دائما ما نسمع هذه العبارة “فكرخارج الصندوق” شاع إستخدام هذا المصطلح وكثر من يرددونه داعين لتفكير إبداعي للإتيان بحلول جديدة مبهرة لأخطر المشاكل و الأزمات، ودائما ما تجد هذه الطريقة نتائج مذهلة وغير متوقعة وبوسائل بسيطة لم تكن في الخيال ،التفكير خارج الصندوق هو تفكير منطقي لكن بطريقة غير عادية و بعيدا عن النمطية و المألوف، كل التحولات العظيمة في عالمنا بدأت بفكرة خارج الصندوق أمن بها أصحابها و عملوا من أجل تحقيقها ،دعوة للتفكير خارج الصندوق لنساعد أنفسنا علي حل مشاكلنا ومن أهم أخطر تلك المشاكل وأحرج الازمات هي مشكلة البحث العلمي في بلادنا . اننا للاسف مازلنا نعاني من مشاكل كثيرة في النهوض بالبحث العلمي من اجل التقدم والنهضة والرفعة لبلادنا ، ليس السبب انعدام المخلصين الوطنين من أبناء الوطن الذين يتبنون علاجها أو يتحمسون له وإنما السبب الرئيسي هو عدم وجود جهد متكامل يتخذ صفة المؤسسة والحرفية يكون قادرا على إخراج هذه الأفكار والاخترعات والابتكارات في صورة مشاريع قومية قوية وناجحة تؤدي الغرض من إنشائها ولا تكون عملية شراء مكاتب وتوزيع أرزاق ورواتب فقط. اننا نفتقد لخطة وسياسة إستراتيجية واضحة لحل ازمة البحث العلمي ،ليس لدينا حتي الان صناديق متخصصة في تمويل البحوث العلمية ولا ما يسمي بصناعة المعلومات ،ولا مراكز أو هيئات للتنسيق بين المؤسسات البحثية ،ولا حرية أكاديمية كافية، كتلك التي يتمتع به الباحث الغربي ،وقد وصل بنا الحال إلى تهميش الكوادر البحثية ،الامر الذي ادي الي تهجير هذه النخب العلمية إلى بلاد الغرب لتجد هذه العقول البيئة العلمية المناسبة لها،والمعززة لمواهبها وقدراتها. تعاني النخب العلمية في بلادنا حتي الان ، أن كثيرا من الافكار والاخترعات والابتكارات تتوقف عند كتابتها على ورق ثم تلقي في غياهب الاهمال والنسيان،الا إذا حركها مقاول ذكي ، أو مستثمر واصل ، اكتشف فائدتها فجعلها العصا السحرية التي ستحل مشاكل المجتمع ، والسؤال لماذا لا يستطيع العلماء أن يفعلوا شيئا بعد كتابة أفكارهم واخترعاتهم ،إى متى سيبقى علمائنا من مخترعين ومبتكرين أسرى لأهمال الدولة التي لا تكتشف أخطائها إلا بعد أن تقع المصائب ،لماذا لا يتم الاهتمام بهم بترتيب متفق عليه من المصالح المشتركة بين هؤلاء الكوادر العلمية والدولة التي تصب في مصلحة المواطن والمجتمع في آخرها بالطبع ؟!! كل هذا جعلني بعد تفكير عميق وتأمل ،أتسال كيف يمكننا خدمة البحث العلمي وخدمة أفكار واخترعات وابتكارات علماء لم اجد لهم وصف افضل " كنوز بشرية مفقودة " الذي اهملتها الدولة ،و لم يتوفر للمجتمع حتي الان الوعي الكافي لدعمها ؟!!كيف يمكن ذلك بحلول من خارج الصندوق وبدون معاناة هؤلاء العلماء المخلصين من التعرض لمشاكل إدارية واقتصادية وتنظيمية تمنعهم من أن يؤدوا هدفهم و يخسرون أنصارهم ، ويخسرهم بذلك المجتمع؟!!لماذا لا نستطيع أن نقوم بتأسيس كيان عبارة عن " منظمة ، مؤسسة ، جمعية، رابطة "بعيدا عن المصالح الشخصية، تستطيع أن تعمل باخلاص كحلقة وصل بين علمائنا "المخترعون والمبتكرون" والمجتمع والإعلام الهادف والمستثمر ،تخدم أبحاثهم واخترعاتهم وتحافظ عليها وتدعمها حتي تقوم بنشرها وخروجها للنور علي هيئة مشروعات قومية وطنية في شتي مجالات الحياة لخدمة هذا الوطن ،مؤسسة تدافع عن الفكرة وتسعى من اجلها ؟!مؤسسة تدعم البحث العلمي تتبني أفكار وآخترعات وابتكارات أبناء الوطن والتنفيذ علي ارض الواقع بالتعاون مع مؤسسات والهيئات المعنية بالدولة . مبدأيا هذة المؤسسة تضم المسثمرين من رجال الاعمال المخلصين الوطنين ،تكون مهمتهم دعم الباحثين والمبتكرين والمخترعين الذين أهملتهم المؤسسات الرسمية وتتاجر بهم مؤسسات خاصة اخري. دور المؤسسة تشجيع وتمويل ورعاية الابحاث العلمية فى الجامعات ومؤسسات البحث العلمى العامة، ولكنها لا تمارس بنفسها البحوث العلمية ،ولكن من خلال معاهد تابعة لها وتتيح الحلقات الدراسية للخريجين التي تنظمها المؤسسة للجيل الجديد من الباحثين امكانية دراسة الدكتوراه فى اطار برامج بحثية هيكلية مختلفة و فى مناخ بحث علمى متميز. كما تتيح المؤسسة بعد الإنتهاء من دراسة الدكتوراه لشباب الباحثين والباحثات من ذوى الخبرة برامج متنوعة، وتهدف وضع الخطوط الاساسية لتوجهات البلد الصناعية ، الزراعية والمجالات الأخرى من أجل النهوض بالمراكز والوحدات البحثية التي تقدم النتاجات العلمية للاستفادة وبما يقدم الخدمة في جميع مجالات الحياة . بعد تفكير عميق وتأمل وجدت أن هناك أمور هامة حتى ننشأ مؤسسة خاصة بالبحث العلمي ناضجة، قادرة على العطاء ، قادرة على تحقيق أهدافها ، الدائمة المستمرة ،هذة المؤسسة تختلف عن مشروع تجاري يبدأ من الصفر لهدف واحد ومصلحة معينة وهي الربح المادي ، ولكنها مؤسسة تعمل وفق مجموعة من الأهداف وتسعى مع ذلك لتحقيق أهدافها والاستمرار . مؤسسة للبحث العلمي تدعم الاختراعات والابتكارات المصرية واستغلالها من اجل التقدم ورفعة وبناء مستقبل مشرق لهذا الوطن ،مؤسسة تقوم بتقديم المشورة القانونية والدعم المالي فيما يتعلق بإصدار براءات الاختراع والابتكار والابداع ، تكون هذة المؤسسة مصدر من النصائح والدعم لافكار المخترعين والمبتكرين ،ومن هنا نستطيع أن ننشأ كيان مستقل يستطيع أن يخدم أفكارالبحث العلمي ويحافظ عليه و يقوم بنشره *تتكون مؤسسة البحث العلمي من ثلاثة أشخاص مؤمنين بأفكارها ويفهمونها فهما عميقا ودقيقا ، وهم متفقون على هذا الفهم ولديهم القدرة على العمل الجاد يدافع عن الفكرة ويسعي من اجلها. ثلاثة أشخاص : - مخطط. - مسوق. - مدير. الشخصية الأولى - المخطط يقوم برسم توضيحي للاهداف والتصور العام لهذا الكيان سواء مؤسسة او غير ذلك لتحقيق أهدافها بناء على معطيات الواقع والظروف المحيطة. الشخصية الثانية - المدير يقوم بمتابعة تنفيذ وتحقيق هذه الأهداف وازلة جميع الصعوبات والمشاكل التي تقف عقبة في طريق اكتمال هذه الخطة والهدف من اجلها . الشخصية الثالثة - المسوق دوره في نمو وانتشار وتضخم فكرة وأهداف المؤسسة او المنظمة ،ويقوم بتوسيع دائرة عملها والوصول الي الداعمين لها من مستثمرين و رجال اعمال مؤمنين بأفكارها والمساهمين في نشاطاتها من أصحاب المواصفات الأخرى المهمة . *تنقسم أنشطة المؤسسة إلى ست فئات تقابلها المراحل الست في تطوير الاختراع او الابتكار: 1- أنشطة تشجيع الابتكار 2-تقييم الاختراعات (الفرص في السوق والجدة والإمكانيات التجارية وغير ذلك) 3-الخدمات الاستشارية (نصائح خاصة بالاختراعات والابتكارات وبحقوق الملكية الفكرية ونصائح أخرى) 4-تمويل حماية الاختراعات والابتكارات (البراءات وسائر حقوق الملكية الفكرية) 4-تمويل تطوير المنتجات (التخطيط والتصميم وإعداد النموذج الأولي والمشورة التقنية والتجارية) 5- تمويل التسويق (بما في ذلك المشورة بشأن الترخيص). *مؤسسة للنهوض بالمخترعين والمبتكرين في البحث العلمي ،تعمل علي الاكتشاف والتطوير والدعم لهؤلاء الكنوزالبشرية المفقودة عن طريق :- 1- فيلم درامي وثائقي أعتقد أنه سيكون الأول من نوعه كمحاولة لزيادة الوعي بأهمية البحث العلمي والاختراعات والابتكارات في المجتمع المصري، كما يتم فيه التسويق للالأفكار العلمية في اطار درامي شيق يلقي الضوء علي علي جانب من حياة المخترعين والمبتكرين المصريين ومعاناتهم. 2-برنامج تلفزيوني عن البحث العلمي واهميته ومناقشة كل ما يخص مشاكل ومعاناة علمائنا وعرض افكار واخترعات وابتكارات أبنائنا للوصول الي حلول تنفذ علي أرض الواقع 3-برنامج إذاعي علي اليوتيوب عن المخترعين المصريين لعرض أفكارهم وتسليط الضوء علي جانب من حياتهم . 4- موقع إلكتروني وصفحة علي الفيسبوك لعرض ابتكارات وأفكار المخترعين والمبتكرين كحلول للمشاكل التي تواجها بلدنا الغالية في الفترة الحالية . 5-سلسلة من المؤتمرات والمعارض العلمية علي مستوي الجمهورية. 6-ورش عمل "وحدة دعم المخترعين" لتقديم الدعم الفني لتطوير اختراعاتهم ولإنجاز دراسات الجدوى الاقتصادية كمحاولة لإنشاء حلقة وصل بين فكر المخترع وفكر المستثمر. باختصار أحلم بمؤسسة تعمل كحلقة وصل بين المخترع والمجتمع والإعلام الهادف والمستثمر ،للقضاء علي ظاهرة هروب النخب العلمية (هجرة العقول) تلك الظاهرة التي باتت مؤشرا طبيعيا لتدهور وضع البحث العلمي في بلادنا . وأخيرا هذه رؤية بعد تأمل أهديها لكل الذين يرغبون في التاسيس لمنظمات ومؤسسات وجمعيات وروابط مدنية هي أكثر ما نفتقده ونحتاجه الان لخدمة البحث العلمي ، وانها من أفضل الأعمال الخيرية للمجتمع من أجل الصالح العام ومن اجل مستقبل مشرق لهذا الوطن .