أكد محللون أن طرد تركيا السفير الإسرائيلي، يفرض ضغوطا علي مصر لتخفض هي الأخري مستوي علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، في أعقاب ما ثار من غضب شعبي إزاء مقتل رجال أمن مصريين علي الحدود بين مصر وإسرائيل. فقد تزامن قرار تركيا بطرد السفير الإسرائيلي، علي خلفية مقتل ناشطين أتراك، خلال اعتراض قوات إسرائيلية خاصة لسفينة تركية متجهة لكسر الحصار عن غزة، مع تنامي الحديث عما يجب أن تكون عليه العلاقة بين مصر، ما بعد الثورة، وإسرائيل. عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين، قال: إن التحرك التركي سيضيف إلي الشعور أن الرد المصري كان غير مناسب، بعد أن اكتفي باعتذار وبوعد بالتحقيق، وأكد "سيؤدي ذلك لمزيد من الضغوط، لأن كافة القوي السياسية تطالب بطرد السفير الصهيوني، فالناس يشعرون أن الإجراءات التي اتخذت لم ترد الكرامة للمصريين". أما مصطفي اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية في القاهرة، فأكد أن هذا الموقف "سيضغط علي الحكومة المصرية، غير أن الموقف له وجوه عدة"، ويضيف، "تريد تركيا أن تقدم درسا بأن الإرادة السياسية والاقتصاد القوي يتيحان لك أن تتعامل مع البلدان الأخري من الند إلي الند"، وتابع، "لكن إن كان ليس لديك لا الإرادة السياسية ولا الاقتصاد القوي، فليس بإمكانك ذلك، الوضع في مصر مختلف لاعتمادها الكبير علي المساعدات الخارجية الأمريكية، ما يؤثر في قراراتها السياسية". من جانبه، أشار اللواء المتقاعد عبد المنعم كاطو، أن لدي مصر اعتبارات أخري غير تركيا، حينما يتعلق الأمر بالرد علي مقتل مواطنين لها، ويضيف، "لقد كان حادث 'السفينة التركية' مختلفا عن الحادث الحدودي، ومن ثم فلا مقارنة". وتابع كاطو، أن "السلام إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل، وبالنسبة لمصر، وبالنسبة للعالم بأسره"، مشيرا إلي أن إسرائيل أرادت اختبار مصر بعد الإطاحة بمبارك، الذي كان ينظر إليه علي نطاق واسع علي أنه أحد أقرب الحلفاء الإقليميين لها، منوها أن قرار تركيا يرجع أيضا إلي رغبتها في استعادة وضعها في المنطقة بعد سنوات من العلاقات العسكرية الوثيقة مع إسرائيل.