لقد مر هذا العام المنقضي علي وطننا العربي ثقيلا كئيبا كسابقيه من خمسة أعوام مضت ذاق فيها الوطن مرارة الحروب والتفتت والتشرذم في كل ربوعه من مشرقه إلى مغربه لم تخل دولة من تقلبات وصراعات داخلية وخارجية حتي اختتمها هذا العام 2016 وهو يلملم أوراقه ويرحل تاركا خلفه بقايا دول كانت ملء السمع والبصر وبقايا شعوب كانت تتباهى يوما من الآيام بماضيها وحاضرها وحضارتها المترامية الأطراف كانت تلك الدول بتاريخها الطويل الزاخر بالبطولات والانتصارات والقادة والزعماء والعلماء والفلاسفة الذين أثروا العالم أجمع بالعلوم المختلفة من طب وفلك وفيزيا وجغرافيا وكل علوم الطبيعة وكان لعلمهم الفضل في حضارة دول كانت تعيش في غياهب الظلام لسنوات طويلة وأصبحت الآن ذات حضارة وعلم متقدم . جاء هذا العام المنقضي ولم يجلب معه غير مزيد من الدم والدمار في عدة دول عربية وكانت أكثر الدول دمارا وخرابا هي سوريا التي كانت جنة الوطن العربي في الماضي وكانت حضارتها وآثارها شاهدة علي عراقة هذه البلاد أما الآن وبسبب الحروب الطائفية وبالوكالة عن قوي دولية واقليمية دمرت سوريا وقتل فيها الآلاف وشرد الملايين ونحن كعرب منا من هو يشاهد فقط لما يحدث ومنا من يشارك في التدمير واليمن أيضا تأتي في المرتبة الثانية من حيث التدمير والحرب الآهلية الدائرة بأيدي اليمنيين أنفسهم يقتلون بعضهم البعض بعد أن كانت اليمن حضارة وتاريخا ملء السمع والبصر أصبحت الآن بقايا دولة وبقايا شعب ويحارب الشعب اليمني ويدفع ثمن الطائفية وتحكم دول اقليمية في مصيره وكذلك ليبيا التي تدمرها الحرب الأهلية والارهاب نتيجة لمطامع غربية وإقليمية ويدفع الثمن أبناء الوطن من قتل وتشريد . لقد أصبح الوطن العربي مرتعا للإرهاب الدولي يقتل ويشرد ويدمر التاريخ والحضارة ونحن العرب إما صامتين واما مشاركين في التدمير ويخطئ من يظن انه في مأمن من الارهاب وشره فالكل سيدفع ثمن ما اقترفت يداه . اذا كان العام المنصرم كان أكثر دموية ودمارا للوطن العربي وأكثر انقساما وتفتت فرجاؤنا ودعاؤنا لله القوي العزيز أن يكون العام القادم أقل دما وأقل انشقاقا بين الدول العربية .