توافد الآلاف ظهر الجمعة علي ميدان العباسية في تظاهرة حب وتأييد للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, حيث احتشدوا بالميدان مرددين الهتافات المؤيدة للمجلس العسكري في إدارة البلاد رافعين أعلام مصر واللافتات المؤيدة للمجلس العسكري. وقد أغلق المتظاهرون ميدان العباسية بكافة جوانبه في الوقت الذي أدوا فيه صلاة الجمعة وسط الميدان, بينما ردد المواطنون الذين اعتلوا المنصة الرئيسية التي اقيمت بوسط الميدان الهتافات التي تناشد المجلس العسكري عدم ترك البلاد في هذه الظروف الراهنة إلا بعد أن يكون هناك مجالس تشريعية منتخبة. وقد رفعت المشاركات في المسيرة من السيدات المصاحف والصلبان في مشهد للوحدة الوطنية, وردد المتظاهرون هتافا واحدا هو "الجيش والشعب يد واحدة" في حين رفع علي جوانب الميدان اللافتات المؤيدة للمجلس العسكري والمؤيدة للانتخابات البرلمانية و"مصر فوق الجميع". ووضع فوق المنصة الرئيسية لافتة كبيرة تحمل صورا لأعضاء من المجلس الأعلي للقوات المسلحة يتصدرها المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من أعضاء المجلس العسكري. وشدد المحتشدون علي ضرورة ألا تتحدث مجموعة بعينها باسم الشعب المصري، وعلي ضرورة إحترام حرية الرأي والرأي الآخر في ظل ديمقراطية لاتحتكر المطالب. وردد المؤيدون للمجلس العسكري الهتافات التي تنادي باسم مصر أولا وأنها فوق الجميع، كما شددوا في هتافاتهم علي أن الجيش والشرطة والشعب يدا واحدة. وطلب المتظاهرون من القنوات الفضائية ألا تنحاز لفئة ضد أخري، وأن تعبر في تغطياتها الإخبارية عن آراء جموع الشعب المصري، وألا تركز علي فئة بعينها خاصة المتوجدين في ميدان التحرير. وكان المتجمهرون بميدان العباسية قد أدوا صلاة الجمعة وسط الميدان، بينما طالب الإمام في خطبته جموع الشعب المصري الوقوف إلي جوار المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتأييده. وأضاف خطيب الجمعة أن الجيش المصري الباسل هو الذي دافع عن ثورة 25 يناير والثوار داعيا إلي إقامة تظاهرات مليونية لتعمير البلاد وزرع مليون شجرة عوضا عن ما أسماه مليونيات الخراب والدمار والعنف. ودعا خطيب الجمعة للجيش المصري بالعزة والنصر، مؤكدا أهمية الحفاظ عليه وعدم المساس به.. معتبرا أن دعوة البعض إلي حشد التظاهرات المليونية بميدان التحرير إنما يدعو في حقيقته إلي الوقيعة بين الجيش والشعب. ومن جانبهم أكد المحتشدون في ميدان العباسية أنهم خرجوا بإرداتهم الحرة للتعبير عن رأيهم ولم يحركهم سوي ضمائرهم وحبهم لمصر بإعتبارهم جزءا من الأغلبية الصامتة التي تعبر عن جموع الشعب المصري والذي يتعدي 80 مليون مواطن. وقد اعتلي المتظاهرون الكباري بميدان العباسية في الوقت الذي رفع بعضهم لافتات تؤكد أنهم أتوا من مختلف محافظات مصر للتعبير عن حبهم لمصر وتأييدهم للمجلس الأعلي للقوات المسلحة من أجل غد أفضل لهم ولأبنائهم، كما رفع المتظاهرون اللافتات التي تشيد ببطولات وانجازات المجلس العسكري ودوره الوطني ورغبته السابقة في تسليم السلطة إلي مجالس منتخبة. وتصدرت لافتة للمشير طنطاوي والفريق سامي عنان تشير إلي الدور الحاسم للمجلس العسكري في إتمام الصلح بين حركتي فتح وحماس في فلسطين. وفي الاسكندرية، إنطلقت مسيرة من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم اليوم عقب صلاة الجمعة للمطالبة بسرعة إنهاء المرحلة الانتقالية ونقل إدارة البلاد إلي سلطة مدنية، رافعين الأعلام المصرية. وشارك عدة آلاف مواطن في المسيرة التي ضمت عددا من القوي السياسية بالإسكندرية ومنها '6 إبريل، وكفاية، ولازم، وكلنا، الثوريين الإشتراكيين'، بالإضافة إلي عدد من القوي السياسية. وأشارت بعض الحركات السياسية إلي عزمها الإعتصام بميدان سموحة بعض أن فشل الإعتصام خلال الأيام الماضية بسبب إنتشار الغاز المسيل للدموع الناجم عن المصادمات بين عشرات المتظاهرين وقوات الأمن التي تؤمن مديرية أمن الإسكندرية. ومن جهته أخري طالب الشيخ أحمد المحلاوي إمام مسجد القائد إبراهيم وأحد أقطاب الحركات الإسلامية المواطنين بالمشاركة في الإنتخابات البرلمانية المقبلة لإختيار أفضل العناصر التي تمثلها في البرلمان المقبل، مشيرا إلي أن الأحداث الحالية لا تصب في صالح المرحلة الحالية. وأضاف أن الأحداث الأخيرة التي يشهدها ميدان التحرير وبالإسكندرية لا ينتج عنها سوي المصابين والشهداء الذين تراق دماؤهم، مطالبا جميع القوي السياسية بالتكاتف من أجل المرور من تلك المرحلة الهامة من التاريخ المصري. وأمنت الآلاف المحتشدة بساحة مسجد القائد إبراهيم علي دعاء الإمام المحلاوي في دعاء القنوت خلال صلاة الجمعة، بأن تمر مصر بسلام خلال المرحلة الإنتقالية، وأن يولي الله من يصلح البلاد، وأن يحفظ الله مصر.