فى حوار مع «مصطفى بكرى» على «صدى البلد»: «صفقة القرن» محاولة لتشويه مصر.. ولن نفرط فى حبة رمل من أرضنا عانينا كثيرا من تنظيمات إرهابية فى غزة ومصر وضعت مجموعة من الآليات لإتمام المصالحة الفلسطينية الأثرياء الصهاينة هم من كانوا يمولون حملة «ترامب» الانتخابية وتصرفاته غير محسوبة أكد اللواء أسامة الجريدلى، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، ومستشار المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية، أن هناك العديد من الظروف الداخلية بالولاياتالمتحدة التى اثرت فى قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده إلى القدسالشرقية والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل. وقال اللواء الجريدلى فى حواره لبرنامج «حقائق وأسرار» الذى يقدمه الإعلامى مصطفى بكرى، على فضائية صدى البلد، فى حلقة الخميس الماضى، إن هناك قرارا قد اتخذه الكونجرس الأمريكى فى العام 1995.. بنقل سفارة الولاياتالمتحدة من تل أبيب إلى القدسالشرقية، ولكن لم ينفذه أحد من الرؤساء الأمريكيين السابقين حتى تجرأ بتنفيذه الرئيس الأمريكى الحالى «ترامب» مطلع الشهر الجارى 2017، كاشفا: عن أن من هذه العوامل الداخلية التى أثرت فى قرار الرئيس الأمريكى ترامب، هو اليمين الدينى المتطرف فى أمريكا حيث إن هذا اليمين يبدى تعاطفه مع إسرائيل ويعد من أنصار ترامب. وكشف «الجريدلي»، أن الأثرياء الصهاينة هم من كانوا يمولون حملة ترامب الانتخابية، مشيرًا إلى أن تصرفات الرئيس الأمريكى غير محسوبة ولا يمكن توقع قراراته. وأشار إلى أن «ترامب»، اضطر لتنفيذ وعوده الانتخابية، و«رد الجميل»، للعديد من أنصاره فى التيار اليمينى الدينى المتطرف داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، الذى منحه «60%» من أصواته، خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، مشيراً إلى وجود «نفوذ اللوبى الصهيوني» المؤثر فى كافة جوانب المجتمع الأمريكي، ورغبة «ترامب» فى إضفاء صورة «المهيمن» على قرارات البيت الأبيض، وتحقيق توازن قوى فى العلاقات الأمريكية الخارجية، كاشفا أن هناك خلافات بين ترامب ووزارة الخارجية الأمريكية حول ملفات المنطقة. وأكد اللواء أسامة الجريدلي، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أن من الشخصيات المؤيدة لإسرائيل التى قامت بتمويل الحملة الانتخابية لترامب، هو صهره يهودى الديانة وأسرته أصدقاء لنتنياهو. وكشف اللواء أسامة الجريدلى، عن أن اسباب الصراع الإسرائيلى ومحاولة الكيان الصهوينى المستميتة فى تهويد القدس نظرا لتواجدها على هضبة ضمن سلسلة جبال تمتد من شمال وجنوب الضفة الغربية على ارتفاع 835 مترا. مشيرا إلى أن القدس ترتفع فوق مستوى البحر بأكثر من كيلو متر ناحية الشرق و835 مترا من ناحية الغرب، وبالتالى تعد كموقع استراتيجى أمنى مذهل للغاية. وأضاف، أن خط تقسيم مياه الامطار متواجد فى منتصف سلسلة الجبال ،وايضا حوض المياه الجوفية الذى يعد أحد قضايا التسوية الدائمة لدى إسرائيل، بالإضافة إلى تواجد الجدار العازل الذى يبلغ طوله ضعف حدود الضفة الغربية مع إسرائيل الذى يعزل القدس ويضعها بجوار القدسالغربية. وأوضح «الجريدلى» أن قرار دونالد ترامب هو أحادى الجانب وخطوة خطيرة لأن الجانب الإسرائيلى سيتبع تلك الخطوة بخطوات أخرى تنعكس سلبيا على الواقع، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلى يسعى لتهويد القدسالشرقية من خلال مخططات عديدة فى منتهى الخطورة ومنها مشروع الحوض اليهودى المقدس والذى يبدأ من جنوب الحى الإسلامى امتدادا للحى الجنوبى وصولا لمدينة سلوان الفلسطينية ثم جبلى الثور والزيتون، ويعتبر بمثابة حوض لتهويد القدس وتضييق الخناق عليها، بالإضافة إلى إحداث خلل فى التوازن الديمغرافى لدى اليهود بالقدس من خلال زيادة عدد المستوطنات فى القدسالشرقية والمقدر عددها حاليا 16 مستوطنة يسكنها 250 ألف مستوطن وذلك لتهجير المقدسيين وزيادة عدد المستوطنين المتواجدين بها. واشار الجريدلى إلى خطورة المنطقة « E» التى تدخل ضمن مخطط شرق القدس، موضحا أن تلك المنطقة بها فاصل بين الكتلة الاستيطانية والضفة الغربية وكان محظورا على الجانب الإسرائيلى الاستيطان فى تلك المنطقة لأن الاستيطان فى تلك المنطقة سيعزل القدس عن الضفة الغربية تماما وهو ماتسعى اليه إسرائيل حاليا. وشدد الجريدلى على أنه يجب على العرب الانتباه جيدا للمخططات الإسرائيلية التى تهدف بالدرجة الأولى لتهويد القدس، مشيرًا إلى أن إسرائيل تريد بناء المستوطنات لتغيير التركيبة السكنية فى فلسطين وعزل القدس تماما عن الضفة الغربية...وتابع وكيل جهاز المخابرات المصرية الأسبق، فى حواره للاعلامى مصطفى بكرى، أن الانقسام «الفلسطينى – الفلسطيني»، هو هدف إسرائيل لاستمرار الاحتلال، لافتًا إلى أن مصر دائما معنية بحل القضية الفلسطينية. وتابع، أن هناك خطة استراتيجية بعيدة المدى، لفرض السيطرة الإسرائيلية على كامل أراضى القدس، بخلاف النزعة الدينية، لوجود أهداف استراتيجية أمنية لدولة إسرائيل، لتسهيل تأمين حدود دولتها، وتضييق الخناق على الفلسطينيين، وإحداث خلل ديموجرافى سكاني، لترجح كفة المستوطنات الإسرائيلية، لتتمكن من إقامة دولة يهودية صافية، والتخلص ممن تراهم إسرائيل «شوائب مسلمة ومسيحية» على أرض اليهود التى يزعمونها. وأكد اللواء أسامة الجريدلي، أن دور مصر الوطنى تجاه قضايا المنطقة لا يمكن لأحد إنكاره، لافتا إلى أن الدور المصرى فى القضية الفلسطينية متواصل منذ بداية الصراع العربى - الإسرائيلي. ووصف «الجريدلي»، أن المزايدات على الدور المصرى فى القضية الفلسيطينة «بالرخيصة» ولا يمكن أن تؤثر على الدور المصرى لإرجاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، مشيرًا إلى أن مصر عانت كثيرا من بعض التنظيمات الإرهابية الموجودة فى قطاع غزة ومازالت تعانى حتى الآن. وتابع أن الجانب المصرى كان صادقا وحاميا للقضية الفلسطينية ولا يمكن قبول أى مزايدات، مؤكدا إن الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء هو «كلام فارغ».. واضاف «الجريدلي»، أن مصر ترفض بشكل قاطع مشروع تبادل الأراضى بين اسرائيل والفلسطينيين، مشيرا إلى أن مصر لن تفرط فى حبة رمل من أرضها وما يسمى بصفقة القرن هو مجرد شائعات لافتًا إلى أن تلك الشائعة تردد من الجانب الإسرائيلى وبعض الأطراف المعارضة للنظام الحالي. وتابع أن تلك الشائعة أساسها طرح لفكرة مشروع لشخص يهودى اسمه «جولى أيلند»، وتقوم فكرته على تبادل الأراضى واستقطاع ضعف مساحة قطاع غزة من سيناء وأرض من النقب وبعض الأراضى من المستوطنات الإسرائيلية هو كلام «هزلي»، مؤكدًا أن تهجير الفلسطينيين إلى أى مكان آخر ينسف قضية المهجرين الفلسطينيين، وإن ما يتردد عن إعطاء مصر جزءا من سيناءللفلسطينيين لإقامة دولتهم، من أجل الوصول إلى تسوية نهائية للصراع العربى الإسرائيلى فيما يعرف ب «صفقة القرن» تهدف لتشويه مصر». وأشار وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إلى أن ما جاء فى كلمة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن فى القمة الإسلامية بشأن ما أسماه «صفقة القرن»، كان يقصد عودة الحقوق المشروعة إلى الشعب الفلسطيني، لا اقتطاع جزء من أرض سيناء وتقديمه للفلسطينيين.. وتابع أن «صفقة القرن» تعد، هى الاسم الذى أطلقه ترامب على الاتفاق الموعود بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لإحلال السلام بين الطرفين، والتى تتبناها الولاياتالمتحدة، إلا أنه رغم ذلك لم يتم الإعلان بشكل رسمى عن بنود وتفاصيل هذه الصفقة الكبرى، ولكن فى مطلع أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، جانبا منها، حيث قالت إن هناك خطة لفصل وعزل الفلسطينيين عن القدسالمحتلة وذلك لضمان أغلبية يهودية فى المدينة، عبر بناء جدار فاصل يعزل التجمعات والأحياء السكنية الفلسطينية وعلق اللواء أسامة الجريدلي، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، على تأثير قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن القدس على إمكانية استمرار مفاوضات التسوية الدائمة حول القضية الفلسطينية. وقال: إن مفاوضات التسوية الدائمة تتمحور حول عدة قضايا أهمها «قضية القدس»، مضيفًا أنه لا يمكن أن تستمر هذه المفاوضات دون أن تكون مدينة القدس عاصمةً للدولة الفلسطينية. مضيفا أن مصداقية الجانب الأمريكى كوسيط فى العملية السياسية تأثرت تأثرًا شديدًا بعد قرار ترامب، لافتًا إلى أنه يجب التفكير فى ادخال طرف دولى بدلًا من أمريكا أو بالتوازى معها فيما يتعلق بالوساطة فى عملية السلام لتحقيق التوازن، بعدما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية انحيازها لاسرائيل. وقال اللواء أسامة الجريدلي، إن الهدف الرئيسى من إتمام المصالحة الفلسطينية هو إنهاء الانقسام السياسى والأيديولوجى والجغرافى الفلسطينى. الفلسطيني، مشيرا إلى أن المصالحة مستندة على بنود اتفاق القاهرة فى أبريل 2011 الذى انبثقت عنه مجموعة من اللجان المتخصصة للحكومة والانتخابات الرئاسية والبرلمانية والأمن، وتبقى مجموعة من نقاط الاختلاف تدخلت مصر لحل نقاط الخلاف. وأضاف «الجريدلي»، أن مصر وضعت مجموعة من الآليات لإتمام المصالحة الفلسطينية، لافتا إلى تواجد عقبات وتساؤلات كثيرة فى طريق إتمام المصالحة الفلسطينية ومنها: «ما هو مصير سلاح حركة حماس، ومن الذى يسيطر على المعابر؟ هل حركة حماس والتنظيمات الفلسطينية مستعدة لتسليم خرائط الأنفاق للسلطة الفلسطينية؟». وأوضح “الجريدلى”، أن هناك خلافا فى التوجهات السياسية والأيديولوجية بالأطراف الفلسطينية، وهناك فريق يؤمن بالاستمرارية والآخر يرغب فى حمل السلاح والمقاومة. وأكد «الجريدلي»، أن مصر حريصة على حل القضية الفلسطينية ولكن هناك عقبات مازالت تواجه المصالحة، لافتا إلى أن الهدف هو إنهاء الانقسام والتحرك بشكل مشترك من الناحية السياسية.