أعلن الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء وزير المالية أنه يتم حاليا دراسة رفع دعم الطاقة عن مشروعات إنتاج الحديد والأسمنت والأسمدة والسيراميك؛ وذلك في إطار ترشيد دعم المنتجات البترولية وقصرها علي مستحقي الدعم فقط. جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه المجلس الأعلي للقوات المسلحة تحت عنوان "تفعيل اقتصاد مصر ومساندة رجال الأعمال الشرفاء" وإدارة اللواء محمود نصر مساعد وزير الدفاع للشئون المالية وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وحضره الدكتور حازم الببلاوي والدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي وعدد من الوزراء المعنيين بالملف الاقتصادي. وأكد الدكتور الببلاوي خلال اللقاء أن الحكومة لن تتراجع عن اقتصاد السوق الحرة، إلا أن هذه السياسة بطبيعتها تحتاج لنموذج الدولة القوية التي تضمن تطبيق القانون علي الجميع بما يحمي المنافسة بين كبار وصغار المستثمرين وأيضا حماية حقوق المستهلكين، والأهم حماية السوق نفسها من أية ممارسات منفلتة أو خاطئة. وقال إن الطاقة والبترول من القضايا المهمة للغاية والتي تحتاج إلي معالجة حكيمة وسريعة، مشيرا إلي أن من مصلحة مصر استيراد الغاز الطبيعي لتوفير الطلب المتزايد علي الطاقة من جانب القطاع. وبالنسبة لقضية تدوير المخلفات قال الببلاوي خلال اللقاء إن الحكومة ستولي مشروعات إعادة تدوير المخلفات أهمية خاصة وستقدم لها كل مساندة، مؤكدا أن الحكومة تحترم تعهداتها وتعاقداتها مع القطاع الخاص في الفترات السابقة، طالما تمت تلك التعاقدات والالتزامات في إطار القانون ودون وجود أية أخطاء أو انحرافات، مشيرا إلي أن المراجعات التي تجري حاليا هي مراجعات قانونية وليست تنصلا من الحكومة من تلك التعهدات. وأضاف أن توضيح ذلك خطوة أولي نحو استعادة الثقة في مناخ الاستثمار في مصر واستعادة الاستثمارات الخاصة من الداخل والخارج، مشيرا إلي أن العالم يجب أن يدرك أن ثورة 25 يناير قامت في مصر لإعادة الاحترام لدولة القانون. وأضاف ردا علي تساؤلات رجال الأعمال المشاركين في اللقاء أن الحكومة تسعي بشكل جاد لفرض حد أدني للدخل وليس حد أدني للأجر الأساسي باعتبار أن ضمان حد أدني من الدخل للمواطنين هو أحد حقوق الإنسان والتي يجب أن نضمن له الحد الأدني من الحياة الكريمة، مشيرا إلي أن تحديد الحد الأدني للدخل يعتمد علي عدة عوامل من بينها الأوضاع الاقتصادية لمصر وعدم الإضرار بتنافسية القطاع الإنتاجي. ونبه إلي أن مصر ليست دولة غنية من ناحية الموارد الطبيعية، فمساحة الأراضي الزراعية بمصر أقل من الأراضي الزراعية بدولة بلجيكا علي سبيل المثال، كما لا توجد لدينا غابات مثل البرازيل أو ثروة من الفحم مثل الصين، كما أن نسبة من السكان غير مؤهلين للعمل بالصورة المناسبة، مشيرا إلي أن نقص الموارد يجب أن يكون دافعنا نحو تعظيم الاستفادة من الموارد المحدودة لدينا، وأيضا العمل علي جذب المزيد من الاستثمارات من الخارج لتعويض النقص في الإدخار المحلي. وأوضح أن الصناعة المصرية لن تتقدم إلا من خلال تطبيق معايير الجودة العالمية علي منتجاتها للسوق المحلية وبالتالي هذا سيسهم في تحقيق طفرة في الصادرات.