صرح مسؤول حكومي في شمال السودان بأن قوات الحكومة السودانية وجماعات متحالفة مع جنوب السودان ما زالت تتقاتل علي امتداد الحدود المشتركة بين الجانبين لكن الحياة عادت الي حالتها الطبيعية في بعض المناطق الحدودية. وكانت معارك قد نشبت الأسبوع الماضي في ولاية النيل الأزرق بين الجيش السوداني وجماعات متحالفة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب المهيمن في الجنوب. وقتل أكثر من 20 شخصًا منذ يوم الخميس في ولاية النيل الأزرق المتاخمة لولاية جنوب كردفان الشمالية التي شهدت أيضا كثيرا من العنف بين الجيش ومقاتلي الجبهة الشعبية. وكانت قد وقعت معارك بين الحركة الشعبية لتحرير السودان فرع الشمال وجنوب السودان قبل إبرام معاهدة السلام عام 2005 التي أدت الي انفصال الجنوب في يوليو تموز.. وللحركة أنصار في شمال السودان لا سيما في المناطق الحدودية. وأوضح يحيي محمد خير الحاكم العسكري لولاية النيل الأزرق أمس الاثنين أن الحياة عادت الي طبيعتها في الدمازين عاصمة الولاية بعد عودة إمدادات المياه والكهرباء وأن المتاجر بدأت تعيد فتح أبوابها.. واستطرد بقوله: إن القتال استمر في منطقة الجنوب من الدمازين؛ حيث يقاتل الجيش جماعات متحالفة مع الحركة الشعبية. وأضاف خير للصحفيين وهو يقوم بجولة معهم في أنحاء المدينة "القتال مستمر علي بعد 30 كيلومترا الي الجنوب؛ ولكن في الغرب والشمال والشرق من ولاية النيل الأزرق فإن الوضع هادئ جدا.. وكان الجنود منتشرين في كل أنحاء المدنية.. ثم قال: الدمازين آمنة ومستقرة تماما". ويوم الجمعة عين الرئيس السوداني عمر حسن البشير خير حاكما عسكريا مؤقتا بعد عزل مالك اجار الحاكم المنتخب المنتمي الي الحركة الشعبية - فرع الشمال.. هذا وتقول الحركة الشعبية " إن الشمال مسؤول عن نشوب القتال..". وسئل خير: متي ينهي الجيش عملياته العسكرية..؟ فرد بقوله: نود إنهاء العمليات العسكرية اليوم ونحن نقوم الآن بتطهير المناطق التي ما زال مقاتلو الجبهة الشعبية موجودين فيها. وألقي خير اللوم علي أجار وجنوب السودان في نشوب القتال لكنه قال إن الحكومة مستعدة لدمج مقاتلي الحركة الشعبية في الجيش كما هو متفق عليه في المحادثات الثنائية التي جرت في اللآونة الأخيرة في إثيوبيا إذا استسلموا.. وأضاف خير " نحن لا نريد هذه الحرب.. نحن نريد السلام.. والوضع يحتاج الي حل سياسي ينبع من داخل السودان.." وردا علي سؤال: هل يمكن الحوار مع الحركة الشعبية - فرع الشمال كما حدث من قبل..؟ قال خير: إذا عادت الحركة الشعبية الي مائدة التفاوض فلماذا لا نتحادث معهم..؟!. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون للصحفيين أن 12 جنديا وستة من الشرطة وثلاثة مواطنين مدنيين قتلوا في المعارك في الدمازين منذ الأسبوع الماضي.. وقال ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - فرع الشمال يوم الأحد الماضي إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان حظر الحركة الشعبية لتحرير السودان كحزب سياسي واعتقل كثيرًا من زعماء الحركة.. وأضاف أن السلطات أغلقت مكتبه في الخرطوم واعتقلت خمسة أعضاء في دارفور ومسؤولين كبارا آخرين في مناطق أخري.. وأشارعرمان الي أن الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو تدمير الحركة الشعبية في الشمال؛ حيث تري السلطات أنها تشكل خطرا. ويوضح محللون أن حكومة السودان في الخرطوم تحاول ضرب المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق قبل أن يُصبحوا خطرا سياسيا وعسكريا داهما عليها.. يذكر أن القتال يهدد بجر جنوب السودان الي حرب بالوكالة.