استبعد وزير السياحة منير فخري عبد النور عبد النور اتخاذ أي تيار اسلامي اجراءات تضر بالسياحة حال تولي حكم مصر، لافتا الي ان مصر تسعي الي تنويع المنتج السياحي بها لجذب فئات وأعداد أكبر من السائحين والعودة الي المعدلات الطبيعية. وقال الوزير "لا أعتقد أن أي نظام حاكم يمكنه أن يتخذ إجراءات من شأنها الإضرار بالسياحة سواء في مصر أو تونس أو المغرب أو غيرها من البلدان" لافتا الي انه عندما ادلي بعض النواب والمرشحين الاسلاميين بمواقف معادية للسياحة تناقلتها وسائل الاعلام بصورة مضخمة وعندما حدث تراجع أو تصحيح لهذه المواقف لم تهتم بها وسائل الاعلام. واضاف عبد النور- علي هامش مؤتمر السياحة والاعلام الذي يبدأ أعماله الخميس - إن أحد المنتجات السياحية التي تسعي مصر لترويجها هي سياحة الجولف حيث أن مصر من الدول القليلة في العالم التي يمكن لعب الجولف فيها طوال العام مشيرا إلي أن هناك مساعي تجري مع ألمانيا وإيطاليا لجذب سائحيها إلي مصر من خلال تنظيم أنشطة الجولف وبطولات عالمية حيث ان لدينا ملاعب جولف رائعة في سوماباي علي سبيل المثال تجري فيها بطولات يشارك فيها أبطال عالميين. وأوضح عبد النور أن هناك مجموعة من الأفكار الجديدة التي يعمل علي تنفيذها القائمين علي السياحة في مصر من بينها القيام بحملات مشتركة للترويج السياحي من عدد من بلدان منطقة المتوسط وايضا الترويج لسياحة الصحراء والسياحة البيئية في الوادي الجديد بالصحراء الغربية وكذلك استئناف الرحلات النيلية الطويلة التي تبدأ من القاهرة وحتي اسوان بعد ان كانت قد توقفت منذ عام 1994. واستطرد قائلا إن استئناف الرحلات النيلية الطويلة يتوقف علي عمق مياه النيل في بعض المناطق التي يمر بها مسار الرحلة مقدرا الفترة المضمونة لتسيير هذه الرحلات ب 8 أشهر في العام. وأشار عبد النور إلي أن هناك دورا مهما للشعب المصري في الارتقاء بمستوي السياحة في البلاد حيث يمكن لرجل الشارع أن يفعل الكثير من خلال احترام القواعد والحفاظ علي الأمن والتعامل بأمانة واحترام مع السائح وهذه مسئولية كل مصري. وقال وزير السياحة إلي أن من بين أخطاء النظام السابق في مصر عدم اهتمامه بمشاركة الشعب بصورة جيدة سواء في الحياة السياسية أو غيرها كما أن توزيع الثروات ومن بينها عائدات السياحة وبصورة خاصة في سيناء والصعيد. واضاف أنه يمكن للسكان المحليين أن يكونوا من أصحاب الأسهم في المنشآت السياحية القائمة في المناطق التي يعيشون بها أو من العاملين في هذه المنشأت ليشعروا بالعائد من السياحة بصورة مباشرة وبالتالي يكونوا أكثر حرصا علي الحفاظ علي هذه السياحة وعناصرها والعمل علي تنميتها وجعلها أكثر استدامة. واعتبر عبد النور أن ثورة "25 يناير" في حد ذاتها ليست أداة لجذب السياحة الي مصر فالسائح يبحث عن الراحة والاستمتاع بالطقس وما يحدث في ميدان التحرير وأمام البرلمان شئ وما يحدث علي شواطئ شرم الشيخ والغردقة أو الأقصر وأسوان أو الرحلات النيلية شيئ آخر. وأضاف أن السائح الذي يزور مصر لا يدعم فقط السياحة والاقتصاد في مصر وانما فهو بزيارته لمصر يدعم أيضا قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولاسيما في هذه المرحلة الانتقالية الهامة التي تمر بها البلاد. وفيما يتعلق بتعامل الصحافة الاجنبية والمحلية مع السياحة، اعتبر عبد النور انها في بعض الأحيان تلعب دورا سلبيا وتقدم بعض المواقف المغلوطة وإذا ما صدر بيان لتصحيح تلك الأخطاء لايذاع هذا التصويب في وسائل الإعلام بالقدر نفسه. وقال وزير السياحة إنه قد وقع الاختيار علي مرسي علم لإقامة المؤتمر السياحة والاعلام الذي تنظمه منظمة السياحة العالمية لأنها مثال جيد لتوافر التسهيلات اللازمة لعقد المؤتمرات الكبيرة وكذلك لاطلاع المعنيين علي حجم التنمية بها وفي منطقة البحر الأحمر بصفة عامة بدءا من الغردقة وبطول ساحل البحر الأحمر حتي جنوب مصر. وطالب عبد النور من الإعلام الدولي والمحلي بنقل مايراه بأمانة علي أرض الواقع، قائلا " أرغب بشدة في أن اطلع علي السلبيات ولكن أتمني أن ينقل الإعلام الإيجابيات أيضا". وانتقد وزير السياحة وسائل الإعلام والصحف المصرية حيث انها ليست كلها علي المستوي المطلوب في التغطية السياحية، قائلا أستطيع أن أسمي 4 أو 5 صحف فقط تغطي بشكل جيد ومهني وموضوعي أما الباقي فليست علي المستوي المطلوب وتميل إما للدعاية بدون وعي وبأرقام غير صحيحة أو للنقد من أجل النقد وبالتالي فإننا نحتاج إلي إعلام سياحي علي مستوي عالي من الحرفية. وقال عبد النور أنه يتم في مصر انفاق الكثير علي التدريب والتعليم في مجال السياحة أكثر مما ننفق علي الإعلانات والدعاية وحملات الترويج وذلك بدءا من مستويات الإدارة العليا وحتي سائقي الحافلات حيث افتتحنا منذ أسابيع قليلة مركزا لتدريب السائقين للحد من مشكلة حوادث الطرق والتي كانت تعد احد المشاكل الكبيرة التي تواجه السياحة في مصر. وتناول وزير السياحة مدي تأثر السياحة في مصر بالأحداث التي شهدتها البلاد في العام ونصف العام الماضيين مشيرا الي أن 14.7 مليون سائح زاروا مصر عام 2010 تراجع هذا العدد بنسبة 23 % في عام 2011. وأقر عبد النور بأن منظمي الرحلات تحولوا إلي جزر الكناري وتركيا ولكن مصر تشجعهم في كثير من البلدان ومنها بريطانيا علي العودة إلي مصر ولفت إلي أن هناك دولا مثل إيطاليا وفرنسا قطاع السياحة بها مرتبط بالسوق المصري بشكل كبير وتعمل بكل جهد علي عودة السياحة الي مصر لمعدلاتها الطبيعية معربا عن امله ان يشهد العام الحالي 2012 زيادة ملحوظة في عدد السائحين الزائرين لمصر. ولفت إلي أن هناك حملة توعية للمواطنين المصريين بكيفية التعامل مع السائح وأهمية السياحة كمصدر للدخل القومي ولخلق فرص العمل مشيرا الي أنه في أثناء الثورة رفعت لافتات في ميدان التحرير تطالب السياح بالبقاء وعدم مغادرة البلاد وتعدهم بالأمن. وقال عبد النور إن وزارة السياحة تقوم بتنفيذ مشروع رائد في دهشور لتطوير الصناعات التقليدية وهو مشروع يزيد من مهارات العاملين في هذا المجال ويخلق لهم دخل جيد ويحافظ في الوقت نفسه علي بيئة المجتع المحلي ويخلق مجتمع منتج. ولفت وزير السياحة إلي أن مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة تستهدف إحداث تغييرات كثيرة قد تؤدي إلي خسائر علي المدي القصير ولكن هذه الخسائر ستكون أقل كلما قصرت مدة التحول لافتا الي أن كثير من الدول مرت بمراحل مشابهة منها دول أوروبية وأمريكا الجنوبية وإندونيسيا. وأشاد عبد النور بالنموذج التركي في العمل علي جذب السياحة حيث أن تركيا استغلت صناعة السينما لديها للترويج للسياحة وعلي مصر أن تحذوا حذوها مع العلم بأن صناعة السينما لدينا أكثر تطور وتقدم. وقال أن مصر تسهدف جذب جنسيات جديدة من السائحين اليها مثل الصينيين حيث أن عدد الصينيين الذين خرجوا للسياحة خارج البلاد وصل إلي 70 مليون العام الماضي وحوالي 84 مليون هذا العام ولو نجحنا في جذب 1 أو 2 % لمصر سيكون هذا الأمر جيدا.