"مستقبل وطن" يحشد جماهير مطاي في مؤتمر لدعم مرشحيه بانتخابات الشيوخ 2025    لمدة 7 ساعات.. قطع التيار الكهربائي عن 12 منطقة في البحيرة    7 شهداء إثر استهداف شقة سكنية في منطقة تل الهوا غرب قطاع غزة    جيش الاحتلال يُحاصر مستشفيين ويقتحم بلدات في الضفة الغربية    ترامب يبرم اتفاقًا تجاريًا مع الفلبين ويفرض رسومًا جمركية على وارداتها بنسبة 19%    جوتيريش: الجوع يطرق كل باب في قطاع غزة    غابارد تنتقد فريق أوباما: تقرير تدخل روسيا "مفبرك" ومحاولة لإسقاط ترامب    صاحبة المركز التاسع بالثانوية: "النجاح بالمحبة والاجتهاد لا بالعبقرية" (صور)    رئيس اتحاد الخماسي يُكرم طالب بني سويف الأول على الجمهورية ب100 ألف جنيه    رئيس "بنك الطعام": نقدم نموذج شمولي فريد بالتعاون مع 5 آلاف جمعية    عيار 21 الآن يواصل الارتفاع.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 23 يوليو في الصاغة    برلماني: «ثورة يوليو» الشرارة الأولى لإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية    تعليم البحيرة تهنئ الطالبة نوران نبيل لحصولها على المركز السادس فى الثانوية العامة    جامعة الإسكندرية تستقبل وفد المركز الإعلامي الأوزبكستاني    بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 .. نصائح لاختيار الجامعة والكلية المناسبة لك    مؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025 أدبي.. الحد الأدني ل كليات المرحلة الأولي 2024 (بالنسبة المئوية %)    كتائب القسام: قصفنا موقع قيادة وناقلة جند إسرائيلية بالقذائف والصواريخ    عبد المنعم سعيد: الاستقرار في مصر والسعودية نتاج قرار وطني ينبذ التفرقة الطائفية    عبدالمنعم سعيد: المنطقة كانت تتجه نحو السلام قبل 7 أكتوبر    عصام سالم: هناك كيل بمكيالين في التعامل مع أزمة فتوح    «الأهلي بياخد الدوري كل أثنين وخميس».. نجم الزمالك السابق يتغنى ب مجلس الخطيب    تطورات الحالة الصحية ل حسن شحاتة.. فاروق جعفر يكشف    رياضة ½ الليل| وفاة لاعب فلسطيني.. صفقة الزمالك «منظورة».. رحيل «عادل» للإمارات.. وأحلام زيزو بالأهلي    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالدرجات علمي علوم وأدبي كليات تقبل من 65%.. ما هي؟    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    لم تيأس بعد عامين من الرسوب.. طالبة ال 4% تحصد 70% في الثانوية العامة بقنا    حزب الجبهة الوطنية: دعم مادي بقيمة 50 ألف جنيه لأوائل الثانوية العامة    لينك نتيجة الصف الثالث الثانوي 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رسميًا الآن عبر الموقع الرسمي ل وزارة التربية والتعليم    الأولى على الثانوية العامة شعبة أدبي ل«المصري اليوم»: «بكيت فرحًا وسألتحق بالألسن»    بعد نجاحها في الثانوية.. سوزي الأردنية تعلن خطبتها قريبًا    النيران اشتعلت في «الهيش».. الحماية المدنية تسيطر على حريق بأسيوط    شخص مقرب منك يؤذي نفسه.. برج الجدي اليوم 23 يوليو    محمد التاجي: جدي «عبدالوارث عسر» لم يشجعني على التمثيل    محمد التاجي: فهمي الخولي اكتشف موهبتي.. ومسرح الطليعة كان بوابتي للاحتراف    الرابعة على الثانوية: تنظيم الوقت سر النجاح.. وحلمي أكون طبيبة    فرصة لإدراك تأثير جروح الماضي.. حظ برج القوس اليوم 23 يوليو    ما حكم الاعتداء على المال العام؟.. أمين الفتوى يجيب    منها السبانخ والكرنب.. أهم الأطعمة المفيدة لصحة القلب    «الإندومي» والمشروبات الغازية.. أطعمة تسبب التوتر والقلق (ابتعد عنها)    بدون أدوية.. 6 طرق طبيعية لتخفيف ألم الدورة الشهرية    الكشف عن بديل الهلال في السوبر السعودي    دروجبا: محمد شريف هداف مميز.. والأهلي لا يتوقف على أحد    أتلتيكو مدريد يتعاقد مع مارك بوبيل رسميا    وساطات بتركيا تسعى لإطلاق سراحه .. إعلام "المتحدة" يُشيع تسليم محمد عبدالحفيظ    بالصور.. صبا مبارك تستمتع بعطلتها الصيفية أمام برج إيفل    أندية سعودية تنافس بنفيكا على ضم جواو فيليكس    نشرة التوك شو| قانون الإيجار القديم ينتظر قرار الرئيس السيسي.. و"الزراعة" توفر الأسمدة رغم التحديات    ب"فستان تايجر".. أحدث جلسة تصوير جريئة ل نورهان منصور تخطف الأنظار    حدث بالفن| زفاف مخرج ونقل زوج فنانة إلى المستشفى وأحدث أزمات حفلات الساحل الشمالي    ما هي كفارة اليمين؟.. أمين الفتوى يجيب    اعتماد أولى وحدات مطروح الصحية للتأمين الشامل.. وتكامل حكومي - مجتمعي لرفع جودة الخدمات    أهم أخبار الكويت اليوم.. ضبط شبكة فساد في الجمعيات التعاونية    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ شمال سيناء يفتتح "سوق اليوم الواحد" بالعريش لتوفير السلع بأسعار مخفضة    انطلاق المبادرة الوطنية للتطعيم ضد السعار من الإسماعيلية    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوحش والإرهاب التكفيري خدمةً للعدو والمشروع الصهيوني
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 27 - 11 - 2017

إنَّ الجماعات الإرهابية التي تعتدي على أبناء الشعب المصري العزيز من مسلمين ومسيحين ، وتستهدف الجيش المصري البطل والأجهزة الأمنية والشرطية الأبطال في سيناء وغيرها من المحافظات والمدن المصرية ، هي من أكثر االجماعات الإرهابية التكفيرية الإجرامية إثارةً للتساؤلات حول دوافع تأسيسها والجهات المشبوهة التي تقف وراءها ، حيث لا توجد لها أية قاعدة شعبية لها في سيناء أوبقية المناطق والمحافظات والمدن المصرية ، ولا تجد دعماً أو مباركة علنية من أية جهة مصرية أو عربية أو إقليمية أو دولية ، الأمر الذي يثير شبهات وتساؤلات كبيرة وخطيرة للغاية حول هذه الجماعات الإرهابية الإجرامية التكفيرية المتوحشة في مصر ، ومن المؤكد أنها أداة تخدم وتنفذ مخططات ومؤامرات العدو والمشروع الصهيوني ، وكذلك تنفذ مؤامرات كل مَنْ يعادي مصر وفلسطين والأمة العربية ، لأن الأمن القومي المصري هو الدرع الواقي والضمان الحقيقي للأمن القومي العربي والفلسطيني ، وفي ظل الفوضى والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والإثنية التي تضرب المنطقة العربية والإسلامية ، فإن مصر الشقيقة الكبرى ، هي عامود الخيمة والدولة الأكثر تأهيلاً وقدرةً على إستنهاض الأمة الإسلامية والعربية وتصويب مسارها ، ومواجهة المؤامرات التي تستهدف فلسطين والأمة الإسلامية والعربية من الكيان الصهيوني والغرب وبعض دول الإقليمية المتآمرة مع الكيان الصهيوني والغرب ، وتسعى هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية العميلة للعدو الصهيوني وأدواته في المنطقة ، إلى إضعاف الدور المصري المركزي والمؤثر إسلامياً وإقليمياً وعربياً ومحلياً وفلسطينياً ، وعرقلته عن إدارة الملف الفلسطينية والملفات الإقليمية والعربية والدولية الهامة ، من خلال إشغالها ومحاولات إستنزافها للجيش المصري وكفة الأجهزة الأمنية المصرية ، كما أن استمرار الإرهاب التكفيري الإجرامي المُتوحش في سيناء خصوصاً ، ومصر عموماً يضر كثيراً بالقضية الفلسطينية ، وقد يكون من بين أهداف العدو الصهيوني من ورائه تهيئة أ راضي سيناء العزيزة لأية تسوية سياسية قادمة لتضفية القضية الفلسطينية، ولذلك فمن المتوقع أن يُكَّثِف الإرهاب الإجرامي التكفيري في سيناء من ضغوطه على قطاع غزة كي يبقي محاصراً ، بناءً على رغبة وتعليمات ومخططات العدو الصهيوني ، الذي يواصل حصاره للقطاع المظلوم للعام الحادي عشرعلى التوالي.
ومن المهم هنا أن نتذكر أنَّ ظهور تنظيم داعش الإرهابي التكفيري المتوحش تم بالتزامن مع دعوة وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق كوندليزا رايس في27/5/2005 من لبنان ل ( شرق أوسط جديد ) ، و( الفوضى الخلاَّقة ) ، أي: التدمير الذاتي لمقدرات الأمة الإسلامية والعربية ، وتفكيكها دون التدخل عسكرياً في هذه الدول ، مع الإقتصار على تدريب أدواتها ودعمهم مالياً وعسكرياً ، وتقديم الخطط لهم ، بدءً في تنفيذ مشروعهم الشيطاني من غزة لفصلها عن القدس والضفة الغربية وبقية أراضي فلسطين المحتلة ، وما تبعه ذلك من إنقسام فلسطيني مؤسف بدأ صيف العام 2007، لانهاء حلم اقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني ، ثم السعي إلى تدمير العراق وتونس وليبيا وسوريا واليمن ، وصولاً إلى مصرالشقيقة الكبرى وقلب الأمة ، وهي التي تقع في قلب ومركز أهداف ومخططات العدو الصهيوني وجميع أعداء الأمة ، من أجل تدمير واستنزاف جيشهاالبطل وأجهزتهاالسيادية والأمنية وكافة مؤسساتها ومقدراتها ، تمهيداً لاسمح الله لتقسيمها وتفتيتها كما حصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال وغيرهم من البلدان الإسلامية والعربية .
والحمد لله وبفضله فقد فشل هذا المشروع التخريبي التدميري ، في بلاد خير أجناد الأرض مصر ، وإعترفت بهذا الفشل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها المنشور مؤخراً ، حيث قالت : ( كل شيء انهار فجأة دون مقدمات . فالأموال التي تم صرفها لبعض مؤسسات المجتمع المدني ، والأحزاب ولجماعة الإخوان المسلمين في مصر ، من أجل تقسيم مصر وإنهاء القضية الفلسطينية ، ورسم خارطة لشرق أوسط جديد انهار فجأة دون مقدمات).
وعلى الجانب الفلسطيني وبفضل الجهود المصرية التي بذلتها قيادة المخابرات العامة المصرية ، بتوجيهات وتعليمات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ومتابعة حثيثة معالي الوزير خالد فوزي ، ووكيل جهاز المخابرات العامة ، ومسؤولي ملف فلسطين وقادة وكوادر الجهاز الوطني القومي العريق ، فقد نجحت مصر في الإعلان عن إنهاء الإنقسام الفلسطيني ، وبدء المصالحة الفلسطينية ، وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة حكومة الوفاق الوطني إلى إدارة شؤون القطاع ، وبذلك تكون مصر قد وجهت طعنة في قلب التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي جُنَّ جنونها ، وباتت تسعى بكل قوةٍ لتخريب المصالحة الفلسطينية ، وإفشال جهود القيادة والمخابرات العامة المصرية ، حيث أن هذه التنظيمات التكفيرية كانت مستفيدة للغاية من استمرار الإنقسام الفلسطيني والحصار الصهيوني لقطاع غزة ، وفي المقابل فإنَّ أهل غزة الذين إعتبروا الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزير خالد فوزي البطلان القوميان العربيان المصريان / الفلسطينيان ، لديهم الإستعداد بالموت دفاعاً عن مصر وقيادتها وجيشها البطل ، كافة الفلسطينيين يعتبرون أنَّ الإرهاب التكفيري الإجرامي في سيناءوجميع محافظات مصر يستهدف مصر وفلسطين ، وخصوصاً غزة بنسف القدر والحجم ، وأن مصير فلسطين وقضيتها وشعبها يرتبط بمصير ومستقبل وقدر مصر.
وقد فُجعتُ وحَزنتُ كما كل المصريين والفلسطينيين والعرب والمسلمين بالجريمة البشعة التي استهدفت مصلين مسلمين أبرياء مظلومين أثناء صلاتهم يوم الجمعة الماضية 24 تشرين ثاني / نوفمبر 2017 ، في مسجد قرية الروضة قرب مدينة العريش شمال سيناء ، بالتزامن مع استعدادات المسلمين للإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف لسيد الخلق والأنبياء أجمعين الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وجاءت المجزرة الوحشية البشعة ( مجزرة الجمعة السوداء) التي ارتكبها وحوش لاعلاقة لهم بدينٍ أو إنسانية أوعُرف وقيم وأخلاق ضد المُصلين الرُكَّع السجود في مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة بسيناء / أرض الطُهر والشهادة والبطولات والتضحيات ، لتُذَّكرنا بالمجازرة الصهيونية النازية البشعة التي إرتكبتها عصابات التوحش الصهيونية قبل عام 1948 لزرع الرعب والخوف في قلوب الفلسطينيين ودفعهم لمغادرة بيوتهم وقراهم ، وفي كلا الحالتين فإنَّ ذنب الشهداء الأبرياء المظلومين الوحيد أنهم مسلمون ، يدافعون عن أرضهم ووطنهم وحقهم بالحياة ، وقد تجاوز مستوى الإجرام والتوحش بالفاشية التكفيرية والنازية الجديدة كل حدود الوصف والتوقع ولم نشهد لها مثيلاً أو شبيهاً على مدار التاريخ ، سوى الجرائم الصهيونية ، ففي كلا الحالتين استهدف المجرمون الصهاينة والتكفيريون المساجد وبيوت العبادة ، ففي جريمة ومسجد الروضة بالعريش ( روضة الشهداء والجنة ) استهدف المجرمون القتلة المصلين العابدين الراكعين الساجدين الآمنين ، تماماً مثلما استهدق جنود العدو الصهيوني المصلين العابدين الراكيعين الساجدين في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة ، والمسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف المحتلة ، وغيرها من المساجد في مدن وقرى فلسطين المحتلة ، إنَّ مجزرة مسجد الروضة ، جريمة صهيونية كاملة الأركان والمواصفات ، نُفذِت على الطريقة الصهيونية ، وبأدوات صهيونية متوحشة ، وتم تنفيذ هذه الجريمة والمجزرة البشعة التي راح ضحيتها حتى الآن 305 شهيداً ، من بينهم قرابة 30 طفلاً ، وأدت إلى استشهاد جميع رجال بعض الأسر والعائلات ، من أبناء هذه القرية المسالمة الآمنة المؤمنة العابدة الطائعة لربها .
وقد وقعت هذه الجريمة البشعة وارتكب المجرمون الوحوش القَتَلَة هذه المجزرة الفظيعة ، إضافةً إلى سلسلة الجرائم البشعة الوحشية التي ارتكبوها سابقاً ، في الوقت التي لايختلف فيه أحد على أن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وجميع مقدسات المسلمين في فلسطين المحتلة ، مُحتلة ومُغتَصَبة ومُدَّنَّسَة من الكيان الصهيوني ، الذي يسابق الزمن ليكمل تهويد القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ، وجميع المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة ، وتحويل قبلة المسلمين الأولى ومسرى الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، وثاني الحرمين الشريفين ، إلى كنيس يهودي تلمودي صهيوني !!!
ومن الواضح أنَّ عصابات التوحش والإرهاب الأعمى الذي لادين ولا ملة وجنسية له ، أرادت توجيه ضربة مؤلمة وموجعة لمصر الكنانة والعروبة التي نجحت في تحقيق واحتضان المصالحة الفلسطينية بعد أحد عشر عاماً من الإنقسام الفلسطيني المؤسف ، وتحقيقها انجازات هامة على صعيد العديد من الملفات الإقليمية الشائكة الأخرى ، كالملف السوري والليبي ، وغير ذلك من الملفات العربية والإقليمية والإفريقية والدولية.
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل الإرهابيين المجرمين المتوحشين والمتآمرين على مصر الحبيبة وفلسطين وأمتنا وشعوبنا العربية والإسلامية ، هؤلاء الوحوش الذين يبيحون لأنفسهم سفك دماء المُصلين من المسلمين والمسيحيين والأبرياء والمستأمنين والآمنين في مصر وبلاد العرب والمسلمين ، ويستهدفون دونما تفريق المساجد والكنائس وبيوت العبادة وأضرحة ومقامات ومقابر المسلمين والمسيحيين ، ويسفكون الدماء البريئة في مصر وسوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا ونيجيريا والباكستان وغيرها من البلاد العربية والاسلامية ، ويزعم هؤلاء المتوحشون المجرمون كذباً وزورً وبهتاناً وافتراءً أنهم يسفكون هذه الدماء البريئة باسم الله ورسوله وباسم الاسلام !!، بينما الله سبحانه وتعالى ، والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) والإسلام أبرياء منهم ، فالإسلام دين الإنسانية والرحمة والمحبة والشفقة والطيبة، ورسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) هو نبي الرحمة والعطف والإنسانية والسماحة والوسطية والإعتدال ، وهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عَلَّمَنَا صون حقوق وأعراض وخصوصيات وممتلكات المسلمين والمسيحين والأهل والجيران والناس أجمعين ، وقد وصفه الله جل وعلا خير وصفٍ ، حينما قال سبحانه وتعالى : ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) ، أي المسلمين وغير المسلمين ، والبشر وغير البشر ، وقد أوصى الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، الإمام على بن أبي طالب ( عليه السلام ) عند تكليفه إياه بفتح حصن خيبر الحصين ، إثر نقض اليهود لعهودهم ومحاربتهم لله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وللإسلام والمسلمين، وتآمرهم مع المشركين وأعداء الإسلام ضد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وضد المسلمين والدولة الإسلامية في المدينة المنورة وخارجها ، بالقول : ( لا تقتل راهباً ، ولا تقتل النساء ولا الأطفال ، ولا تقتل فلاح يزرع ولا تقطع الشجر … ) .
وهناك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ونهج الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين ( رضوان لله عليهم أجمعين ) ، مالايمكن حصره حول حرمة المساس بدماء المسلمين والنصارى وأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم ، وكذلك دماء وأموال وممتلكات وأعراض كل من توطَّنَّ وسكن واستأمن الحياة والعمل والسياحة في ديار المسلمين ، واعتبر الاسلام الحنيف أن : ( أكبر الكبائر هي ، جريمة القتل العمد ) ، والقتل محرم ، وعقوبته رادعة للقاتل في الدنيا والآخرة ، وأكد الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أن : ( هدم الكعبة أهون عند الله سفك / أوقتل أمرؤ مسلم ) .
وكل من سكن وأقام وعمل واستجار ديار الإسلام ، أوجاء زائراً وسائحاً وحاجاً مستأمناً ، حتى لو كان غير مسلم الديانة، فهو مسلم بالمواطنة ، ولم يسمح الإسلام بالمُطلق بالمساس بحقوق الديانة والعبادة والحياة والعمل لغير المسلمين ، ورفض أبداً إكراه غير المسلمين على الدخول إلى الإسلام ، ومنحهم حرية الإعتقاد والعبادة ، وحرية اختيار الدين والديانة ، بل وتكفَّلَ بحمايتهم وحماية معابدهم وكنائسهم وقساوستهم ، والإسلام العظيم دين العدل والعدالة والاعتدال والسلم والمسالمة والمحبة والرحمة والشفقة ووالتقوى ومكارم الأخلاق، والإسلام لم يأمر إلا بقتال المعتدي والمحارب والمجرم والمغتصب لديار المسلمين ومقدساتهم وحقوقهم والمنتهك لحرماتهم وأعراضهم ، مثلما هو الحال في وجوب قتال ومقاومة اليهود الصهاينة المجرمين المغتصبين لفلسطين المحتلة والقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك .
ولا يزعم أحد من البشر و( أصحاب الفتاوي التكفيرية ) و( أدعياء العلم الشرعي ) أنه حجةً على الإسلام والمسلمين !! ، إنما الإسلام الرحيم العطوف هوالحجة على الجميع ، وكل من يزعم أنه يقتل الأبرياء المظلومين باسم الإسلام ، فالإسلام منه براء، ولاعلاقة له بالاسلام ، وهؤلاء المجرمون إنما يتحدثون عن دينٍ آخر لانعرفه ، ولايعرفه علماء وفقهاء الإسلام الحنيف ، والإسلام والمسلمون أبرياء من هذا التوحش التكفيري الإجرامي النازي البشع ، وإنَّ مرتكبي جريمة مجزرة الروضة بالعريش ، وجميع الجرائم وعمليات القتل البشعة الفظيعة والسلوك الهمجي ، يشاركون في مخطط صهيوني إجرامي جهنمي شيطاني عالمي يستهدف بالدرجة الأولى تشويه صورة الإسلام والمسلمين في أعين وأذهان جميع الناس ، ودفع المسلمين أنفسهم لهجر الإسلام وتركه ، ويستهدف الأمة الإسلامية كلها من خلال استهدافهم لكنانة الله في أرضه وقلب الأمة مصر العزيزة ، وكذلك إثارة النعرات والفتن المذهبية والطائفية وتمزيق الأمة ، خدمةً للصهاينة وجميع أعداء الأمة الإسلام ، فلقد جعل الإسلام العظيم للنفس الإنسانية مكانةً محترمة، ومدح القرآن الكريم إحياء النفس وذم قتلها ، فقال تعالى : (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) ، [سورة المائدة الآية 32] .
وإنَّ قتل النفس الإنسانية جريمة كبرى لا يرضاها الله تعالى، ولا يرضاها رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، وجاء في القرآن الكريم : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة المائدة الآية 2] .
وقال الله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
[سورة المائدة الآية 33].
وقال تعالى : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .
[سورة النساء الآية 93] .
وقال تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) ، [سورة الفرقان الآية 68] .
وقال تعالى (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) ، [سورة الاسراء الآية 33] .
وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، [سورة النحل الآية 90] .
وورد في الحديث النبوي الشريف ، عن أبي سعيد وأبي هريرة( رضي الله عنهما ) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار) رواه الترمذي.
وعن عبدالله بن عمروبن العاص ( رضي الله عنهما ) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائجة الجنة) رواه البخاري والنسائي، (من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً) ، (من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).
وعن أبي سعيد ( رضي الله عنه ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: (يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار وبمن جعل مع الله الهاً اخر وبمن قتل نفساً بغير نفس فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم) . رواه أحمد والبزار والطبراني.
ولذلك فانني كما كل المسلمين والفلسطينيين والعرب والأحرار في العالم أدين مخطط وعمليات الإرهاب والاجرام والتوحش التي تستهدف الأبرياء في مصر العزيزة ، وأدين قتل اخوتنا المُصلين المسلمين في مسجد الروضة ، وكذلك قتل أخوتنا المسيحيين وتفجير كنائسهم التي حدثت قبل ذلك ، وكذلك أدين استهداف الجيش المصري والشرطة وكل مايمس بمصر العروبة والكنانة ، وأدين ما تتعرض له الشقيقة سوريا واليمن العزيز والصومال وليبيا والعراق من حروب إبادة منهجية لشعوبها وتمزيق لجغرافيتها وتغيير لبنيتها الديمغرافية ، وكل محاولات تقسيمها وتفتيتها لتنفيذ مخطط التقسيم الإستعماري الجديد ( سايكس بيكو 2) ، وإنَّ كل ما تشهده منطقتنا العربية والإسلامية هو نتاج مؤامرات أعداء الأمة وأعداء فلسطين، الذين خططوا ودفعوا المسلمين لذبح بعضهم البعض ، وأثاروا النعرات المذهبية والطائفية ، وصنعوا لنا الفتن الكبرى المتنقلة من بلدٍ إلى أخرى ، لكي نغيب ونبتعد عن التماس مع الخطر والتحدي الأكبر لفلسطين ومصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وكل الأمة؛ ( التحدي والمشروع الصهيوني ) ، الذي لايسعى فقط إلى استمرار احتلاله لفلسطين المباركة ، إنما أيضاً تدمير كافة مكونات الأمة الاسلامية والعربية ، ومنع نهضتها ووحدتها وتمسكها ، واستنزاف خيراتها ، وتمدده في كيانه السرطاني ، ليحقق حلمه الإستيطاني التلمودي بإقامة ( دولة اسرئيل الكبرى من النيل إلى الفرات !!) ، أي إزالة الدول العربية الكبرى والهامة وقلب الأمة : مصر وشمال السودان وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق والأجزاء الشمالية من المملكة العربية السعودية حتى شواطئ الخليج ، والتي هي كما أخبرنا القرآن الكريم ، والنبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الأرض المباركة التي وردت في عشرات الآيات لقرآنية الكريمة ، ومئات الأحاديث النبوية الشريفة ، وهي أرض المحشر والمنشر ، فهل يدرك الإرهابيون التكفيريون المجرمون المتوحشون أنهم أدوات في يد المشروع الإستعماري الصهيوني التدميري التخريبي ، من أجل إقامة ( دولة اسرائيل الكبرى ) ، وأن كل من يمولهم هم عملاء وصبية وسماسرة سلاح المشروع الصهيوني التلمودي ؟؟!…
رحم الله شهداء مسجد الروضة والجمعة السوداء في سيناء العزيزة وجميع الضحايا الأبرياء المظلومين في مصر الحبيبة ، وفي فلسطين المحتلة وجميع الدول العربية والإسلامية، ولعن الله العملاء المتوحشين الإرهابيين القتلة المجرمين ، وأتقدم من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية ، والشعب المصري العزيز وذوي الضحايا والشهداء ، بأسمى آيات العزاء والمواساة ، سائلاً الله تعالى للشهداء الرحمة والمغفرة والجنة والرضوان ، وللجرحى الشفاء العاجل.
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
مؤرخ ، باحث وخبير في الجماعات الإسلامية.
رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين ( الوسط )، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني
البريد الإليكتروني palwasat@hotmail.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.