فى شهر فبراير من كل عام، يضاف إلى «الاسبوع» عام جديد إلى عمرها المهنى الذى استطاعت خلاله ان تحفر اسمها فى مكان مميز فى بلاط صاحبة الجلالة.. خرجت «الأسبوع» للنور فى العام 1997وكانت انطلاقتها قوية جدا، لأنها تميزت بتبويب جديد ومغاير لكل ماهو ثابت فى كل الصحف والاصدارات فى ذلك الوقت، أتذكر أحد الاعداد التجريبية –قبل الصدور الفعلي- بين يدى رئيس تحريرها ومؤسسها الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، كان العدد مليئا بالموضوعات الجاذبة، والاخبار الحصرية، التى صيغت باسلوب رشيق وبمهارة بالغة. بدأت «الاسبوع» قوية منذ عددها الاول، وقدمت وجبة صحفية دسمة، تتناول شتى الموضوعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والاهم انها كانت تقدم معلومات واخبارا تحدث فى الكواليس، وكانت تقدمها للقارئ صباح كل اثنين، فى صفحات لايمكن الانتهاء من قراءتها على عجل، بل يستلزم الامر قراءة الجريدة على مراحل وبتمهل، ذلك لان هناك الكثير ممايجب قراءته، والاستفادة منه. اعتمد «الأسبوع» على مجموعة من الشباب الواعد، فكانوا الركيزة الاساسية، لأعمال صحفية متفردة، وخبطات أثارت جدلا كبيرا فى المجتمع المصري، ناهيك عن الكشف عن قضايا «فساد»، الامر الذى نسج خيوطا من الارتباط بين القارئ وبين صحيفة أصبح ينتظر عددها بفارغ الصبر، أتذكر مقرنا الاول بشارع 26 يوليو بوسط القاهرة، وكان عبارة عن شقة واحدة، وكانت الحركة تدب فيها ليل نهار بدون توقف، أصحاب المشاكل الذين كانوا يتوافدون على الجريدة بحثا عن فرصة نشر، ومن ثم استجابة مسئول، كان المكان يعج بكثرتهم. كانت الأسبوع غنية بكتابها، وهم كوكبة من الكتاب والادباء المبدعين وغيرهم، فكان الروائى محمد مستجاب يجلس بيننا، بعد ان حمل مقاله الاسبوعي، فكنا نصغى لحكاياته التى يرويها بخفة ظله المعهودة، وكذلك الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى والروائى يوسف القعيد وزينب منتصر وأسامه عفيفى وغيرهم كثيرون، وكانت غرفة «الديسك المركزي» وجهة لكل هؤلاء، حيث النقاش الجاد، والطرفة العابرة، مع الزملاء الدكتور عزازى على عزارى ومسعد اسماعيل رحمهما الله، ونائب رئيس التحرير الزميل مجدى شندى . «أن تبدأ يومك مبكرا» فهذه فضيلة لا يدركها الا المجتهدون وراغبو النجاح، ويحسب للزميلين مصطفى ومحمود بكرى رئيس التحرير ومجلس الادارة، منذ عهدى بهما فى صحيفة مصر الفتاة فى أوائل التسعينيات، انهما من هذا النوع من المسئولين الذين يأتون مبكرا إلى العمل، وهى ميزة أضافت لرصيدهما الكثير. على مدى واحد وعشرون عاما استطاعت «الأسبوع» أن تحدث زخما فى مهنة الصحافة وأن تسهم بشكل كبير فى طرح قضايا «الغلابة» والانحياز لهم جنبا إلى جنب مع القضايا القومية والاقليمية والمحلية، كما أمدت «الاسبوع» كثيرا من الاصدارات بكوادر مهنية، كانت هى المحطة الاولى فى مشوارها فى العمل الصحفي،.. كل عام وصحيفتنا قوية وقادرة على تحدى الصعاب وتخطى الأزمات..كل عام والزملاء جميعا بخير..