وجهت مديرية أوقاف الإسكندرية قافلة دعوية كبيرة بمساجد إدارة أوقاف شرق الإسكندرية، لأداء خطبة الجمعة اليوم، والتى تحدث فيها الأئمة والدعاة حول موضوع "العدل وأثره فى استقرار المجتمع" . وأعلن الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن موضوع الخطبة جاء تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بنشر صحيح الدين الإسلامى الحنيف وتصحيح المفاهيم الخاطئة. وأكد "العجمى" أن الله وصف نفسه بأنه الحق، ووصف نفسه بأنه العدل، والحق وللعدل شرطان يتوقف عليها صلاح الأمة، وبدونها ترد الى أسفل السافلين، فالذي يأكل حق الناس، أو ينكر عليهم حقهم مسيء الى العباد، مستوجب لغضب الحق سبحانه، وهو خارج عن شريعة العدل الذي قدسه الله حين وصف نفسه بأنه الحكم العدل. وأضاف "العجمي"، أن العدل يجب أن يكون مطلقًا وشاملًا لجميع الأحوال التي يتعرض لها الفرد في المجتمع حاكمًا ومحكومًا، غنياً أو فقيرا، قوياً كان أو ضعيفاً، رجلا كان أو امرأة، فالكل خلق الله والدين أمر الله أنزله ليصلح شأنهم، ومن هنا يأتي ارتباط قضية الحق والعدل بذات الله، وبجوهر العقيدة قبل أن تكون قضية المجتمع أو مشكلة الحياة، وسلوك المؤمن بربه هو الإحساس الدائم بوجود الله مع كل خطوة وهمسة يهمسها، فلا تزن الدنيا في نفسه مثقال ذرة، وحين تمتلئ النفس بمحبة الله وبالخوف منه نتذكر بأن الله العدل سوف يحاسب عاجلاً أو آجلاً. وأكد "العجمى" على أن كل من حكم بين اثنين فهو قاض حتى الزوج الذي يعيش بين زوجين يعد قاضيا فعليه بالعدل، وبالاقتراب من حدود العدل، وأن يبتعد عن الهوى والميل والظلم فالإسلام ركز على العدل لاستقرار المجتمع ، وكذلك يجب الخوف من الظلم لأن المظلوم يدعو على من ظلمه فيستجاب له: (دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب). وشدد "العجمي"، على تقدم المجتمع، في حال تطبيق قيم العدل والمساواة، فيتحقق الرخاء والنمو، ويستعيد الأمجاد القديمة، ويعود لقيادة البشرية في نشر أسس الدين الإسلامي، وتطوير العلوم، وإعمار الأرض؛ امتثالاً لأمر الله تعالى، فالكل في دولة العدل يشعر بالسكينة والأمان؛ فلا يخشى من الظلم والعدوان. و أوضح "العجمى" أنه من صور العدل العظيمة: أن يقوم المسلم بتبني قيم العدل مع الأعداء، فلا يجور عليهم، ولا يبخسهم حقوقهم، فهذا الأمر من أسس التقوى في دين الإسلام العظيم. واختتم "العجمى" حديثه بالتشديد على حاجتنا الملحة هذه الأيام ومن باب العدل لابد أن نعلن جميعاً أن مدينة القدس عربية، وستبقى عربية إلى الأبد، مهما حاولوا فرض الأمر الواقع بالقوة، وأن الله ناصرها، وقضية فلسطين هي قضية جميع المسلمين، لأنها الأرض المقدسة، أرض الأنبياء، وفيها المسجد الأقصى، أول القبلتين، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأكد أن قرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يخالف كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ويزيدنا إصرارًا وتمسكًا بحقوقنا المشروعة بالقدس عاصمة لدولة فلسطين العربية، والحقوق الثابتة لا تسقط بالقرارات الأحادية الجائرة، غير أن الظلم والطغيان يفتح أبواب العنف والكراهية، ويغذي التطرف والإرهاب، ولا يخدم السلام العالمي الذي نسعى إليه. وتابع":يجب أن تذهب الدول العربية والإسلامية مجتمعة، إلى عدم الاعتراف بهذا القرار، واعتباره كأن لم يكن، ولا قيمة له ولا أثر، مع تكثيف اتصالاتها واستغلال علاقاتها الدولية لإبطال هذا القرار الظالم الجائر، والتأكيد أن حقوق الأمم والدول والشعوب لا تسقط بالتقادم، ولن تسقط إن شاء الله، وستظل أمتنا حية، قد تمرض ولكنها لا تموت".