اعتقد الدكتور محمد يوسف، استاذ المكافحة الحيوية والاستخدام الأمن للمبيدات بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، أن الزراعة النظيفة والعضوية نفس الشيء، ولكن هناك اختلافات جوهرية بين النوعين، فالزراعة النظيفة هي أحد أنواع الزراعة التي يطبق فيها استخدام الكيماويات في الحدود المسموح بها من قِبل توصيات لجنة المبيدات التابعة لوزارة الزراعة وهذا النوع هو المتبع في أغلب المزارع حالياً. أما الزراعة العضوية فهي عبارة عن نظام متكامل يسمح باستخدام الأسمدة الحيوية والمخصبات العضوية والمركبات الحيوية والمستخلصات النباتية بالإضافة للطفليات والمفترسات الحشرية النافعة بهدف إنتاج غذاء نظيف صحي دون الإخلال بالنظام البيئي بحيث يكون للنظام جدوى اقتصادية. وأضاف: "يعتبرقدماء المصريين أول من وضعوا أسس الزراعة العضوية منذ سبعة آلاف سنة، فكانت الزراعة تعتمد على التسميد بالمواد العضوية والطمي الناتج عن فيضان النيل، واستمرت هى الزراعة المتبعة في مصر إلى عام ألف وثمان مائة من الميلاد، إلا أنه بسبب زيادة السكان وتناقص الرقعة الزراعية في ظل الطلب المتزايد على المنتجات الزراعية فكان من الضروري التوسع الرأسى في الإنتاج الزراعي حتى لا تحدث مجاعات فبدأ الاستخدام المكثف للمبيدات والأسمدة الكيماوية فضلاً عن استخدام الهرمونات المصنعة ومنظمات النموحتى أصبحت الصبغة الكيماوية من سمات الزراعة المصرية . وأشار "يوسف" إلى نتيجة الاستخدام غير الرشيد لتلك الكيماويات ظهرت مشاكل لاحصر لها باتت تدق ناقوس الخطر على البيئة المصرية، متابعا: "دور وزارة الزراعة في إنشاء المعمل المركزي للزرعة العضوية في عام ألفين واثنين، واعتبر خبراء الزراعة هذا القرار بمثابة خروج الزراعة المصرية من الظلمات إلى النور". وتسائل:"هل تنفيذ هذا القرار هو الحل الأمثل مثلما يعتقد البعض؟، وما هي الثمار التى حققتها الزراعة العضوية حتى الآن؟، وإلى أي مدى تعتبر الزراعة العضوية هي الحل الأمثل لأغلب المشاكل الصحية والبيئية؟". واضاف أن تميز الزراعة العضوية يلعب دورًا إيجابيًا على الصعيد الاقتصادي من حيث قلة التكليف وعلى الصعيد الصحي من حيث الحفاظ على صحة المستهلك من خلال تقليل استعمال المبيدات والأسمدة الكيماوية، مشيرا إلى أن التميز يتقدم بمنتجات ذات طعم ونكهة ، يسهل حفظها وتخزينها لفترات طويلة دون تلف أو فساد لانها زرعت بمعايير جودة عالية تراعى سلامة الغذاء. وعن الناحية البيئية، قال إن الزراعة العضوية ستساهم في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري مع توفير المياه، فهي تحتاج لكميات مياه أقل ومن حيث الفائدة العائدة على التربة فالزراعة العضوية تعطي فرصة لزيادة أعداد الكائنات الحية الدقيقة النافعة للتربة وتعطى الفرصة لنمو ونشاط الطفيليات والمفترسات الحشرية، كما أنها لا تضر الحشرات البرية ولا المياه الجوفية. أما عن الجهة الاقتصادية فإنها تعمل على زيادة الدخل القومي لزيادة انتاجية الفدان كما أن المنتج يكون ذو قيمة غذائية عالية ولا يحتوي على عناصر ثقيلة أو سامة بالإضافة إلى أن الفاقد من المنتج العضوي قليل جداً مقارنة بالمنتج غير العضوي. وأوضح أن الجهة الزراعة العضوية لها أضرارًا قد تكون عوائق أمام تنفيذها ومنها ارتفاع مستلزمات الإنتاج العضوي والحاجة لوجود عمالة مدربة ومهندسين مختصين، بالإضافة الى الحاجة لكميات كبيرة من الكومبوست مع توافر معامل تجهيز المسببات المرضية مثل الفطريات والبكتريا والفيروسات الممرضة للحشرات التي تستخدم في المكافحة الحيوية كبديل عن المبيدات الكيماوية وهناك حرب دائرة بين خبراء الزراعة العضوية وشركات التصنيع مضيفاً، أن تداول المبيدات تلعب دورًا كبيرًا في إيقاف تنفيذها حيث تم تاسيس الجمعية المصرية للزراعة المستدامة والتى تسعى لتحقيق اهداف لا حصر لها واهم هذه الاهداف إنتاج غذاء نظيف صحي .