تفاصيل كاملة عن البرنامج» الذى يشغل العالم لم يستبعد الكثير من المراقبين قيام حرب شاملة قد تتطور لنووية بعد تصاعد الخلافات الأمريكيةالإيرانية التى وصلت لحد التلاسن اللفظى والتهديد بحرب شاملة واسعة النطاق لن تقتصر بأية حال على الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران بل ستشمل قوى إقليمية قد تؤدى بالمنطقة بأسرها للهاوية فيما يشبه الحروب العالمية السابقة الأولى والثانية. والأكيد أن الكثير من القوى الإقليمية لها ثأر سواء مع إيران أو الولاياتالمتحدةالأمريكية فكوريا الشمالية والصين وروسيا قد تتدخل لصالح إيران أما المحور السنى فى المنطقة العربية سيساند الولاياتالمتحدة لما مثلته إيران من تهديد حقيقى لاستقرار أمن هذه الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وغيرها من دول المنطقة التى تعيث فيها الميليشيات الشيعية التابعة لإيران فسادًا. والأكيد أن الداخل الأمريكى ورغم تمريره للاتفاق النووى الإيرانى فى عهد أوباما يعارض الاتفاق النووى مع ايران لاسيما من قبل الموالية لإسرائيل لذلك سيكون من السهل على الرئيس الأمريكى الجديد ترامب حشد الداخل الأمريكى تأييدًا لهذه الحرب على إيران لاسيما أن أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهورى انتقدوا هذا الاتفاق، منوهين بأنه يسمح لإيران بتطوير القنبلة النووية مستقبلًا الأمر الذى يهدد مصالح أمريكا وإسرائيل فى المنطقة. إلا أن تكلفة هذه الحرب ستكون باهظة على الإدارة الجديدة التى تسعى فى بداية عهدها لترشيد النفقات لاسيما فى تمويل الحروب بمعنى أوضح نحن ندافع وغيرنا يدفع وهو ما وعد به ترامب أنه لا خدمة مجانية بعد الآن لذلك ستكون هذه الحرب عبئًا ثقيلا على دول المنطقة المتضررة من التغول الإيرانى فى المنطقة وهذه الدول تعانى أصلًا من أزمات مالية طاحنة. أما على الجانب الإيرانى فلا شك أن النبرة التهديدية للولايات المتحدة أصبحت أكثر صخبًا وتحديًا بما يشى بقدرات عسكرية إيرانية لا يستهان بها فالتهديد الإيرانى بضرب المصالح الأمريكية أصبح بمنتهى القوة بلا يد مرتعشة بما يعكس قدرات قتالية عالية المستوى. وللوقوف على قدرات إيران لاسيما النووية يجب طرح خريطة المنشآت النووية الإيرانية حيث تتوزع المواقع النووية بين أربعة أفرع رئيسية وهى مراكز البحث، ومواقع التخصيب، والمفاعلات النووية، ومناجم اليورانيوم. فإيران لديها مفاعلات نطنز وهو مفاعل لتخصيب اليورانيوم مساحته 100 ألف كم مربع أنشئ تحت الأرض ب8 أمتار ومحمى بجدار سمكه 2.5 متر يحميه جدار آخر خرسانى. ومفاعل بوشهر والذى ويمكنه أن ينتج مادة البلوتونيوم المنضب الذى يستخدم لأغراض نووية. وفى مفاعل أصفهان تتم تنقية اليورانيوم من الشوائب هناك من أجل تحويله كيميائيًا إلى غاز هكسا فلورايد اليورانيوم ومن ثم يتم تبريده وتنظيفه إلى أن يصير صلبًا. وفى مصنع أردكان يتم بناء موقع الوقود النووى فى أردكان وقد ذكر أنه تم الانتهاء منه فى منتصف 2005. وفى مفاعل أراك بدأت إيران منذ عام 1996 فى بناء منشأة لإنتاج الماء الثقيل وقد أعلنت طهران رسميا بدء إنتاجه فى 28 أغسطس 2006. وهناك مفاعل فوردو تحت الأرض بمنطقة جبلية حصينة جنوب العاصمة طهران لإنتاج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان. وفى منجم ساغند تم الكشف عن وجود خام اليورانيوم فيه عام 1985، وكان من المزمع أن يبدأ المنجم والمصنع فى العمل مع بداية عام 2006، باستخدام 120 طنًا من اليورانيوم الخام لإنتاج من 50 إلى 60 طن يورانيوم سنويًا. وتطور إيران فى جيهان منجمًا ومصنعًا جديدًا لإنتاج 24 طنًا من «الكعكة الصفراء» سنويًا. كما توجد مفاعلات أخرى فى مناطق دارخوين ورامانداه ولشكر أباد وأردكان. كما لدى إيران عدد من مراكز الأبحاث النووية فى مركز جورغان، ومركز جابر بن حيان للأبحاث والتحويل، ومركز درمند لأبحاث فيزياء البلازما، ومركز جامعة شريف للبحوث النووية، ومركز بوناب للبحث والتطوير، ومركز معلم كالايه للبحوث النووية. وهناك تخطيط لإنشاء مفاعل نووى جديد فى منطقة خوزستان للانصهار النووى وتم رصد 8 ملايين دولار و50 خبيرًا وقال مدير أبحاث الانصهار النووى فى إيران إن دراسات المشروع ستستغرق سنتين، وستحتاج إيران إلى عشر سنوات لتصميم المفاعل التجريبى وتصميمه هناك. يذكر أنه تم إطلاق برنامج إيران النووى فى فترة خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولاياتالمتحدة جزءًا من برنامج «الذرة من أجل السلام». حيث شاركت الولاياتالمتحدة والحكومات الأوروبية الغربية فى البرنامج النووى الإيرانى إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979 وأطاحت بشاه إيران. بعد الثورة الإسلامية عام 1979، أمر روح الله الموسوى الخمينى بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، إذ كان يعتبر هذه الأسلحة محظورة بموجب الأخلاق والفقه الإسلامى، ولكنه أعاد السماح بإجراء بحوث صغيرة النطاق فى الطاقات النووية، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية العراقية، وقد خضع البرنامج لتوسع كبير بعد وفاة روح الله الخمينى فى عام 1989، وقد شمل البرنامج النووى الإيرانى عدة مواقع بحث، اثنين من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث، ومرافق معالجة اليورانيوم التى تشمل محطات تخصيب اليورانيوم الثلاثة المعروفة. وقد بدأ التوتر مع وكالة الطاقة الذرية فى عام 2003 حيث حذرت الوكالة من سرية بعض الأنشطة النووية الإيرانية التى قد تتطور لإنتاج أسلحة نووية وأن بعض أنشطته أصبحت سرية وصدر تقرير من الوكالة فى نوفمبر من نفس العام يوصى بتعليق برامج تخصيب اليورانيوم فى إيران وتم فرض عقوبات عليها لرفضها القيام بذلك. وصدر ضد إيران 7 قرارات وهى : قرار رقم 1696 )31 يوليو 2006(، وقد طالب إيران بتعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم استنادًا إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. والقرار 1737 )23 ديسمبر 2006(، وقد فرض العقوبات بعد أن رفضت إيران تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم، وطالبت بقطع التعاون النووى. والقرار 1747 )24 مارس 2007(، وقد وسعت لائحة عقوبات الكيانات الإيرانية. وقرار المجلس رقم 1803 )3 مارس 2008( لتمديد تلك العقوبات إلى أشخاص وكيانات إضافية، وفرض قيود على سفر الأشخاص. و القرار رقم 1835 )27 سبتمبر 2008( التأكيد على القرارات الأربعة السابقة. والقرار 1929 )9 يونيو 2010( فرض حظر الأسلحة الذى تفرضه كاملًا على إيران، كما منعت إيران من أى أنشطة تتعلق بالصواريخ الباليستية، كما أذنت بتفتيش ومصادرة الشحنات التى تنتهك هذه القيود، وتمديد تجميد الأصول للحرس الثورى الإيرانى )الحرس الثورى( وخطوط شحن جمهورية إيران الإسلامية. وتمّ تمديد القرار 1984 )8 يونيو 2011( لمدة 12 شهرًا أخرى لإنشاء ولاية فريق من الخبراء بموجب القرار 1929. وفى يوليو من عام 2016 تم التوصل لاتفاق بين إيران ودول خمسة + 1 على تعليق العقوبات المفروضة على إيران مقابل التزامها بتطبيق الاتفاق النووى وإخضاع منشآتها النووية للمراقبة مع رفع العقوبات التى جمدت أصول إيرانية تصل لأكثر من 100 مليار دولار مع السماح ببيع النفط والمشاركة فى حركة التجارة العالمية مع استمرار الحظر المفروض على استيراد تكنولوجيا الصواريخ الباليستية لمدة 8 سنوات قادمة.