أكد رئيس بعثة المراقبين العرب لسوريا الفريق أول محمد مصطفي الدابي وجود ضبابية إزاء عملهم في أعين الناس , وأرجع هذا الأمر لعدم إدراك طبيعة دور البعثة خاصة وأن بعض الجهات ادعت وروجت لكثير من الإتهامات لها حتي قبل بداية مهامها. وأشار الدابي إلي أن مهام البعثة انحصرت في التحقق من تطبيق النظام السوري للبروتوكول الذي تم توقيعه مع الجامعة العربية والذي ينص علي خمس نقاط أساسية هي التأكد من أن المظاهرات سلمية وأن الحكومة السورية سحبت الآليات العسكرية من المدن وأطلقت سراح جميع المعتقلين في المظاهرات بالإضافة إلي السماح لوسائل الإعلام من الدخول لسوريا وضمان حرية عملها. وقال الدابي إنه ليس من مهام البعثة إجراء تحقيقات مع الجانب الحكومي أو المعارضة , فقد كان التفويض يسمح بالمشاهدة والاستماع فقط , وأوضح أن البعثة تكونت من 166 مراقبا حتي الآن من 13 دولة عربية و6 منظمات عربية في المجال الإنساني وأن البعثة تكونت من 9 مراقبين برتبة اللواء و7 مراقبين برتبة العقيد والعميد بالإضافة إلي المراقبين المدنيين. وأشار الي أن أعضاء البعثة قاموا بأداء القسم علي الحيادية والصدق ونقل المعلوملات وفق مشاهدة العين وعدم الانحياز لأي جانب , ثم بعد ذلك توجهت البعثة إلي سوريا وبعد الوصول تم تقسيم العمل علي 5 قطاعات . وأضاف الدابي أنه وجد المواطنين في حالة انسانية صعبة, وتم السماح بإدخال المواد الغذائية وتوفير الكهرباء والماء وتم تسليم الأسري والجثث بين الجانب الحكومي والمعارضة ولو أن هذا ليس من ضمن أعمال البعثة. وأشار إلي أنه بعد ذلك توسع العمل ليشمل 15 قطاعا في كل قطاع 10 مراقبين أو أكثر وأن هذه القطاعات تشمل 20 مدينة سورية وأن هذه القطاعات مربوطة بغرفة عمليات رئيسية في مدينة دمشق ترسل لها تقارير المراقبين التي ترسلها بدورها إلي غرفة عمليات الجامعة العربية. وقال الدابي إنه في الأيام الأولي لعملية البعثة كان هناك ترحيب من قبل الأطراف وأجرينا مقابلات مع المعارضة داخل الأحياء وكذلك مع الحكومة نتج عنه إلتزام الحكومة والمعارضة بتخفيف حدة العنف وبالفعل حدث ذلك. وأضاف أن البعثة تدخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة دون حماية مما يعرضهم للخطر وأنه بعد خمسة أيام قدمت البعثة تقريرا تنويريا للجامعة وطلبت فيه بتمديد مهمتها , وبعدها طالبت الجامعة العربية بتقرير حول الأحوال في سوريا , وفي يوم 17 ديسمبر الماضي اجتمع بالمراقبين لجمع التقارير لإعداد التقرير النهائي للجامعة العربية وكان هذا التقرير يتضمن مشاهدات المراقبين بأعينهم دون إنحياز لأي جانب. وذكر الدابي , مقتطفات من التقرير الذي قدم للجامعة العربية فقال كان في منطقة حمص مراقب برتبة العقيد من السودان , ذكر أنه لا وجود للعنف ولا توجد مظاهر تسلح وتوجد مظاهرات سلمية يستخدم المواطنون فيها أعضاء البعثة كدروع. وفي منطقة السويداء قال المراقب أنور القرعان من الأردن إنه لا وجود للعنف وتوجد مظاهرات سلمية موالية للنظام الحاكم ولا توجد مظاهر تسلح وأن المعتقلين تم الافراج عنهم , وفي منطقة تدمر كان المراقب من البحرين وقال إنه لا يوجد عنف والمظاهرات سلمية ولا وجود لمظاهر التسلح. وأضاف الدابي أنه بعد إطلاع الجامعة العربية علي التقرير أشادت الجامعة بدور البعثة وقررت تمديد تفويض البعثة وتوفير كل ما يلزمها من موارد لمواصلة أعمالها , وبتاريخ 23 ديسمبر انسحبت المملكة العربية السعودية بعدها إنسحبت دول الخليج لظروف خاصة بهم وفي أيام 24 و 25 و26 من نفس الشهر تصاعدت أعمال العنف بصورة كبيرة فقمنا بإبلاغ الأمين العام للجامعة العربية علي الفور , وبعد التشاور في اجتماع الوزراء العرب صدر قرار بوقف البعثة وسحب عناصرها من سوريا , تبع ذلك ازدياد اعمال العنف. وأكد الدابي علي أنه تم إطلاق سراح 5 آلاف معتقل من جملة المعتقلين , مشيرا إلي أن هناك بعض حالات التعذيب في وسط المعتقلين. وكشف الدابي عن وثائق تثبت أن المراقب نور مالك محكوم في الجزائر وهارب منها ومقيم في فرنسا وأعلنت المنظمة التي يعمل بها عن عدم انتمائه لها , مضيفا أنه راض تماما عن أداء البعثة وأن عناصرها أدوا دورهم علي أكمل وجه.