إنتهت مهمة الدكتور محمد البرادعي بعد فترتين قضاهما مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وأصبح بحكم الواقع متقاعدا عن العمل ..ومن المنصف أن نقرر أن الدكتور البرادعي أدي مهمته في ظروف بالغة الصعوبة,وقد حاول قدر مايستطيع مجابهة الضغوطات الدولية التي تعرض لها من قوي الهيمنة العالمية وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية بكل ماتمثله من نفوذ في العالم..ولكن رصانة وعقلانية وأمانة البرادعي تحطمت تحت وقع جعجعة السلاح وهدير القنابل الأمريكية..وشهدت فترة توليه منصبه أخطر وأشرس الحروب التي استهدفت العراق الشقيق في غزو بربري وغير شرعي إعتمادا علي معلومات كاذبة بملكية العراق للسلاح النووي وهو ماثبت عدم صحته كما عبر عن ذلك مبكرا رئيس فريق التفتيش عن أسلحة العراق هانز بليكس والدكتور محمد البرادعي. لقد عبر البرادعي في أكثر من موقف عن حزنه وألمه لما حاق بالعراق جراء معلومات كاذبة..غير أنه لم يستطع أن يفعل شيئا لشعب العراق الذي يتجرع كأس الإحتلال والدمار لبلاده. يستحق الدكتور البرادعي تحية علي مابذله من جهد في محاولةتوضيح الحقائق,وهو جهد لم يكتب له كل النجاح بسبب القوي المهيمنة علي العالم ..ولكن يكفي الرجل شرف المحاولة حتي ولودفع ثمنها هجوما وإساءة من بعض القوي المتغطرسة.