تظاهر عشرات العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد السبت للمطالبة بالاصلاح في ذكري مرور عام علي موجة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد وقتل خلالها 16 شخصا. وانطلق المتظاهرون وعددهم حوالي خمسين من امام شارع المتنبي وساروا نحو ساحة التحرير، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس. وفرضت قوات الامن العراقية التي حملت اسلحة مختلفة بينها العصي وادوات مكافحة الشغب، اجراءات امنية مشددة في محيط ساحة التحرير في قلب بغداد وعند الطرق المؤدية اليها. وانتشرت آليات الجيش والشرطة في محيط المنطقة. وطوق عناصر من الجيش المتظاهرين في ساحة التحرير وابقوا علي مدخل واحد للمكان حيث كانوا يجرون تفتيشا دقيقا للمشاركين في التظاهرة، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وحمل بعض المتظاهرين حاويات بلاستيكية صغيرة ورفع احدهم لافتة صغيرة كتب عليها "النفط للشعب وليس للحرامية"، ورفع آخر لافتة كتب عليها "حكومة المالكي فاشلة"، في اشارة الي رئيس الوزراء نوري المالكي. وقالت سهام الزبيدي التي عرفت عن نفسها بانها ناشطة في منظمات المجتمع المدني "مرت سنة علي التظاهرات الكبري، وخلال هذه المدة لم يتحقق اي مطلب من مطالبنا وهي الامان والكهرباء وايجاد وظائف". واضافت ان "من ينظم تظاهرة اليوم هم عامة الشعب ومجموعة من الناس الجائعين في بلد غني". وتابعت "سنتظاهر كل يوم جمعة حتي ندخل المنطقة الخضراء ونسحلهم الي خارجها"، في اشارة الي المسؤولين العراقيين الذين يجتمعون في المنطقة المحصنة. وقتل 16 شخصا واصيب حوالي 130 اخرين بجروح خلال اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة في عموم العراق اثناء التظاهرات التي خرجت في 25 فبراير من العام الماضي. ودفعت التظاهرات رئيس الحكومة نوري المالكي الي الاعلان اثر ذلك عن خطة اصلاحية تقضي بمحاسبة الوزراء علي ادائهم. وقال نعمة وحيد وهو عاطل عن العمل ان "اعداد المتظاهرين في ساحة التحرير اليوم ليست كما كانت قبل عام لان هناك اناس باعوا ضمائرهم وتركوا التظاهرات بعد ان اشترتهم الحكومة بالمال". واضاف فيما كان المتظاهرون الآخرون يهمون بمغادرة الساحة بعد ان بدا يتساقط المطر "نريد محاسبة الفاسدين والحرامية". وتابع ان "القوات الامنية الموجودة هنا ليست لحمايتنا بل لتحمي المنطقة الخضراء ومن فيها"، داعيا "الشعب العراقي الي ان يستفيق من غفوته وان يبدا الفقير بالمطالبة بحقوقه". ولم يشهد العراق اليوم تظاهرات سوي في بغداد وواخري محدودة في النجف جنوب العاصمة حيث تجمع حوالي خمسين شخصا في وسط المدينة للمطالبة بمزيد من الخدمات، وفقا لمراسلي فرانس برس.