منذ بدء الخليقة، و«البخلاء» لهم «إثبات حضور» بين الكائنات البشرية، وتتفاوت درجة البخل بين هؤلاء البشر الذين تكاد تكون «الأموال» هى خانة «الديانة» فى بطاقاتهم، ولكن من المعروف أن البخيل ينظر إلى المال بنوع من العشق واللهفة، ويبرر لنفسه حالة «الشحّ» لديه بالمثل القائل «القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود». ولكن اكتشفنا نوعًا جديدًا من البخل، الذى يفضّل انتهاء حياته عن صرف أى أموال لدرجة أنه أحيانًا يخرج «جنيهًا» من جيبه، وينظر إليه ويقول: «يجعل يومى قبل يومك»؟!!! إنه يتمنى الموت قبل صرف ولو جنيهًا!! وتروى «هند فاروق» ل«الأسبوع» قصتها مع «مجدى» الذى وصفته ب «أبخل رجل فى العالم»، بعد أن قررت إقامة دعوى خلع ضده، بعد أن استنفدت كل الطرق لإقناعه بأن الرعب من الإنفاق جعل من حياتهما «جحيمًا»، خاصة أن الله لم يرزقهما بالأطفال، فضلًا عن أنه يعمل فى مجال يحقق أرباحًا جيدة، فلا مبرر منطقيًا لهذه الحالة من «البخل القاتل». وقالت «هند»: «لولا أننى أعمل موظفة، وأنفق على نفسى لكان مصيرى الموت جوعًا، ورغم أن عدم الإنجاب بسبب إصابته بالعقم، إلا إننى تحملته كثيرًا لأسباب متفاوتة، أهمها أملى فى تغييره مع الزمن، ولكن بلا جدوى، ويبدو أن قرار طلب الطلاق جاء متأخرًا». وروت «هند» عددًا من المواقف الطريفة فى حياتها مع هذا «البخيل»، أبرزها أنه ذات مرة وقع من جيب بنطلونه جنيه ورقى فى بداية زواجهما وفوجئت به ينظر ل «الجنيه» ويقول له: «يجعل يومى قبل يومك» فأصابها الذهول من وقع الجملة على مسامعها. وقالت: «من المواقف الطريفة الأخرى، أنه بعد عدة أعوام من زواجنا اهترأت ملابسه الخاصه بالبيت، ففوجئت به يستخدم ملابس البيت الخاصة بى، لدرجة أنه ذات مرة كان يرتدى (جلابية قطيفة حمراء) وفتح الباب للبواب لأخذ القمامة، فأصيب البواب بحالة هستيرية من الضحك، وكاد يشتبك مع البواب بسبب ضحكه المتواصل عليه». وكان يذهب لأحد «بائعى الفراخ» لشراء «أجنحة» و»أرجل» الدجاج، بدعوى أنه يربى كلبًا، وفى الحقيقة أنه كان يعشق أكل أجنحة الفراخ، وفى ذات مرة سأله بائع الفراخ: «هو انت بتشترى أكل الكلب بس من عندنا.. وعمرك ما اشتريت فرخة من عندى.. هو انت الكلب واللا إيه؟» فحدثت مشاجرة بينهما وقام بائع الفراخ بإصابته بجرح فى قدمه، فطلب مجدى الحصول على «3» دجاجات مجانًا بدلًا من تحرير محضر ضده! الطريف، والذى أصاب مشاهدى المشاجرة بالذهول، أنه عقب حصول «مجدى» على «الثلاث فرخات» مجانًا، طلب إرجاع فرختين منها والحصول على ثمنهما؟! وهنا أشهر بائع الفراخ «السكين» فى وجهه وقال لمجدى: «خد الفراخ وامشى من قدامى لادبحك»! وتتوقف «هند» عن رواية المواقف المثيرة التى نتجت عن بخل زوجها، الذى قررت الانفصال عنه، ولكنها أنهت حديثها بجملة تبدو أكثر طرافة من كل ما سبق وقالت: «ده طلب منى التراجع عن طلب الطلاق، مقابل انه يكتب لى باسمى (10) أمتار فى قطعة أرض يمتلكها فى منطقة الحمام بالإسكندرية تزيد مساحتها عن (800) متر». ..................................... نقلا عن "الأسبوع" الورقى