افتتح وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين راضي، صباح اليوم الثلاثاء، المؤتمر السنوي الإفريقي برعاية مؤسسة "ميرك" للتمويل في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والصحة على مستوى القارة الأفريقية، والذي يعقد لأول مرة في مصر، انطلاقًا من المسئولية الاجتماعية لتنمية الرعاية الصحية في إفريقيا، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار، ووزراء الصحة ل 8 دول إفريقية، والسيدات الأولى لخمس دول إفريقية، بالإضافة إلى 45 متحدث دولي وإقليمي من مختلف دول العالم. واستعرض وزير الصحة والسكان التجارب الناجحة لمصر في مجال الصحة والتي أصبحت قصصا تُسطر في جميع المحافل الدولية، مشيرا أن إلى تجربة مصر الناجحة في علاج فيروس "سي" تسعى الدول الأفريقية والآسيوية لنقلها. وأضاف الوزير أن هناك تحديات واجهتنا كثيرا في هذا الملف منها الأسعار الباهظة للدواء وقوائم انتظار المرضى، وعدم دراية المصابين بإصابتهم بالفيروس، لافتا إلى أنه تم بذل جهود كبيرة ممثلة في التفاوض مع الشركات لتوفير سعر منخفض لعلاج عدد أكبر من المرضى بالإضافة إلى قوائم الانتظار الطويلة ، وقمنا بالتغلب على ذلك من خلال تشجيع الشركات المحلية لإنتاج الدواء والقضاء على قوائم الانتظار. وتابع وزير الصحة والسكان أنه تم إطلاق الحملة القومية للمسح الطبي الشامل لفيروس"سى" بمحافظات مصر المختلفة لاكتشاف الفيروس، حيث تم مسح ما يقارب من 4 مليون مواطن حتى الآن، فيما تم تقديم العلاج ل 1.4 مليون مريض بتكلفة بلغت 3.7 مليار جنيه . وأشار إلى أن تجربة مصر الرائدة أصبحت قصة نجاح تروى في أغلب المحافل الدولية، لافتا إلى أن هناك بعض الدول طالبت بنقل التجربة الناجحة إلى بلادها مثل المغرب ، والبرازيل ، وروسيا ، وبعض الدول الأفريقية. كما استعرض راضي، جهود الوزارة في مجال صحة المرأة ، مشيرا إلى أنه تم إعطاء الأولوية ليس فقط للعلاج ولكن أيضا للوقاية من الأمراض ، لافتا إلى تكثيف الجهود لتمكين المرأة من خلال تنفيذ برامج ناجحة مثل البرنامج القومى لمكافحة سرطان الثدي، والعيادات المتنقلة للمناطق المحرومة، والبرنامج القومى لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية. ولفت وزير الصحة والسكان إلى تجربة مصر الناجحة في خفض معدل وفيات السيدات، مشيرا إلى أنه في عام 1992 كانت معدل وفيات السيدات 174 سيدة لكل مائة ألف، حيث انخفضت هذه النسبة في عام 2015 إلى 72%، وأصبحت 49 سيدة لكل مائة ألف، مما يشير ويعكس الجهود الناجحة للوزارة في الاهتمام بصحة المرأة. وأعرب عن استعداد الوزارة مشاركة الدول الأفريقية لنقل هذه التجربة، لافتا إلى رؤية مصر بالاهتمام بالمناطق المحرومة والنهوض بالبرامج القومية في هذه الدول إيماء لدورها الريادي بالمنطقة، حيث تقوم الوزارة حاليا بإرسال قوافل طبية لكثير من الدول مثل السودان وأثيوبيا ، ليس بغرض تقديم العلاج فحسب ولكن أيضا تدريب الفرق الطبية لرفع المهارات المهنية لديهم. وأكد وزير الصحة والسكان أن مصر أصبحت بما تمتلكه من مقاومات قبلة للسياحة العلاجية وخاصة من الدول الأوروبية، وذلك من خلال توافر الأدوية بأسعار زهيدة مقارنة بالدول، بالإضافة إلى المناخ الجاذب للسياحة في مصر. وفي مجال التعاون مع الدول الأفريقية في مجال الدواء، قال وزير الصحة والسكان إنه تم إنشاء شركة مصرية متخصصة باسم "أفري فارم" لتتعاون مع الدول الأفريقية في مجال صناعة الدواء والرعاية الصحية، حيث قامت الشركة بتوقيع بروتوكول تعاون مع عدد من الدول الأفريقية مثل دول غينيا الاستوائية وتنزانيا وبوركينا فاسو، وذلك بإشراف وزارة الصحة المصرية. وذكر وزير الصحة والسكان أن مصر حققت نجاح كبير في صناعة الدواء من خلال 5 محاور، المحور الأول هو توفير الأدوية بالسوق المحلية، من خلال سرعة تسجيل الأدوية المستوردة، والمحور الثاني أصدار قرار باسترجاع الأدوية المنتهية الصلاحية إلى شركات الدواء لتنظيف سوق الدواء من الدوية المنتهية الصلاحية ، والمحور الثالث إلزام شركات الدواء بتطبيق نظام التكويد على عبوات الأدوية مما يساعد على القضاء على الغش الدوائي ومن المقرر تطبيقه في يونيو 2018. وأضاف الوزير أن المحور الرابع هو التحكم في أسعار الدواء وإتاحته بسعر مناسب، بالإضافة إلى مساعدة الشركات المحلية والعالمية لمواجهة التغير في تحرير سعر الصرف، أما المحور الخامس فيضم التنسيق بين وزارة الصحة وشركات الأدوية المحلية مثل أكديما، لزيادة تصنيع الأدوية للتغلب على استيرادها، لافتاً إلى أنه تم النجاح في توفير أدوية فيروس والأدوية الخاصة بالهرمونات، وأدوية منع الحمل، والأنسولين بأصنافه المختلفة. جدير بالذكر أن المؤتمر تناول مناقشة صحة الأم والأمراض الغير سارية، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وتطوير قدرات العناصر البشرية والفنية بالقارة الإفريقية، وسبل التعاون المشترك بين الدول الإفريقية للنهوض بمستوى الخدمات الصحية بالقارة.