والكفاءات والعقول حتى تتمكن من التصدى لكافة القضايا والمشكلات التى مر بها المجتمع. وقد اخرجت منظمة الشباب عددًا من الرموز التى لمعت فى سماء العمل السياسى على مر التاريخ منذ اندلاع ثورة يوليو تلك الاسماء التى شاركت بفاعلية وكان لها دور ايجابى فى الحياة السياسية ومن بين هذه الاسماء عبدالغفار شكر واحمد بهاء الدين شعبان ود. حسين كامل بهاء الدين ود. أحمد كمال أبوالمجد ود. أسامة الباز ود. على الدين هلال ود. أحمد زويل ود. مصطفى الفقى والمئات من الاسماء التى لمعت وأصبح لها دور فى الحياة السياسية. فثورة يوليو ثورة شابة اهتمت بالشباب وفى ذكراها ال65 نحاول استعادة دور منظمة الشباب وما احدثته فى المجتمع باعتبارها النواة الاولى لخلق الكوادر السياسية ورموز العمل العام. الكاتب الصحفى والقطب الناصرى أحمد الجمال، قال ل«الأسبوع»: استطاعت ثورة يوليو بادارتها الشابة ان تربى جيلا من الشباب بعد صقلة وبنائه وتثقيفه. فى اطار رؤية الدولة وقتها فى بناء شباب قادر على المشاركة الحقيقية. والتى نجحت بكل المقاييس فى تخريج قيادات شابة لديها رؤية فكرية تفاعلت مع الأحداث والشارع. وأشار الجمال إلى أن ثورة يوليو اعتمدت على الشباب الذين كان لهم النصيب الأكبر فى الحفاظ عليها. والثورة التى بدأت بهيئة التحرير ثم الاتحاد الاشتراكى. كان لكل تنظيم ظروفه الموضوعية وكان ذلك بعد إلغاء الأحزاب بعد سقوط الملكية وبروز حركة الاخوان. واكتشف الرئيس عبد الناصر أن التنظيم الواسع يفتقر للعمود الفقرى وهو الشباب وبحنكته السياسية درس الأمر داعيا لبناء جيل من الشباب. كى يكون قادر على التعامل مع المتغيرات المحيطة بالثورة فقرر إنشاء مؤسسة لإعداد الكوادر الشابة من خلال هدف قومى حقيقى وتأهيل الشباب لتحمل المسئولية. وكانت ملحمة بناء منظمة الشباب وفتح الباب للتقدم إليها والحصول على التأهيل المطلوب لتخريج قادة. كان لهم دور مهم ومحورى واستطاعوا أن يتعاملوا مع مجريات الأحداث. فيما بعد وقتها سطَّرت المنظمة ملحمة سياسية للتثقيف والتدريب على العمل العام التطوعى كردم البرك والمستنقعات وتشجير الصحراء واقامة المعسكرات. وعقب النكسة كان لبناء الشباب الدور الهام فى محو آثار الهزيمة والاتجاه للجبهة للمشاركة ودعم القوات المسلحة ورفع معنويات المواطنين والتصدى للشائعات والرد عليها. كان أسلوب إعداد الكوادر الشابة وارتكازه على الأسلوب العلمى فى التفكير وقراءة الظواهر وعلى النقد الذاتى والبناء ما ساهم فى حل لبعض الازمات بسبب وجود كوادر مدربة تعاملت مع الازمات. كانت تشهد نقاشات حادة ظهرت فيها اجنحة بعضها يميل إلى أقصى اليسار واستطاعت المنظمة ان تربى جيلًا قادرًا على المواجهة وتقديم الحلول والمساهمة الحقيقية الفعالة. فالشباب كان العمود الفقرى لثورة يوليو ومن ثم تخرج فيها قادة وكوادر شاركوا فى تحمل المسئولية. فتجربة إعداد الشباب تجربة ناجحة بكل المقاييس أثرت الحياة السياسية فى تلك الفترة وعلينا ان نستلهم التجربة فى اعداد كوادر شابة وقيادات سيكون لها الدور الاهم فى المستقبل. الدكتور محمد بسيونى الكاتب الصحفى وأستاذ الإعلام . قال: كانت ثورة 23 يوليو 1952 تتميز بأن قادتها من الشباب اعمارهم اقل من 40 عامًا وبالتالى هذه الروح كانت موجودة فى قيادات الثورة. وانعكست فى اشكال التعامل مع الشباب فمنذ اتنظيمات الاولى التى انشأتها الثورة. وجدنا الغالبية العظمى من الشباب وكان الشباب يحمون الثورة ويحرصون على تنفيذ اهدافها بالقضاء على بقايا النظام الملكى ومحاربة الفساد وبناء مجتمع يقوم على الحرية والاشتراكية والوحدة وتحقيق الاستقلال وانشاء جيش قوى. كل هذا لان قادة الثورة وضعوا نصب اعينهم بناء كوادر شابة كأول فعل شبابى سياسى منظم للشباب المصرى الذين قاموا بهذه الثورة وساهموا فى القضاء على الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وكفاية الانتاج والعدالة فى التوزيع. لتبدأ حقبة مهمة من العمل الوطنى وبعد النكسة برز دور الشباب وطلبهم ان يكون لهم دور متميز فى الحركة السياسية. واوضح بسيونى انه نشأت فكرة انشاء منظمة للشباب رغبمة من الشباب فى دعم الجبهة الوطنية الداخلية وحمايتها من الشائعات والفساد فى اطار رغبة مجتمعية رفضت الهزيمة. واشار إلى ان الدولة شرعت فى انشاء المنظمة بعد دراسة دقيقة للاستفادة من خبرات الدول الشرقية والتنظيمات الشبابية والاستفادة من تجارب الدول الغربية فى تنوع اساليب العمل الشبابية. وخرجت منظمة الشباب فى ذلك الوقت تحمل طبيعة وطابعًا مصريًا عربيًا متميزًا لا يشابه اى تنظيم فى دولة اخرى. واضاف بسيونى ان نجاح الفكرة الهادفة لتخريج كوادر شابة نجحت بكل المقاييس لانها فتحت المجال امام الجميع من النجوع والقرى والمراكز والمحافظات وصولا للجنة المركزية والمكتب السياسى. لهذا كان لهذا الكيان الشبابى الدور الاهم فى تنفيذ الخطط والبرامج والانشطة والتصدى للشائعات. بإتاحة الفرصة للشباب للرصد والتحليل وقياس الرأى العام ومواجهة الاسعار ومواجهة اى محاولات لاستغلال السوق. فكان الشباب نقطة الاتصال الفعلية مع القيادة ولهذا كان يتم التعامل الفورى مع الشائعات والرد عليها بمشاركة الشباب. وقتها كانوا يقفون فى وجه من يشكك فى مؤسسات الدولة. استطاع الشباب المشاركة الحقيقية فى بناء المجتمع المحلى والمساهمة فى استصلاح الاراضى ومحو الامية واعداد الكوادر الفنية للحفاظ على تاريخ مصر. وفهم طبيعة التعامل مع المصريين والقضاء على حالات الانقسام. كل هذا، والكلام مازال على لسان الدكتور بسيونى، انها كانت تتم وفق برامج التثقيف السياسى واعداد القيادات التنفيذية واعداد كوادر شابة قادرة على التعامل على المستوى العربى والدولى. واختتم بسيونى تصريحاته بان ثورة يوليو استطاعت الحفاظ على مكتسباتها بفضل الشباب الذى قام بها ومازال يدافع عنها واعادة انشاء هذا الكيان مرة اخرى وفق الأسس العلمية سوف يحل مشاكل مصر. حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع. قال: بالتأكيد كان لمنظمة الشباب التى انشئت بعد الثورة اهمية وقيمة كبيرة بعد الصقل والاعداد الذى حصل عليه الشباب فى المنظمة. والتثقيف السياسى الذى كان يوفر لهم فى هذا الوقت والدورات المختلفة التى استطاعت المساهمة الحقيقية فى اعداد كوادر شابة تولت المناصب القيادية لعشرات السنين. بكوادر مدربة لو استمرت على هذا المنوال كانت ستثرى الحياة السياسية، فثورة يوليو كانت من الشباب. ولو استمرت منظمة الشباب فى تأهيل الكوادر الشابة المدربة لاختلفت الخريطة السياسية. كان لثورة يوليو رؤية خاصة فى اعداد الشباب وتدربيهم على فن القيادة ولعل القطب اليسارى عبدالغفار شكر وأحد المؤرخين الذين كشفوا عن الكثير من وثائقها وتفاصيلها وأسرارها وكواليس حدوثها ولديه رؤية وتوضيح للاسباب التى ادت إلى تفكك المنظمة وتراجعها. وطالب عبدالرازق من الاحزاب ان تستلهم تجربة المنظمة فى اعداد الشباب وتهيئتهم واشار إلى ان الواقع أن ذكرى يوليو تدفعنا دوما للاهتمام بالشباب واعداد جيل قادر على تحمل المسئولية علينا ان نستلهم التجارب الناجحة فى ذكرى ثورة يوليوبإعادة الروح إلى الشباب واستغلال طاقاتهم واعدادهم العلمى والاستفادة من قدراتهم. باستلهام التجارب والتعلم من النماذج التى ساهمت فى الحفاظ على مصر وتخرجت فى منظمة الشباب ومازالت تعطى دائما بأفكارها. فاعداد الكوادر الشابة وصقلهم كان احد أهداف ثورة يوليو التى قامت من أجلهم وعلى اكتافهم. فثورة يوليو كان لها بالغ الاهتمام باعداد الكوادر الشابة التى كان لها دور محورى فى تولى القيادة من خلال تواصل الاجيال وستظل يوليو علامة فارقة فى تاريخ الوطن.