ملحمة وطنية سطرها 3000 عامل لتحسين الرى فى 5 محافظات يزور الرئيس عبد الفتاح السيسى محافظة أسيوط ليفتتح واحدًا من أهم المشروعات المائية التى نفذتها الدولة فى صعيد مصر من خلال وزارة الموارد المائية ممثلة فى مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية والتى تهدف إلى تحسين الرى فى زمام إقليم مصر الوسطي, بمساحة 1.65 مليون فدان, 20% من إجمالى المساحة المزروعة فى مصر, موزعة على 5 محافظات هى: أسيوط, المنيا, بنى سويف, الفيوم, الجيزة, فيما يبلغ عدد المستفيدين من تحسين الرى نحو مليون مزارع. ويعد مشروع القناطر الذى يقام بعرض 850 مترًا وبمقربة من القناطر القديمة بأسيوط, من أضخم المشروعات المائية التى تم تنفيذها على نهر النيل بعد السد العالي, لتحل محل قناطر أسيوط القديمة, التى مر على إنشائها 115 عامًا, وأصبحت لا تستطيع بتصميمها الحالى مواجهة الاحتياجات. ويهدف المشروع الذى يوفر 500 فرصة عمل دائمة إلى تحسين الملاحة النهرية من خلال إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولي, علاوة على إنتاج طاقة كهربائية نظيفة, من خلال محطة توليد كهرومائية بقدرة 32 ميجاوات, وكذلك توفير محور مرورى جديد بإنشاء كوبرى حمولة 70 طنًا, أعلى القناطر الجديدة, بعرض 4 حارات مرورية لربط شرق وغرب النيل, وأيضا توفير منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية للتحكم فى التصرفات والمناسيب, بتكلفة تتجاوز ال7 مليارات جنيه. تشهد مصر طفرة كبيرة فى إقامة المشروعات القومية الكبرى، وحتى نكون منصفين ليس فى مستوى الصعيد فقط وإنما فى كل ربوعها. ويشهد القاصى والدانى على أهمية هذه المشروعات للوطن والمواطن، وكلها تسير جنبًا إلى جنب وقناطر أسيوط الجديدة، التى يوليها الرئيس أهمية كبيرة نظرًا لما تمثله من نقلة حضارية وتنموية بالصعيد تسهم فى تحسين مستوى الخدمات المقدمة لسكان المنطقة ويتضمن المشروع 3 مراحل، وشملت مرحلته الأولى، افتتاح الكوبرى وتشغيل البوابات وتنفيذ بعض الأعمال الأخرى، علما بأن نسبة التنفيذ فى القناطر الجديدة 95 % من الأعمال المدنية، ومثلها تقريبا من الأعمال الهيدروميكانيكية. وتستهدف القناطر تحديدا ومحطتها الكهرومائية، تحسين حالة الرى فى 5 محافظات (أسيوط- المنيا- بنى سويف - الفيوم - الجيزة)، وتوليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة قيمتها السنوية 100 مليون جنيه، ناهيك عن إنشاء كوبرى علوى حمولة 70 طنا بعرض أربع حارات مرورية يربط شرق وغرب النيل، إلى جانب إنشاء هويسين من الدرجة الأولى لخدمة أغراض الملاحة النهرية. إذن المشروع الثلاثى يتكون من خزان لمياه النيل، ومحطة لتوليد الكهرباء والطاقة النظيفة، وكوبرى يربط الشرق بالغرب. وقال المهندس حسين جلال مدير المشروع والمشرف على تنفيذه إن نسبة الأعمال المدنية التى تم تنفيذها بالمشروع انتهت تمامًا، مشيرًا إلى الانتهاء من تجربة بوابات الأهوسة بالأمام والخلف, وبوابات الأنفاق وأنظمة تأمين السفن, وأعمال التكريك والتطهير للمجرى الملاحى الجديد شرق نهر النيل أمام وخلف الأهوسة الملاحية الجديدة, التى تم تشغيلها على الطبيعة لإمرار 10 من وحدات النقل النهري. قناطر أسيوط هيّ عبارة عن سدود مقامة على النيل، شيدها وخطط لها السير ويليام ويل كوكس، وهو أيضًا صاحب فكرة تنفيذ سد أسوان، حيثُ ظل العمل فى القناطر القديمة منذ عام 1898 وحتى عام 1903 أى ما يقرب من 5 سنوات. قصة إنشاء القناطر وقد صُممت قناطر أسيوط القديمة خصيصًا لتحويل مياه النهر إلى المياه المنخفضة فى أكبر قناة للرى فى مصر وهى «قناة الإبراهيمية»، ورغم التكلفة الكبيرة التى أنُفقت على المشروع والتى وصلت إلى 525 ألف جنيه إسترلينى، إلا أن المشروع كان له فضل كبير فى تنظيم عملية الرى فى محافظات الصعيد، خصوصًا مع وجود السد العالى فى أسوان. ولكن المشروع العظيم الذى نفذته شركة «ميسرز وآيرد»، قد مرّ عليه الزمن، وبدأت تظهر العيوب والتشققات فى جسد سدود أسيوط، ما اضطر الحكومة المصرية منذ 20 عامًا إلى التفكير فى تطوير المشروع وتجديده. ولأن إعادة تطوير المشروع وتجديده وإصلاح ما به من تشققات، سيكون مكلفًا أيضًا، إضافة إلى عدم وجود ضمانة كافية بأن يكون المشروع فى شكله النهائى كما هو الحال عند بنائه، فلم يكن هناك «جزم» بأن قناطر أسيوط ستُعاد مرة آخرى للحياة بعد قرن على إنشائها.. فكان التفكير فى قناطر أسيوط الجديدة.