يبدأ الثلاثاء نحو ثلثي الأسري الفلسطينين في سجون الإحتلال الإسرائيلي إضرابا مفتوحا الي ان تحقق مطالبهم كاملة ، هو الأضخم من نوعه في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة. وفشل الاجتماع الذي عقدته لجنة برئاسة مدير مصلحة السجون الاسرائيلية اسحاق سخاي مع قادة الأسري ، وانتهي الاحد دون نتائج ، اذ طلب إسحاق تأجيل الإضراب لمدة عشرة أيام ودراسة مطالب الأسري الأمر الذي قوبل بالرفض وأعلن رسميا عن الإضراب الثلاثاء. وتتركز مطالب الأسري في عدة بنود تم التوافق حولها وهي انهاء سياسية العزل الانفرادي |، واستئناف برنامج الزيارات للأسري خاصة أسري قطاع غزة ، إلغاء العمل بما عرف ب "قانون شاليط" وهي السياسات التي اتبعهتا إدارة السجون الاسرائيلية عقب صفقة التبادل الشهيرة التي تم بموجبها إطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط وتركزت في التفتيش العاري واقتحام الغرف ومنع ادخال الصحف والمجلات ووقف استكمال التعليم. كما يطالب الاسري بتحسين العلاج الطبي لهم ووقف سياسة التفتيش والإذلال لأهالي الأسري خلال الزيارات علي الحواجز ، ووقف العقوبات الفردية الجماعية بحقهم . وقال الناطق باسم جمعية "واعد" للأسري والمحررين عبد الله قنديل لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة إنه تم التوافق علي قيادة موحدة للاضراب ، مشيرا إلي أن هناك إجماعا من أسري كافة الفصائل "فتح وحماس والجهاد والشعبية" للدخول في هذا الاضراب ، باستثناء أسري حركة "فتح" من الضفة الغربية. وأكد قنديل علي مشروعية مطالب الاسري في مقدمتها انهاء سياسية العزل الانفرادي ، لافتا الي ان هناك بعض الاسري مضي عليهم في العزل أكثر من 13 عاما وهو ما يتنافي مع حقوق الأسير. وأرجع الناطق باسم جمعية "واعد" للاسري غياب باقي الأسري عن الاضراب لضعف التنسيق بين الأسري في السجون الذي يعود للسيطرة المشددة لسلطات الاحتلال ، مشيرا إلي أن نسبة من سيخوضون الاضراب تقدر بنحو 70 % . وأشارت إحصائية فلسطينية ان عدد الاسري الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية يبلغ نحو 4700 اسير" ، وقال الناطق باسم جمعية "واعد" إنه بحسب ماورد الينا من داخل السجون فان الاسري يتمتعون بمعنويات عالية وما ينادون بتحقيقة يطالبون به منذ أكثر من 3 سنوات في ظل مماطلة مستمرة من الاحتلال في تلبيتها" ، منبها الي ان الاضراب ليس عملية سهلة فهي معركة نفسية داخلية كبيرة في ظل ظروف قاسية يعيشها الأسير. وقال وزير الاسري في السلطة الوطنية الفلسطينية عيسي قراقع في تصريح سابق بغزة ان عدد الأسري الذين سيخوضون الاضراب يبلغ 1600 أسير من كافة الفصائل. وأضاف أن لجنة مشكلة من ادارة السجون الاسرائيلية بدأت الاجتماع ببعض الاسري للتحاور معهم والاستماع الي مطالبهم ودراستها والرد عليها في محاولة لثنيهم عن الاضراب ، الا انه رأي ان هذه اللجنة قد تكون لامتصاص غضب الأسري أو خدعة من ادارة السجون. وأكد قراقع تعقيبا علي الاضراب أن الوضع داخل السجون أصبح صعبا للغاية وخطيرا جدا ، وأن حكومة اسرائيل قد اتخذت الأسري عنوانا للانتقام من الشعب الفلسطيني ومن القيادة الفلسطينية ، وهذا يتطلب عدم الاختلاف لمواجهة هذه التحديات التي يتعرض لها الأسري. وأضاف "لا نقبل أن تجر الحركة الأسيرة وراء أية أجندة سياسية وتنظيمية ، فالأسري دائما هم موحدين وأن خطورة الوضع في السجون تتطلب رؤية وبرنامج موحد ". من جانبه قال وزير الأسري والمحررين في حكومة "حماس" بغزة عطا الله أبو السبح إن الأسري الفلسطينيين يعانون من جرائم مستمرة ومتواصلة تقوم بها إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم كمنعهم من التنقل ومداهمة غرفهم والتفتيش العاري والعزل الانفرادي وغيره. وأشار إلي أن الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبدا ، والأسير حسن سلامة المحكوم 46 مؤبدا وغيرهم من الأسري يعانون من شتي ألوان التعذيب والضغط النفسي والمعنوي ، إضافة إلي تعرض بعضهم للضرب المبرح كما حدث مع الأسير عباس السيد في وقت سابق مؤكدا ان إن مثل تلك الجرائم دفعت الأسري في سجون الاحتلال إلي خوض الإضراب المفتوح عن الطعام لوقف الانتهاكات بحقهم. ونبه عطا الله أبو السبح إلي أن جرائم الاحتلال طالت الأسري المحررين في صفقة التبادل علي الرغم من تعهد إسرائيل بعدم المساس بهم ، إلا أنها أعادت اعتقال عدد منهم وتم إبعاد بعضهم إلي غزة لزيادة معاناتهم. وقال إن الأسري يخوضون معركة الكرامة لانتزاع حقوقهم التي نصت عليها المواثيق والأعراف الدولية في ظل تعدد وتنوع الجرائم التي تمارس بحقهم . وأضاف أن وزارته تعمل علي مساندة الأسري والوقوف إلي جانبهم والعمل علي رعاية أبنائهم وفضح جرائم الاحتلال بحقهم . وفي السياق دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلي ضرورة دعم الأسري في إضرابهم المفتوح عن الطعام الثلاثاء في سجون الاحتلال احتجاجا علي انتهاكات الاحتلال المستمرة وللمطالبة بحقوقهم الإنسانية التي يحرمهم منها الاحتلال بشكل ممنهج. كما دعا تجمع النقابات المهنية الفلسطينية بغزة إلي التضامن الواسع مع الأسري في اضرابهم الثلاثاء والمشاركة في الفعاليات الاعتصامات التضامنية معهم ، ودعم صمودهم وتحديهم للسياسات العنصرية الإسرائيلية بحقهم ورفضهم للاعتقال الإداري وطلبا للحرية من خلف القضبان.