- سماء "الإسكندرية" ملبدة بغيوم "القلق والارتباك".. بسبب ملفات "المرأة الحديدية".. والمحافظ يخشى "نوة الرحيل" أصبحت سعاد الخولى, نائب محافظ الإسكندرية، والتى تم القبض عليها فى قضايا فساد, حديث الصباح والمساء على مواقع التواصل الاجتماعى, وكشف السواد الأعظم دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسى, فى القضاء على الفساد, ولكن «مافيا الفساد» تروج أخباراً كاذبة عن براءة «الخولى» وحفظ التحقيق معها, لتوجيه «رسالة طمأنة» ل«أفاعى الفساد»، بأن الأوضاع ستعود إلى ما كانت عليها, واهمين بأن ماكينة «الفساد» لن تصدأ, ولا يدركون أن الرئيس السيسى منح الضوء الأخضر ل«جهات سيادية» بمحو أثر الفساد فى الهيكل الإدارى للدولة. ولم تغيّر شائعات «الفاسدين» شيئاً على أرض الواقع, فمازالت «الخولى» خلف القضبان, تحاصرها الاتهامات ك«أمواج البحر» فى خريف الغضب. وعلى عكس تيار الفاسدين, الذين يدعون أن «الخولى» قاب قوسين أو أدنى من البراءة, اعترف ممدوح شعبان, محامى المتهمة, أن القضية شائكة ومتشعبة, وستضم أطرافاً جديدة, ستشكل مفاجأة للرأى العام, فى اعتراف ضمنى من محاميها بأن مصطلح «البراءة» ليس له وجود على أرض الواقع. فيما قام جهاز الكسب غير المشروع, بتشكيل لجنة لبحث ممتلكاتها وممتلكات أقاربها من الدرجة الأولى والثانية, ومقارنة ثروتها المالية والعقاريةعلى أرض الواقع, بحجم مصادر دخلها الافتراضية المشروعة. وانتشر على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» مقطع فيديو ل«الخولى» قبل القبض عليها وهى متعمقة فى الحديث عن الأمانة, والوطنية، ومحاربة الفساد, وبين أصابعها سبحة, وكأنها «أميرة المؤمنين», وراح عدد كبير من متابعى «الفيسبوك» يسخرون من هذا الفيديو. بينما أكد مصطفى عبد القادر, خبير لغة الجسد, أن الفيديو المتداول، يكشف أنها كانت تعانى من انفصام حاد عندما كانت تدور أمامها كاميرات وسائل الإعلام وكأنها تؤدى دور «خضرة الشريفة» فى أحد أفلام حقبة الستينيات, بينما إذا توقفت الكاميرات، كانت سرعان ما تعود إلى واقعها الفاسد, كما بدا واضحاً من خلال «الفيديو المتداول» أنها تعمدت إمساك «السبحة» وتحريك حبّاتها, لتوصيل رسالة بأنها رمز الأمانة, وتناست أن إمساك السبحة بهذه الطريقة، كان يلجأ إليها معظم النصابين فى سينما التسعينيات, وقال «عبدالقادر»: «الخولى من طريقة حركات أيديها التى كانت دائماً تتحرك بسرعة, تشير إلى حالة توتر, فدائماً عندما يتحدث الإنسان عن غير حقيقته، يصعب عليه التحكم فى أعضاء جسده». ومن ناحية أخرى بدأت تنكسر حدة الغموض حول القضية, التى تدور فى فلك الاستيلاء على أراضى الدولة فى منطقة «الحديقة الدولية» و«الأبنية المخالفة», والكشف عن عدد من أطرافها, وفى مقدمتهم جهاد طنطاوى، رجل أعمال, صاحب منتجع شهير ب«الساحل الشمالى», والذى استضاف «الخولى» وعائلتها فى «المنتجع»، دون مقابل مادى, تزامناً مع تقدم «طنطاوى» بطلب لتسوية قطعة أرض فى الحديقة الدولية, لمكتب نائب المحافظ, الأمر الذى أثار شكوك «الرقابة الإدارية», واستدعاء «طنطاوى» للتحقيق معه فى الواقعة, ولكن يبقى السؤال هل قبول «الخولى» الاستضافة المجانية فى منتجع رجل الأعمال, يكشف فسادها؟ بينما المتهمون الثلاثة الآخرون، الذين شملتهم التحقيقات مع جهاد طنطاوى، هم: سيد جمعة مقاول الرصف، والذى كان يتولى رصف شوارع الإسكندرية، فى عهد اللواء عادل لبيب، المحافظ الأسبق، وله تسجيلات مع «الخولى» تشير لتورطهما فى قضية رشوة. بينما المتهم الثالث، إبراهيم إدريس، صاحب «واحة خطاب» للمأكولات البدوية، ومتهم بتقديم رشوة ل«الخولى» لعمل تسوية للأرض المقام عليها المطعم. أما المتهم الرابع، سيدة أعمال تدعى «شذى»، تم تسجيل مكالمات هاتفية تعرض خلالها رشوة على «الخولى» مقابل التوسط لدى رئيس حى العجمى، لهدم شاليه فى بيانكى، ورصف الطريق المؤدى إلى فيلتها بمنطقة كينج مريوط غرب الإسكندرية. فيما أكد مصدر مطلع ل«الأسبوع» أن المتهمين الأربعة ليسوا نهاية مطاف الاتهامات والقضية، ولكن هناك أطرافاً أخرى ستظهر فى المستقبل القريب، وقال المصدر: «الفترة الكبيرة التى قضتها سعاد الخولى فى منصب نائب المحافظ، جعلها كالأخطبوط فى العاصمة الثانية، وكوّنت شبكة علاقات ومصالح تفوق مخيلة من يتابعون القضية عن كثب». وأضاف المصدر أن «الخولى» هي الخيط الذى سيصل بالجهات الرقابية إلى «شلة الفاسدين», الذين يتخذون من العاصمة الثانية مرتعاً لفسادهم الفاحش. فيما ظهرت صفحة باسم «سعاد الخولى» على «الفيسبوك» عقب القبض عليها, وتواترت أنباء أن هيئة الرقابة الإدارية تعمدت ترك الهاتف المحمول لها فى «المحبس» لمراقبة اتصالاتها, وأكدت فى «منشوارت» عبر هذه الصفحة, أن كل من تطاول عليها لن تتركه, وأنها بريئة, الطريف أن منشوارتها جاءت مليئة بالأخطاء الإملائية وكأنها تلميذة فى «كي جى 2». كما تواترت أنباء أنها أجرت اتصالات هاتفية، بعدد من المسئولين الكبار، من محبسها, لمساعدتها، وكان في مقدمتهم اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية الأسبق، الذي أغلق الهاتف في وجهها. كانت «الخولى» أكدت فور القبض عليها, أنها لن تنام على «البورش» بمفردها, فى إشارة إلى أن عدد شركائها فى الفساد ربما يفوق مخيلة الرأى العام, ويتردد فى وسط رجال الأعمال الارستقراطى بالإسكندرية, أن شركاءها فى جرائم الفساد,عرضوا عليها وضع «3» ملايين دولار فى أحد بنوك سويسرا باسم من تختاره, مقابل عدم الكشف عنهم, ولكن ليس هناك من يجزم بصحة هذه الصفقة. ومن الشائعات التى تداولت أيضاً أن زوجها, يخطط للهروب خارج البلاد, خشية ملاحقته بالاتهامات. ويعيش محمد سلطان, محافظ الإسكندرية, حالة من القلق والارتباك, بعد تحويل الملفات التى كانت فى جعبة «الخولى» إليه, وأبرزها ملف الأبنية والأراضى, وطلب المحافظ من الشئون القانونية مراجعة الأوراق قبل العرض عليه لتوقيعها, وبدأ «سلطان» حملة إزالات موسعة فى الإسكندرية للعقارات المخالفة. كما يتخوف المحافظ من قرب فصل الشتاء, خاصة أن «الخولى» كانت مسئولة عن ملف الصرف الصحى, ويخشى المحافظ تعرض الإسكندرية للغرق, فى خضم النوات العنيفة التي أطاحت بمحافظين سابقين، في مقدمتهم هاني المسيري، واضطر «سلطان»، إلى الاجتماع بمسؤولي الصرف الصحي، لمطالبتهم بمداومة اختبار منظومة الصرف الصحي بالمحافظة، لتفادي تكرار سيناريو الغرق. وأكدت مصادر داخل المحافظة، أن المحافظ رفض مقابلة عدد من رجال الأعمال، الذين لديهم طلبات معلقة بشأن التسوية في أراضي الحديقة الدولية، وطلب من الشئون القانونية بالمحافظة إعداد مذكرة بشأن الموقف القانوني لمستأجري الأراضي بهذه المنطقة، قبل اتخاذ قرار بشأن أي مستأجر. الطريف داخل ديوان المحافظة، أن الموظفين الذين كانوا مقربين من «الخولي»، يحاولون التقرب من المحافظ، والتودد إليه، وتحولت مواقفهم «180» درجة، وأصبحوا يتبرأون منها، وفقاً لسياسة «مات الملك عاش الملك». فيما يقوم جهاز الكسب غير المشروع بالتحقيق مع عدد من الموظفين فى المحافظة، وطاقم مكتب سعاد الخولى، أملاً فى الوصول إلى معلومات جديدة فى قضية «نائب المحافظ». وكشف موظف فى المحافظة، أن»الخولى» وصل جبروتها فى الآونة الأخيرة، لدرجة أنها كانت تعقد صفقات فى مكتبها بالمحافظة مع رجال الأعمال، وكانت تؤكد دائماً أنها «مسنودة» ولايستطيع أحد المساس بها، وكان يخشى المحافظون السابقون، والحالى، الصدام معها، بسبب ادعاءاتها بأنها «مسنودة» من قيادات عليا، قبل أن تنكشف أكاذيبها وتسقط على يد رجال هيئة الرقابة الإدارية. وأشار الموظف الذى رفض ذكر اسمه، خشية تعرضه للعقاب، أن «الخولى» كانت تتولى ملف التعليم فى الآونة الأخيرة، وكانت تمنح تأشيرات تثير الشكوك لعدد من أصحاب المدارس الخاصة. وجاءت قضية القبض على سعاد الخولي، بمثابة «مبايعة» للرئيس السيسي، على الفيس بوك، وطلب عدد كبير من رواد موقع التواصل الاجتماعي، استمرار الرئيس في الحكم، للقضاء على كافة أشكال الفساد، وأكد السواد الأعظم من رواد الفيس بوك، أن الرئيس السيسي يتسم بشجاعة نادرة في مواجهة الفساد، دون أي توازنات، أوحسابات، أو مواءمات، خاصة وأنه إبن المؤسسة العسكرية التي لا تعرف التهاون أمام أي خطايا تمس مصلحة الوطن.