كم الجرائم المأساوية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، تنذر بأن المجتمع المصري صار يجلس على فوهة بركان، فتلك الجرائم البشعة التي انتشرت في الشارع، رغم كثرتها، إلا أن هذا ليس فقط ما يدعو للقلق، ولكن بشاعة تلك الجرائم هي الجانب المظلم، فبعض تلك الجرائم ترتقي حقًا لأن تستحي منها الشياطين. فقد وقع خلال الأيام الأخيرة العديد من الجرائم البشعة، من أخطرها حادثة الطفلة "جنا"، والتي تبلغ من العمر عامًا وثمانية أشهر، والتي أطلق عليها إعلاميًا «طفلة البامبرز»، هي من أبشع الجرائم الإنسانية على وجه الأرض. هذا يدفعنا إلى أهم سؤال، وهو ما هي الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الجرائم البشعة في الآونة الأخيرة؟ إن الفترة الأخيرة فقدنا جزءا كبيرا من أخلاقنا وسلوكنا، وأصبح الغلط منتشرا بصورة كبيرة، وطغى على الصحيح، بالإضافة إلى أن الظروف والمتغيرات البيئية في حياتنا جعلت الناس تفقد الثقة في بعضها، ومحاولتهم إشباع رغباتهم على حساب الآخرين، حتى لو كانوا المقربين منهم، وأصبحنا لا نخاف الله وانعدمت ثقتنا الوطيدة به، مما أدى إلى انعدام الضمير بداخلنا. أن الجانب النفسي خارج من الظروف الحياتية والبيئية والمتغيرات الموجودة في المجتمع مع الظروف الأسرية والنفسية الموجودة، إضافة إلى غياب التثقيف الديني والنفسي، مما أدى إلى استحلال المنكرات وانتشار التحرش والقتل والاغتصاب، كما أن افتقادنا للقيم والدين والأخلاق، أوصلنا لعدم الاستقرار والاستمتاع بحياتنا، لذلك نحتاج إلى تقوية الصلة بالله مع التثقيف الديني؛ لتجنب تلك الجرائم. أن الثقافة أخلاقيات وتعاملات وتدين، وكل ما له علاقة بين الناس وبعضها البعض، وبالتالي فإن الانحدار الثقافي، السبب في الانحدار الأخلاقي، وأيضًا السبب فيما وصلنا إليه الآن. كما أن الدين أصبح عبارة عن شكليات، وأصبحت تعاملاتنا بعيدة كل البعد عن السماحة الدينية؛ لذلك استمرار تزايد الانهيار الثقافي، يعني أن الانهيار الأخلاقي مستمر، وبالتالي فالقادم أسوأ، وستتزايد هذه الجرائم بقوة. والحل من وجهة نظري، يكمن في هذه النقاط، وهي: تطبيق عقوبة الإعدام على مرتكبي هذه الجرائم، بكل قوة، ما دامت الجريمة ثابتة بالأدلة، وأيضا الإسراع في الحكم على مرتكبيها حتى يكونوا عبرة لغيرهم في أسرع وقت ممكن وهذا هو الحل القانونى والقضائى. أما الحل الثقافي يكمن في ثورة ثقافية ليعود بها المواطن المصري قبل عام 1970؛ لأن في ذلك الوقت البلاد كانت عبارة عن دولة أوروبية وحضارية وحضارة شرقية وكنا مسلمين فعلًا واسمًا. يجب أيضا على الدوله بكافة مؤسساتها بالاهتمام بالتعليم لتربية نشئ وجيل صالح والإعلام من خلال المسلسلات التي تعتبر رسالة يجب التعلم الأخلاق والقيم منها، وليس عكس ذلك. في النهاية أقول أنه بالرغم أنها ليست ظاهرة اجتماعية، إلا أن «معظم النار تبدأ من مستصغر الشرر».. والمطر الغزير يبدأ بقطرات قليلة.. لذلك يجب علينا عدم التهوين والتهويل، من هذه المشكلة الكارثية ومواجهتها بكل قوة وصرامة.