جولة فى الأسواق تكشف أننا السبب .. وأن الترشيد أصبح ضرورة يا ترى إيه أخبار الأسعار فى رمضان «سؤال سألناه لبعض جيراننا وأصدقائنا وعندما صدموا بالواقع قررنا النزول للأسواق لتصيبنا الدهشة والصدمة ولولا أننا رأينا بأعيننا ما كنا صدقنا. المهم «اللهم إنا صائمون» تعالوا معنا فى الجولة التى وجدنا فيها وفجأة وبدون مقدمات اشتعلت فى اليومين السابقين أسعار الخضراوات والفراخ واللحوم والأسماك والمبرر «كل سنة وأنت طيب» أول رمضان ورغم هذه الزيادة التى لم تجد لها رقيبًا ولا حسيبًا كان توافد الناس على الشراء «المحموم» مثيرًا للدهشة. بداية جولتنا كانت بسوق الخضار وحدث ولا حرج كل الخضروات أسعارها الضعف.. فورق العنب الذى لم يكن يتعدى سعره 12 جنيهًا وصل فى أول يوم رمضان إلى ما بين 25 إلى 35 جنيها والكرنب الصيفى الذى لم يكن يتجاوز الخمسة جنيهات وصل إلى 15 جنيهًا والبائع لا وقت عنده للفصال فإما أن تتخذ قرارك بالشراء بالسعر الذى يحدده وإما أن تترك البضاعة لأن جارك لديه استعداد لشرائها بأغلى من ثمنها. تقول عزة: فوجئت بأن الأسعار زادت بصورة مستفزة أول يوم رمضان فالكوسة التى لم يكن سعرها يتعدى 4 جنيهات اشتريتها ب 12 جنيهًا والفلفل الألوان سعره وصل 20 و25 جنيهًا للكيلو أما الملوخية فوصلت إلى 10 جنيهات للكيلو والبامية 35 جنيهًا بعد أن استقرت عند 15 جنيهًا منذ أسبوع. عزة مثل غيرها من بعض المصريين قررت أن تشترى احتياجاتها فقط وتشتريها بشكل عادى لكنها لم تستطع مقاومة غلاء الاسعار الذى زاد عن الحد. وتتفق معها فى الرأى السيدة نها التى تركت لعم على بائع « الخس والكابوتشى» ما اشترته عندما وجدته يرفع السعر بصورة كبيرة وعندما جادلته وجدته يقول «لو مش عاجبك السعر سيبيه» تقول «نها» قلت له «لن أشترى والحاجات عندك» لأجده ينادينى ويقول يا أستاذة أنت زبونتى خدى اللى انت عاوزاه فقلت له سأشترى بسعر الأمس فوافق على مضض. لكن أكثر ما يحزن «نها» كما تقول «إن الناس سلبية فلو كل واحد فينا ترك للبائع سلعته ومشى سيناديه ليشترى بالسعر الذى يرضى ربنا. نها صدمها الارتفاع المستفز فى أسعار الخضراوات ومنها الطماطم التى بدأت فى الارتفاع مرة أخرى والبصل الذى بعد أن استقر سعره عند 3جنيهات ونصف بدأ فى الارتفاع مجددا والبطاطس التى لم تكن تزيد عن 4 جنيهات والتى ارتفعت وان لم يكن ارتفاعها بنفس الجنون الذى وصلت إليه الأصناف الأخرى من الخضراوات. سوق الفراخ الفراخ والبط والحمام حكاية أخرى من حكايات الاستغلال والذى يشارك فيه المواطن باصراره على شراء كميات أكبر فقد وصل سعر كيلو الفراخ « البيضاء « فى أول يوم رمضان إلى 40 جنيها بعد أن ظل الشهر الماضى تراوح بين 26 و27 جنيها ليرتفع إلى 31 جنيها بعد قرار وزير التموين بزيادة سعر الفراخ المجمدة ليصل مع أول يوم رمضان إلى 40 جنيهًا والسبب كما يقول خالد «بائع فراخ» إلى تاجر المزرعة الذى يرفع سعر البضاعة فقد أتفق معه على سعر معين قبلها بيوم لأجده فى اليوم التالى وقبل تحميل السيارة بالبضاعة يخبرنى بأن السعر زاد «وطبعا مضطر أرفع السعر للزبون». تقول أم عادل: اشتريت جزءًا من احتياجاتى قبل رمضان بأسبوع وكانت الفراخ ب 32 جنيهًا واليوم ذهبت لشراء فرخة زيادة لأن ابنتى ستحضر للافطار معى لأجده يخبرنى بأن الكيلو ب 40 جنيهًا وطبعا لم يكن أمامى حل سوى الشراء بالسعر الجديد وأنا أردد: «حسبى الله ونعم الوكيل». المثير للنظر وكم تقول أم زياد إن الفلاحات اللاتى يأتين من القرى إلى المدينة للبيع لم يرفعن السعر فأم محمد مثلا تأتى من الفيوم إلى مدينة 15 مايو لتبيع اللبن والجبنة والزبدة والفراخ والحمام والبط ولم ترفع الأسعار لزبائنها فباعت لهم كيلو الفراخ البلدى ب 35 جنيها وكيلو البط ب 50 جنيها بعد أن كان سعره 45 جنيهًا والحمام ب 45 جنيهًا والأصغر ب40 جنيهًا. تقول أم أحمد « باعافر مع الفلاحين فى بلدنا عشان أشترى أرخص» لأن الأهم عندى أنى لا أخسر زبائنى وأبيع لهم بالسعر اللى يرضيهم وأكون كسبانة فيه بالحلال «لأنى لو دعوا عليا ممكن يضيع كل رأسمالى والحمد لله ربنا يكملها بالستر» حكمة تؤمن بها أم محمد التى تسعى على أولادها وتحضر يومًا واحدًا فى الأسبوع تبيع فيه ما تحمله من خيرات الريف لتعود إلى بلدها وتنطلق إلى مكان اخر تبيع فيه بنفس المبادئ. سوق السمك رغم أن الأسماك تغيب عن أغلب موائد الإفطار فى أول يوم رمضان الا أن أسعارها حاولت الحفاظ على ثباتها وان كانت قد سجلت انخفاضا لم يتعد الجنيهات القليلة حيث تراوح سعر السمك البلطى ما بين 25 جنيهًا إلى 28 بعد أن وصل إلى ما بين 35 إلى 40 جنيهًا فيما تباينت أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة، وتراوح سعر البلطى بين 21 و25 جنيهًا للكيلوجرام، وسجل قشر البياض 26 جنيهًا، وتراوح سعر البورى الممتاز بين 33 و37 جنيهًا، والبورى العادى تراوح سعره بين 25 و30 جنيهًا، وسجل سعر سمك الثعابين 120 جنيهًا.وتراوح سعر فيليه البلطى بين 22 و58 جنيهًا، وهبط سعر البربون المجمد إلى 16 جنيهًا، وسجل سعر سمك الماكريل 25 جنيهًا، وبلغ سعر البلطى الأسوانى 23 جنيهًا، والمكرونة السويسى 60 جنيهًا، وتراوح سعر الجمبرى المجمد بين 40 و70 جنيهًا. وبلغ سعر السبيط 70 جنيهًا للكيلوجرام، والقراميط ب17 جنيهًا، والبياض البلدى ب26 جنيهًا، والكابوريا ب50 جنيهًا، والمكرونة المجمدة ب15 جنيهًا. ورغم أن أسعار الجملة نزلت إلا أنها فى المحلات ما زالت مرتفعة رغم عدم الإقبال عليها فى رمضان. الألبان والسحور قبل رمضان بيومين قام كل تجار الألبان برفع السعر ليصل كيلو اللبن السائب إلى 10 جنيهات مع ثبات العبوات التى تنتجها الشركات وهو 13 جنيهًا للكيلو فيما زاد سعر علبة الزبادى «العادى» التى تباع لدى محلات الألبان لتتراوح بين 2.5 إلى 3 جنيهات أما أصحاب المطاعم فحدث ولا حرج فلا يوجد شىء اسمه «شوية فول للسحور ب 2 جنيه» أقل سعر 3 جنيهات و5 جنيهات لتكفى أسرة مكونة من 4 أفراد فاذا أردت شراء شوية فجل وجرجير فاعمل حسابك أن الربطة أصبحت ب جنيه أى أن وجبة السحور لزوجين واثنين من الأولاد لو قرروا يأكلوا فول وعيش وزبادى وحزمتين جرجير حوالى 25 جنيهًا أى أنهم محتاجون فقط للسحور 750 جنيهًا خلال الشهر الكريم. حماية المستهلك فى نهاية الجولة كان لابد أن نسأل أين الرقابة؟! لنجيب بأن الاجابة تبدأ من أنفسنا ويكملها لنا اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك بالقول بأن نقوم بترشيد استهلاكنا وشراء ما نحتاجه فقط. فليس مقبولا أن نستمر على حالة التبذير التى تعودنا عليها وخاصة فى شهر رمضان. ورغم ذلك والكلام للواء عاطف: «فنحن مستمرون فى الرقابة على الأسواق خاصة فى السلع الأساسية للتأكد من توافر السلع بالأسواق وطرحها للمواطنين، ومنع احتكار السلع وتعطيش الأسواق واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين وإحالتهم للنيابة العامة. أرقام رئيس جهاز حماية المستهلك قال لنا الحل وهو « ترشيد الاستهلاك « وللأسف هى جملة لا يعرفها المصريون الذين ترتفع معدلات استهلاكهم السلع الغذائية فى رمضان بنسبة 70% ولمنتجات اللحوم والدواجن بنسبة 50 % بل الأكثر أنه فى خلال الأسبوع الأول من رمضان يتناول المصريون حوالى 2.7 مليار رغيف خبز و10 آلاف طن فول و40 مليون دجاجة. وفى نهاية الشهر يكون المصريون قد أنفقوا ما بين 30 إلى 45 مليار جنيه من إجمالى إنفاقهم السنوى على الغذاء والذى يصل إلى إلى 200 مليار جنيه بحسب جهاز الاحصاء. وفى دراسة لمركز الدراسات المالية، جاء فيها أن المصريين ينفقون نحو 1.5 مليار يوميًا على الطعام والشراب خلال شهر رمضان، مع نسبة فاقد لا تقل عن 60%، يكون مصيرها صناديق القمامة، وتزداد إلى 75% فى العزومات والولائم. وأشارت الدراسة إلى أن مصروفات شهر رمضان تعادل تكاليف 90 يوما عاديا، وأن 83% من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية خلال هذا الشهر لتتضاعف النفقات بسبب العزومات والولائم الجماعية بنسبة 23% بالمقارنة بالأشهر العادية.