حذر مؤتمر الشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف من المخاطر الاقتصادية للإرهاب التي تؤثر سلبًا على موارد وإمكانات الدول وعلى إقامة المزيد من المشروعات الاستثمارية التي توفر فرص العمل وتواجه البطالة ، مطالبا بفضح أساليب الإرهاب على الصعيد الدولي وكشف مموليه وداعميه. جاء ذلك في الورشة الثانية للمؤتمر بعنوان " المخاطر الاقتصادية للإرهاب " والتي جاءت ضمن فعاليات المؤتمر الثامن والعشرين لوزارة الأوقاف تحت عنوان صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها. ودعا مفتي تشاد الشيخ احمد النور الحلو العلماء إلى الإفصاح عن من يمول الإرهاب ويرعاه والكشف عنه صراحة ، لافتا إلى أن القارة الأفريقية تدهورت بسبب الجماعات الإرهابية المتعددة فيها ، لاسيما جماعة بوكو حرام التي تدمر الانسان والاقتصاد بكافة اشكاله . كما أشاد الحلو بموقف مصر في محاربة الإرهاب والعمل على تجفيف منابعه واجتثاثه من جذوره ، مؤكدا أن مصر قد تمرض لكنها لن تموت . ومن جانبه حذر رجل الأعمال محمد ابو العينين من تداعيات الإرهاب السلبية على الاقتصاد وإقامة المشروعات الاستثمارية والتنموية وبالتالي تراجع فرص العمل والخدمات التي تقدمها الدول لأفراد المجتمع، منوها بان الإرهاب صناعة دولية لأغراض سياسية ولم يشعر الغرب بخطورته إلا بعد أن ضرب العواصم الأوروبية . وأشاد أبو العينين أمام المؤتمر بالملحمة المصرية في مواجهة الاٍرهاب على مستوى الدولة والقوات المسلحة والشرطة والمجتمع ، مشيدا بالبطولات التي يقدمها الجيش والشرطة للقضاء على الاٍرهاب واجتثاث جذوره للحفاظ على مقدرات الدولة وشبابها وعقولها وموقعها الاستراتيجي والقيادي في العالم باعتبارها قاطرة الأمة العربية والإسلامية . دعا أبو العينين إلى الاستفادة من العلاقات الخارجية والهيئات والمنظمات العربية والإسلامية في محاربة الارهاب وفضح مخططاته على المستوى الدولي وفي المنظمات الأممية لمحاصرة الارهاب وفضح مموليه والقائمين عليه والداعمين له. وبدوره ، أكد الدكتور محمد عليه الفيومي ، أمين صندوق الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وعضو مجلس النواب أن الأمن اهم ركائز الاستثمار والاقتصاد والتنمية ، مشيرا إلى انه بدون الأمن لن تنعم دولة واحدة بالاستقرار بسبب ما يهدد العالم وبصفة خاصة مصر والمنطقة العربية من إرهاب يعمل على تقويض التنمية في المنطقة وتقسيمها على أسس عرقية ودينية وطائفية . وأشار في كلمته أمام ورشة العمل ، إلى أن الاٍرهاب يستخدم كسلاح سياسي للسيطرة على منتجات الطاقة بالمنطقة ، منوها بان الكثير من الإرهابيين مرتزقة والبعض الآخر منهم مخدوعون . وأوضح أن مصر اتخذت خطوات فاعلة في تحسين مناخ الاستثمار من خلال القوانين والتشريعات لتأمين الاستثمار والمستثمرين بهدف محاربة الفقر وتنمية الاقتصاد وخلق فرص عمل للمواطنين . وفي سياق متصل ، أكد الدكتور محمد جمال مستشار وزارة الأوقاف الفلسطينية ، أن انتصار مصر هو انتصار للأمة العربية والإسلامية ، ووجه التحية للقوات المسلحة والشرطة. المصرية في حربهم ضد الإرهاب واجتثاثه من جذوره ، موضحا أن الله تعالى قدم نعمة الأمن على الطعام وألشراب . وقال إن صناعة الإرهاب تعادل صناعة الدمار الشامل لأنه يدمر كل شئ بدءا من الأخلاق والاقتصاد وانتهاء بالانسان. وطالب بتكاتف كافة الأجهزة والوزارات في محاربة الإرهاب وتدريس مقررات وأبحاث المؤتمرين بالمدارس والجامعات . وأكد أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل بانه صناعة للإرهاب في المنطقة كونه تزويرا للتاريخ واعتداء على الحضارة وتحيزا لإسرائيل ، كما أن للقرارات تداعيات اقتصادية خطيرة إذ يسلب الفلسطينيين مصدرا هاما من مصادر الدخل . وبدوره ، قال الدكتور مأمون جبر أستاذ القانون العام بجامعة الأزهر ، أن الأمن النفسي يؤثر إيجابا وسلبا على الأمن الاقتصادي ، لافتا إلى أن الفكر الرأسمالي لا يريد لمنطقتنا التقدم والرقي .