعا عاما بل استثناءً. وإن ادعيتَ أن بعض المصانع وشركات القطاع الخاص أجبرت عمالها على الذهاب إلى اللجان جبراً. وأن بعض الجهات الحكومية أيضا فعلت نفس الشىء بل هدّدت موظفيها بتوقيع الجزاءات على من يتخلف أو نفيت ذلك تماما وأقسمت أن الجميع ذهب طواعية وبإرادة كاملة.. وإن انتقدت الاسراف فى الإنفاق على الحملات الاعلانية والمؤتمرات الجماهيرية وما ظهر من سباق محموم بين رجال الأعمال وأصحاب المصالح والمؤيدين للرئيس بصدق متطوعين بآلاف اليافطات و(البانرات) التى غطت الميادين وشوارع المدن وعلى الطرق أو بررت ذلك بحب المصريين لرئيسهم وتمسكهم به. وإن اعترضتَ على مظاهر الاحتفال المبالغ فيها بالرقص والأغانى أمام اللجان الانتخابية من بعض السيدات والفتيات بما يقلل من وقارهن ويظهر المصريين أما العالم بصورة غير جادة. قلت ذلك أو دافعت بحماس وقلت: لا شىء فى ذلك. فمن حق المصريين أن يفرحوا ويعبروا عن فرحهم بكل الأشكال والمظاهر التى تناسبهم وتبث الغيظ فى قلوب أعداء مصر والحاقدين عليها فى الداخل والخارج خاصة ممن جندوا قنواتهم الفضائية وصحفهم لمطالبة الناخبين بعدم المشاركة والجلوس فى المنازل تعبيرًا عن انخفاض شعبية الرئيس وعدم الرغبة فى التجديد له. كانت بعض القنوات تفعل ذلك. فكان رد الفعل المناسب هو الحشد والخروج إلى لجان الانتخاب بكثافة والتعبير عن أصالة هذا الشعب الذى يعرف الجميل ويصون المعروف لمن ضحى من أجلهم. فسواء أخى الكريم كان قولك بالادعاء واللوم أو بالدفاع والنفى فلن نتفق على كل هذه الأمور. وستظل الآراء متضاربة بين مؤيدٍ ومعارض. ولكن تبقى فى النهاية أمور لا نختلف عليها ألا وهى الحقائق المؤكدة فى العملية الانتخابية. التى تنحصر فى ضرورة إكمال الرئيس «عبد الفتاح السيسى» لمدة رئاسته الثانية.. لماذا؟ لعدم وجود الشخص البديل الجاهز والمؤهل لتحمل مسئولية المضى بمصر فى هذه الفترة بصفة خاصة. فلا يوجد من يقْدر على مواجهة ظروف البلاد القاسية فى حربها مع الإرهاب وفى نفس الوقت يحقق من خطط البناء والتنمية فى سنوات قليلة مالم يتحقق فى سنوات طويلة سابقة. فقد عرف الرجل طريقه وكما قال: «أنا شايف مصر ومشاكلها زى ما أنا شايفكم قدامي».. كما لم يوجد من يحظى بدعم ومؤازرة مؤسسات الدولة خاصة القوات المسلحة والشرطة مثلما يحظى «السيسي» والذى وصل إلى قلوب المصريين بعفته ودماثة خلقه ونقاء ذمّته المالية وعلو همّته ووطنيته الصادقة. كما يدرك الشعب أن بقاء الرئيس ضرورة تفرضها قواعد الحرب فلا تبديل للجياد أثناء المعارك. أضف إلى ذلك أن التبديل غير المدروس بعنلية لا يوقف تقدم التنمية والبناء فقط بل يجر البلاد إلى ما هو أبعد وأسوأ من نقطة الصفر. وعليه كان لزاما أن نوفر الكلام والأحاديث الفارغة ونكف عن المهاترات المضيعة للوقت. ونكمل أفراحنا ونبارك لمصرنا بانتهاء الانتخابات على خير وكما أرادها الله. ونواصل العمل الجاد فى استقرار وأمان. فمصر بحاجة إلى كل نقطة عرق وكل فكرة تدفع إلى مستقبل أفضل..