لا تخطئ العين مآذن الأزهر الشريف الشامخة وسط القاهرة مثلها مثل الأهرامات الثلاث تحكى كل يوم تاريخ بلدنا المجيد من وطنية ونشر لصحيح الإسلام الحنيف بعيدا عن التشدد والشطط ، والأزهر من لدن إنشائه إلى وقتنا هذا محط أنظار العالم فمن يأتي زائرا دون المرور على الأزهر والالتقاء بمنابر النور الذي تديره فكأنما لم يفعل شيئا ، عن الأزهر ودوره الوطني حدث بلا حرج وقل ما شئت فلن يسعك زمن ولا مجلد وهنا نلقي الضوء على جزء من صفحاته الخالدة : ننطلق في صفحة مهمة من تاريخ امتنا المجيدة الأزهر الشريف فيها يتصدر راية الكفاح والجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1798 حيث بدأت الحملة الفرنسية ومعها كان الموعد لمقاومة المحتل الفرنسى الذى لم يقص لهم التاريخ أن أحد ملوك بلادهم ضمن الحروب الصليبية قد أسر فى بيت بن لقمان بالمنصورة وهو الملك لويس قائد جيوشهم، ومن معارك الصليبيين والتتار والحملة الفرنسية يكون المصريون على موعد جديد مع الجهاد ومقاومة المحتل الإنجليزي الذى جاء إلى مصر مقبرة الغزاة فى عام 1882 م هنا تتوحد صدور شيوخ الأزهر صفًا واحدًا ضد الاحتلال الإنجليزي وبسواعد شبابه وطلابه فى طليعة المصريين عمالًا وفلاحين ومثقفين، تتشكل الحركات الفدائية من كل مكان لتدك الأرض تحت جيوش الدولة العظمى بريطانيا المنتصرة فى الحرب العالمية الأولى آنذاك . لقد كان لشيوخ الأزهر دور كبير فى إشعال الروح الوطنية ضد المحتل الإنجليزي، خاصة عندما حاول المحتل الإنجليزي زرع الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط فى مصر، فكان الأزهر صمام الأمان الذى فطن لمحاولات المحتل، وتعاون شيوخ الأزهر والقساوسة الأقباط، وخطبوا فى الأزهر والكنائس ضد المحتل الإنجليزي وخرجت التظاهرات ليتعانق فيها الهلال مع الصليب فى ثورة 1919م أذكى الأزهر روح الثورة ضد الاستعمار البريطاني، وكان الأزهر معقلًا للحركة الوطنية تنطلق منه جماهير الشعب، حتى إن المندوب السامي البريطاني طلب من شيخ الأزهر أبى الفضل الجيزاوى آنذاك إغلاق الأزهر، ولكنه رفض، وبقى الأزهر يتحدى السلطات الاستعمارية. وفى ثورة 1952 بارك الأزهر الشريف حركة الضباط الأحرار ضد طغيان الملك.. ولا أحد ينسى موقف الجامع الكبير من التحالف الفرنسى البريطانى الإسرائيلى عام 1956م، وكان هدفهم إصابة المصريين بالصدمة والخوف من مواجهة ثلاث دول معتدية كان هدفها القضاء على حلم الشعب المصري في الاستقلال وطرد المحتل الانجليزي الذي جثم على صدور العباد والبلاد طيلة سبعة عقود ، فذهب الزعيم جمال عبد الناصر للخطابة من فوق منبر الأزهر كرمز تاريخي، وألقى خطبته التاريخية التى كانت علامة فاصلة فى الأحداث وقتها، ليعلن عدم استسلام مصر ووقوفها صامدة مقاومة ضد العدوان الثلاثي. فالأزهر كان وسيظل صمام الأمان ضد أى مؤامرة خارجية للنيل من وحدة هذا الوطن وهو منارة العلم التى أنجبت للإنسانية علماء لا يخفى فضلهم على مجتمعاتهم ويواصل الأزهر الشريف مواقف الكفاح من أجل الوطن و يستمر علماؤه وطلابه فى خندق الدفاع وتصدر طلائع الكفاح والدعوة إلى الجهاد والدفاع عن مصر ولا تكفى مجلدات لتسطير مواقف الأزهر الوطنية ضد كل عدوان على مصر وها هو برجاله وطلابه وشيوخه وخريجيه فى مصر والعالم يتحولون إلى سفراء لشرح فظائع العدوان الصهيوني على مصر فى 56 و67 ويكون هو رمز من الرموز القوية التي ساندت الجيش المصرى العظيم فى حرب العزة والكرامة واسترداد الأرض في رمضان 1973م وينتشر رجال الأزهر فى كل الميادين وفى المساجد للوقوف جنبا إلى جنب مع الجيش المصرى فى حربه ضد إسرائيل ويتواصل عطاء الأزهر الشريف في بيان 3 يوليه 2013 م عندما أعلن شيخ الأزهر الدكتور الطيب انضمامه إلى الثورة في البيان الشهير بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ، يا سادة حتى تبقى مصر قوية لابد لها من مؤسسات قوية تحفظ استقرار مثل الجيش والشرطة والأزهر الشريف فالجيش والشرطة ضمانة أمنية قومية للبلاد من العبث بمقدراتها والأزهر ضمانة عالمية للفكر المعتدل والوسطية المنشودة ، اتركوا الأزهر لشيوخه وانشغلوا بإموركم أنتم ، الأزهر كان وما زال وسيظل مهوى الأنفس والأفئدة والعقول ، اتركوا الطيب فهو أحد العمالقة الذين قادوا الأزهر والذين صنعوا له تاريخا مجيدا يعمل وادعوا لمصر وله بالخير ................................. مدرس بالأزهر