المشهد العبثى الذى تجرى فصوله فى أروقة اتحاد كتاب مصر يذكرنى بأفلام الرعب التى تحبس فيها انفاس الجماهير وما أن يشعر المشاهد بشىء من الاسترخاء وبأن كلمة النهاية ستكتب على الشاشة حتى يكشف المخرج عن مفاجأة غير متوقعة ينتفض لها المشاهد رعبا، لقد ظننا جميعا أن الحكم القضائى الذى أكد أحقية الدكتور علاء عبد الهادى فى رئاسة مجلس إدارة اتحاد الكتاب كتب فصل الختام لحالة الفوضى التى دفع ثمنها كتاب مصر وذلك فى اعقاب الجمعية العمومية الباطلة التى تم على اساسها استصدار فتوى من المستشار القانونى لوزارة الثقافة تفيد بعزل الدكتور علاء عبد الهادى، وبسذاجة منقطعة النظير ظننت أن اتحاد كتاب مصر سيعود إلى سابق عهده انتظارا لانتخابات قانونية فى مارس القادم أو ان الدكتور علاء عبد الهادى قد يدعو إلى جمعية عمومية عادية بدلا من تلك التى كان يجب انعقادها ولم يتم بسبب ما مر به الاتحاد من ظروف، وبدلا من تنفيذ حكم المحكمة فوجئ الجميع باعلان غريب عن انعقاد مجلس إدارة اتحاد الكتاب وإعلان الدكتور حامد ابو احمد رئيسا جديدا لاتحاد كتاب مصر فى محاولة جديدة لتسخير القانون للالتفاف على حكم المحكمة. وعلى الرغم من اننى اكن كل التقدير للدكتور حامد ابو احمد إلا أننى لم أستطع منع نفسى من الحزن الشديد لما آل إليه حال اتحاد كتاب مصر حتى اننى حزنت على أننى خرجت من بيتى وشاركت فى الجمعية العمومية التى تم ابطالها لأننى دون شك بمشاركتى فى تلك الجمعية «على الرغم من حسن نيتى الشديد» كنت أحد المشاركين فيما آل إليه اتحاد كتاب مصر من صراع لا أظنه تم لصالح اعضائه بل حكمته الأهواء إلى أقصى حد، حتى وصل الأمر إلى تشكيل إدارة جديدة بينما حكم المحكمة الذى يعلن مشروعية الإدارة التى يرأسها الدكتور علاء لم يجف حبره بعد، وبصرف النظر عمن استقالوا ثم عادوا ليشكلوا مجلس إدارة وينتخبوا رئيسا جديدا، وبصرف النظر عن قانونية ما فعلوه من عدمه، إلا اننى لا افهم إلا حقيقة واحدة ، وهى ان اتحاد كتب مصر فقد الكثير من كرامته وهيبته أمام كل كتاب العرب، وانهارت القواعد الأساسية التى ينبغى ان تحكم اى خلاف بين مثقفين وهى قواعد إعلاء المصلحة العامة وإعلاء كلمة القانون وقبول الرأى الآخر. ثم جاء إعلان مجموعة حزين عمر عن توزيع جوائز الاتحاد وهو ما نفاه الدكتور علاء عبد الهادى الذى يملك حكما لا ينقضه إلا حكم محكمة ، جاء هذا الإعلان بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير ليؤكد للعالم كله أن صراع المناصب قد أجهز على ما تبقى وهو صراع ربما تكون خلفه اصابع خفية، أصابع خفية لمخرج أفلام رعب شهير، لن يهنأ إذا ما ساد اتحاد كتاب مصر جو من الهدوء، لأن مهمته هى خلع قلب هذا الصرح الكبير.