د. سحر شوشان: يفتح الباب أمام زيادة العمليات الإرهابية والتوتر فى منطقة الشرق الأوسط د. كمال مغيث: يشعل الفتنة ويزيد الاحتقان.. ويساعد المتشددين ضد الأنظمة المعتدلة حسين عبد الرازق: يتعارض مع القرارات والمواثيق الدولية.. سحب السفراء هو الحل حذَّر خبراء ومتخصصون من مغبة قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، ما يعنى الاعتراف بأن المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، وأكدوا أن النتائج المترتبة على هذا القرار ستكون كارثية، وأنها ستعزز التشدد على حساب الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب. الدكتورة سحر شوشان (الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) أكدت ل«الأسبوع» أن محاولة نقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بإسرائيل إلى القدس من شأنها زيادة العمليات الإرهابية والتفجيرات وزيادة التوتر فى منطقة الشرق الأوسط من عمليات انتحارية وغيرها معتبرةً أن محاولة ترامب واعترافه بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيونى ستكون عواقبها وخيمة والمسمار الأخير فى نعش ترامب الذى بنى عداوة مع الجميع جراء هذا القرار الصادم ما ينسف عملية السلام.. موضحة أن القرار سيكون دعما للضم الإسرائيلى غير المشروع للقدس الشرقية واعترافًا بالخطوة الإسرائيلية غير القانونية باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان عام 1980 بعد احتلالها فى 67، مؤكدة أنها ستصعد من نغمة الإرهاب والعمليات الانتحارية وحروب غير متكافئة وتفجيرات ما يجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن. والغريب أن ترامب بهذا القرار تخلى عن سياسة أمريكية استمرت لعشرات السنين معتبرة أن القرار لبد سماء المسجد الأقصى بغيوم سوداء تحمل صافرة إنذار ربما تقود لحرب عصابات كلها ستعمل على التوجه لضرب البنية الإسرائيلية ومزيد من العمليات الفدائية قد تصل لانتفاضة فلسطينية جديدة فى وقت ستعمل فيه إسرائيل على الاستيلاء الكامل على ما تبقى من الأقصى فى محاولة لإثارة مشاعر الجميع بمساعدة المد اليمينى فى إسرائيل من جهة والضعف العربى والإسلامى من جهة أخرى استمرارًا للحملة العدائية ضد الإسلام ما يجعل الجماعات المتطرفة تجد مادة خصبة لإحداث الفتنة بين المسلمين وغيرهم محذرة من أن استمرار أمريكا لتنفيذ القرار وإن لوح بإرجائه لبعض الوقت فأن المنطقة ستشهد مجموعة من العمليات الإرهابية والانتحارية واسعة النطاق داخل إسرائيل نفسها وربما تطول المسجد الاقصى لتحرير هذا الرمز الدينى ما ينسف عملية السلام إضافة لمزيد من الانقسامات فى المنطقة والنزاعات وانهيار امريكا وسط تفعيل حملات المقاطعة العربية والمصرية وعلى الإدارة الأمريكية أن تتحمل تبعات القرار وزيادة التنظيمات الإرهابية وقتل الابرياء وتشريد اسر بفعل الحروب بسبب القرار المتسرع الذى لم يضع فى اعتباره ان المسجد الأقصى ثالث الحرمين رمز للجميع لا يمكن الاقتراب منه لكن ما يحدث يعجَّل بانفجار المنطقة بأكملها جراء هذا القرار الأحادى، وعلى ترامب أن يعيد حساباته لأن منطقة الشرق الأوسط. فى حاجة لاعادة ضبط حتى لا تفقد أمريكا ما تبقى لها فى المنطقة. خطر الخبير الأستاذ الدكتور كمال مغيث يرى ان القرار نسف كل المبادئ وانتهك حرمة الاقصى وضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية واستفز الجميع بشكل بلطجى.. هذا القرار الغاشم أرسى مبدأ للإرهابيين للعبث والإقدام على مزيد من العمليات الإرهابية فى المنطقة وإشعال الفتنة والاحتقان التى سوف تستغلها تلك الجماعات الإرهابية ضد الحكومات والأنظمة العربية التى يرونها من وجهة نظرهم تقاعست فى الدفاع عن الأقصى وبالتالى سوف يكون هناك ممارسات غير مسبوقة وحرب عصابات وسط تنامى وهيمنة وسيطرة تيار دينى متطرف، فضلا عن أن التوجه سيكون خطرًا حقيقيًا يهدد الجميع ويخترق العواصم العربية ويهدد استقرار الدول من ناحية أخرى. ويضيف د. كمال أن الوضع الحالى يتطلب من الدول العربية والإسلامية اتخاذ مواقف على أرض الواقع برؤية استراتيجية للحفاظ على البلدان العربية من المخاطر التى قد تواجهها جراء هذا القرار. وطالب الفسلطينيين بالتوحد ونبذ الخلافات وتعلية المصلحة العليا وخاصة أن كل العالم استقرت لديه ان نصرة الأقصى واجب. ومطلوب من الأنظمة التعليمية أيضًا أن تحصن فكر الطلاب للمواطنة وتعلية الوطنية واجب لبناء أجيال تستطيع أن تصحح أخطاء الماضى فالتثقيف يجعل منهم جيلاً قادرًا على الحفاظ على التاريخ بعيد عن التزييف يعرف هويته ويعمل لعدم اختراقها، مؤكدًا أن الانتفاضة الفلسطينية قادمة خاصة وان القرار بنقل السفارة الأمريكية للقدس وعزمها إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يعزز من تصاعد الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط ونشر الافكار المتطرفة التى تمثل خطرًا حقيقيًا علينا وانتشار التنظيمات المتطرفة التى تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم تهدم الجهود الرامية لاستقرار المجتمعات التى تعانى من التحديات وعلى الإدارة الامريكية أن تتراجع فى قرارها لأن العنف والتطرف سوف ينالها ويهدد مصالحها ويوفر مناخا للغضب الشعبى والعنف والتطرف وتخريج أجيال تحمل فكر المتطرفين سيكون لها تبعات على المنطقة والعالم. تهديدات القيادى اليسارى بحزب التجمع الكاتب الصحفى حسين عبد الرازق قال: القرار سيتبعه ردود فعل تتجاوز الغضب، واحتمالية تنامى التطرف والإرهاب ستزداد. مطلوب اتخاد مواقف عملية ذات تأثير ومنها الدعوات لمقاطعة المنتجات والبضائع الأمريكية لتوصيل رسالة رفض قرارات الإدارة الأمريكية وسحب السفراء واتخاذ إجراءات من شأنها أن ترد الروح للعالم العربى. علينا أن نكون فى طليعة المدافعين عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية فى العالم والفرصة امام الفلسطينيين لإشعال الانتفاضة لأن العالم كله مع الفلسطينيين ومتضامنون معهم ومع حقهم فى القدس وتقرير المصير. القرار ربما يزيد التوتر بالمنطقة العربية ويهدم عملية السلام لأنه متعارض مع القرارات والمواثيق الدولية. ودعا عبدالرازق كل الشرفاء من كافة دول العالم للعمل على دعم القضية الفلسطينية والوقوف صفًا واحدًا دفاعا عن الأقصى ضد الانتهاكات، فعملية السلام فى خطر والقرار سينتج عنه مزيد من الإرهاب والعنف سيهدد الجميع. عنصرية الدكتور الأمير محفوظ أبوعيشة- من علماء الأزهر- يرى أن قرار ترامب سيتسبب فى زيادة العنف ما يتطلب أن يقوم كل واحد بدوره للدفاع عن وجودنا ودورنا فى الدفاع عن الاقصى فمن المعلوم فى قواعد العلم اليقينية أن كل فعل له رد فعل مساوٍ له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه وما فعله ترامب فعل شنيع يدل على أمور منها سوء تقدير إدارته للواقع، ومنها سمة هذا الرئيس وإدارته العنصرية المضادة للعرب والمسلمين، ومنها وكالة أمريكا عن حكومة إسرائيل، وإرهاب الدول العربية والإسلامية. وكل هذا وغيره بلا شك تكون عواقبه وخيمة للغاية حيث يؤجج مشاعر المسلمين ويضر بعملية السلام إن لم يُفشلها ويقتلعها من الأساس، ويؤدى لخروج المعتدل عن اعتداله والصامت عن صمته، إذا رأوا هذا الظلم الواضح لهم فى قضيتهم العادلة. وهذا وقع بالفعل فصارت حركة فتح تستعيد قواها العسكرية وتنظم صفوفها وهذا حق مشروع لها ولغيرها من حركات التحرير الوطنية، لأن أرضهم سليبة محتلة، بل سيطال دول الجوار حظها من تظاهرات شبابها ولهم الحق حتى يروا حلًا عادلًا عاجلًا. ويرى أبو عيشة أن التطرف إذن رد فعل لهذا القرار الجائر الذى لم يراع القانون الدولى ولا الشرعية الدولية ولا يسانده شىء سوى الكيل بمكيالين والجنوح لجانب إسرائيل، أما على الصعيد الاسلامى فهناك تدابير أرى من الحكمة أن يقوم بها الجانب العربى والمسلم من خلال جامعة الدول، ورابطة العالم الاسلامى، وهيئة كبار العلماء، ومجلس حكماء المسلمين، وكلهم أهل ثقة وعلم وكفاءة، وقد عرفنا موقف الأزهر الشريف ممثلا فى فضيلة الإمام الأكبر موقفًا عادلًا حكيمًا رشيدًا.. مما يقترح فى هذا المضمار نقل الدول الاسلامية سفاراتها إلى القدس فى عجالة كرد فعل عملى على القرار والإنذار بتعليق سفارات الدول المؤيدة لهذا القرار الظالم. والتلويح بقطع العلاقات الاقتصادية وتعليق المصالح المشتركة. والحديث عن وقف عملية السلام حتى يتحقق العدل. والتذكير بإسلامية قضية القدس ومنزلتها فى وجدان العالم الإسلامى. خطأ الدكتور رزق أبو اليزيد - الأستاذ المساعد فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - قال: قرار خاطئ ويؤثر على زيادة التوتر فى المنطقة ويعنى ضرب الشرعية الدولية بعرض الحائط. موضحًا أن العرب هم السبب لتفرقهم وضعفهم وعدم اتخاذهم أى موقف يبرز قوتهم فهم كغثاء السيل كما وصفهم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه. فهم كثرة بلا قيمة بسبب ابتعادهم عن نصرة الأقصى والخطر سيطول الجميع والتطرف والإرهاب سينتشر بقوة.. مشيرا إلى أن تدخل أمريكا السافر بهذه الطريقة هو نهايتها فالقرار يعنى ضرب قرارات الشرعية الدولية وبالتالى فإن كل طرف يفعل ما يشاء حتى الجماعات المتطرفة من حقها هى الأخرى أن تضرب بالأعراف الدولية عرض الحائط ولا تعترف بالشرعية الدولية ما سيزيد التوتر ويزيد الإرهاب فى المنطقة والتوتر ستتسع حدته بين المسلمين والكيان الصهيونى. أما الإرهاب المتعلق بداعش فهو ممنهج لضرب المسلمين وليس الصهاينة. الدواعش صناعة صهيونية والكل يعرف من أوجدهم بالمنطقة لتشويه صورة الإسلام القرار خاطئ وعلى الدول العربية أن تتوحد فيما بينها لان السيناريو الأقرب للواقع هو تقسيم المنطقة وزيادة تجنيد الإرهابيين لضرب استقرار المنطقة. الدكتور هشام المحلاوى استاذ القانون- قال: بكل تأكيد القرار سيؤثر سلبا على السعى نحو الاستقرار فى المنطقة إلى الحد الذى يمكن معه القول ان عواقب هذا القرار لا يمكن لأحد أن يتوقعها الأخطر من ذلك وأن السلام فى الشرق الأوسط أصبح يفتقر إلى من يرعاه بعد تخلى واشنطن عن هذا الدور بموجب هذا القرار الذى زاد من تعقيد القضية الفلسطينية نحن بصدد بلطجة دولية وترامب لم يفعل اكثر من الاعلان عن قرار صادر منذ عشرات السنين، والفلسطينيون يقتلون بعضهم بعضًا والعدو الصهيونى وحلفاؤه استغلوا حالة الانقسام والضعف لتنفيذ القرار بنقل السفارة الذى سيؤدى إلى مخاطر كبيرة تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل. مطلوب سرعة تشكيل مجموعة عمل للحفاظ على الوضع القانونى للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية.. مؤكدا أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيزيد العداء ضد وجودهم فى المنطقة العربية وعلينا ان نعلن رفضنا للقرار لأنه سيزيد ويقوى من النزعة المتطرفة من قبل الجماعات الإرهابية وينسف الوسطية ويغذى التطرف فى المنطقة، ما يزيد من الازمات ويدفع بالجماعات المشبوهة لإثارة الفتنة وضرب استقرار الدول العربية التى امنها من امن الاقصى الذى أصبح فى خطر حقيقى والتخلى عن نصرته خيانة والدفاع عنه واجب قومى. الدكتور عبداللطيف طلحة- من علماء الازهر- قال: قرار الرئيس الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فيه تحدٍ لمشاعر المسلمين أجمعين حيث إن الأقصى قبلة المسلمين الأولى، أيضًا تجاهل حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولتهم على ترابهم الوطنى، وبهذا يساند الاحتلال ويشيع الإرهاب والتطرف فى العالم، وهذا يعكس إصرار الإدارة الأمريكية على السير فى الاتجاه الخاطئ المضاد لمسار الأخلاق والحضارة والتاريخ والأرض، ويُعد من أهم الأسباب التى تشجع على اغتصاب الحقوق وتخلق بيئة مولدة للغضب والكراهية وحاضنة للإحباط والتطرف والعنف، كما أن القدس بلد الفلسطينيين وإسرائيل دولة إحتلال فكيف يعطى من لا يملك لمن لا يستحق؟! فنقل السفارة سيجلب للعالم المشكلات التى هو فى غنى عنها لذا يجب علينا الكف عن الشجب والإدانة والتنديد والانتقال إلى عصر اللغة التى تفهمها أمريكا جيدا وهى: قطع البترول من الدول البترولية ووقف كافة أوجه التعاون فى مختلف المجالات والعمل على استصدار قرار من الأممالمتحدة وليس مجلس الأمن الدولى يكون له حجية اعتمادًا على القرارات السابقة التى تنهى النزاع العربى الإسرائيلى والعالم كله سيقف معنا، وضرورة استصدار قرارات تاريخية من الجامعة العربية لأن هذا وقتها وهى منشأة لأجل هذا.. مؤكدا أن أمريكا ما فعلت ذلك إلا لما تأكدت تمامًا من تشرذمنا متسائلا: فمتى نتحد ونتكاتف ونعتصم بحبل الله المتين؟ وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تزيل هذا العار الذى لحقها جراء رئيس يريد أن يُدخل العالم فى نفق مظلم.