لطالما ذكر البعض أن من أسباب فشل 25 يناير أنها بلا قائد، والحقيقة أن لها قائد أغلبنا لا يعرفه، إنه جاريد كوهين Jared Cohen. فكما قاد برنارد ليفى الثورة الليبية، قاد جاريد كوهين الثورة المصرية بالكامل. فمن هو جاريد كوهين ؟؟ جاريد كوهين هو مدير أفكار بشركة جوجل حاليا وعضو فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية CFR (المجلس الذي يصيغ سياسات أمريكا الخارجية)، وكان أصغر مستشار (من مواليد 1981) في مكتب وزيرتي الخارجية كونداليزا رايس ثم بعدها هيلاري كلينتون، وهو مؤسس برنامج جيل جديد الذي تقدمه منظمة فريدوم هاوس، وكذلك مؤسس منظمة "تحالف حركات الشباب" AYM تحت رعاية وتمويل وزارة الخارجية الأمريكية وشركات كبرى عالمية منها جوجل وفيسبوك وتويتر وبيبسي و MTV وجامعة كولومبيا. وهي المنظمة التى استقبلت أعضاء من جميع أنحاء العالم العربي عام 2008 لتجنيدهم وتمويلهم ودعمهم. (وهي المنظمة التى أمدت النشطاء بأرقام DSL دولية للدخول على النت أثناء قطع الاتصالات). بمجرد التحاقه بالخارجية الأمريكية فى سن 24 سنة سافر جاريد كوهين إلى لبنان وفلسطين وإيرانوسوريا فى مهمات استخباراتية، وشارك في قيادة الثورة التونسية. ويكفي أن نعلم أنه في يوم 27 يناير 2011 تم القبض على وائل غنيم وهو مجتمع مع جاريد كوهين في القاهرة. وقد اعترف وائل بذلك لمنى الشاذلي وقال لها "كنت مع زميل ليا في جوجل". وقد قامت المخابرات بترحيل جاريد في نفس اليوم، وكتب جاريد على تويتر أنه كان بالقاهرة. فكرة جاريد الأساسية تقوم على أنه يمكن عن طريق الإنترنت إدارة ثورة لو كنت تمتلك بعض الناشطين على الأرض وفي الإعلام. وكان التطبيق الأول لهذه النظرية في كولومبيا مع حملة المليون متظاهر ضد منظمة فارك، والتي أطلقها الناشط الكولومبي أوسكار موراليس في يناير 2008 بعد أن وضع إعلانا على الفيسبوك يدعو فيه للتظاهر يوم 4 فبراير 2008. وقد نجحت التجربة وانضم أكثر من 150 ألفا من مستخدمي فيسبوك إلى مجموعة موراليس قبل موعد التحرك الشعبي. أما في يوم التظاهر فقد شارك 300 ألف في المظاهرة في مدينته وحدها. بعد نجاح التجربة سافر جاريد إلى كولومبيا للاجتماع بموراليس وشاركه بصفته الرسمية في الدعوة إلى ما أسمته وزارة الخارجية الأمريكية "قمة نيويورك لتحالف الشباب" AYM، وهو مؤتمر شاركت فيه مجموعات شبابية من 16 دول فى كلية الحقوق بجامعة كولومبيا 3-5 ديسمبر 2008 وحضرها ممثلون على مستوى رفيع من وزارة الخارجية، ومن جامعة كولومبيا وفيسبوك وجوجل. وقد نشر موقع هاوكاست بعد ختام المؤتمر دليلا تستفيد منه الجماعات الأخرى التي تريد بناء حركات لتمكين الشباب ضد العنف من تسخير شبكة الإنترنت لخدمة نشاطاتها. وبالطبع تم تعيين موراليس سفيراً في منظمة موفمنتس "تحالف حركات الشباب" AYM وتمت مكافأته ب 20 مليون دولار. شجع نجاح تجربة كولومبيا جاريد أن يكرر نفس التجربة مع إيران، فحاول تكرار السيناريو بما يسمى الثورة الخضراء الإيرانية في 2009 والتي عرفت بثورة التويتر، حتى أنه أرسل برقية إلى إدارة تويتر التي كانت تعتزم غلق الموقع للصيانة، متوسلا إياها تأجيل الصيانة إلى ما بعد انتهاء الثورة الإيرانية! ولكنه فشل فى إيران بسبب عدم وجود ناشطين على الأرض، وبسبب إدراك الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للعبة فأنشأ حساب له على تويتر اكتسب شعبية كبرى اكتسحت شعبية مواقع المعارضة (وتلك كانت نصيحة الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز). بسبب هذه المواقف الاستباقية استطاعت أنظمة تلك الدول إخماد أنفاس أية ثورة افتراضية يمكن أن تنتقل من العالم الرقمي إلى العالم الواقعي. وقد فكر جاريد في إلغاء المشروع بعد الفشل الإيرانى ولكنه التقى بالبرادعي في أوائل 2010 وقرر تطبيق المشروع على الدول العربية. بالطبع ليس هناك حاجة لتكرار ماذا فعل جاريد فى مصر، ولكنى فقط سأذكر بعض المعلومات: في أوائل 2010 سافر وائل غنيم للقاء جاريد في دبي، وتم تكليفه بدعم حملة البرادعي (عضو مجلس ادارة المجموعة الدولية للأزمات التي يمولها جورج سوروس)، وتكونت حملة لدعم البرادعي من حركة 6 أبريل والإخوان المسلمين والنقابات العمالية المستقلة. تم تقسيم العمل فى مصر بحيث يقود جاريد فريق الناشطين، ويقوم جيمس جلاسمان بالتنسيق مع البرادعي والإخوان. وتواجد جلاسمان في مصر من أول يناير 2011 ولم يغادرها حتى تنحى الرئيس مبارك، وكان متواجدا تحت ستار إلقاء محاضرات بالجامعة الأمريكية. قامت مجلة السياسات الخارجية الأمريكية FP بتكريم وائل غنيم ضمن أفضل 100 شخصية ممن خدموا السياسة الخارجية الأمريكية لعام 2011. قام جاريد كوهن، ممثلاً لوزارة الخارجية الأمريكية، بزيارة سوريا في خريف 2010، على رأس وفد من شركات التكنولوجيا الأمريكية (إنتل وجوجل) لتوظيف عملاء وله أيضا صورة تذكارية مع والدة بو عزيزي المنتحر ومفجر الثورة التونسية. الجدير بالذكر أن الصين أدركت خطورة مواقع التواصل الاجتماعي وجوجل فمنعتها وعملت نسخة صينية لها، وقد نشرت الأكاديمية الصينية لعلوم الاجتماع في يوليو من عام 2010 تقريرا تحذر فيه من أن أمريكا ودولا أخرى تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لخلق الفوضى وعدم الاستقرار. كما عملت الحكومتان الصينية والروسية منذ سنين عدة على استقطاب أفضل الكفاءات الوطنية في مجال الإنترنت وشبكات التواصل لخلق مواقع مؤيدة للنظام ضد أي هجوم رقمي. هل تذكروا المرحوم عمر سليمان عندما قال أن هناك من ينفذ أجندات أجنبيه فى مصر، و ما ناله بعدها من الخونة و كتائب الخرفان . هل تذكروا ما قاله الفريق أحمد شفيق بأنه لن يسمح بارتفاع الرايات السوداء فى سماء مصر ، و ما ناله بعدها و تطاول علاء الأسوانى عليه. ذكريات مريره ، عسى أن تنفعنا فيما هو قادم . وللحديث بقية ..