روى التفتازاني الإسكندراني في كتابه(الأماني في اتباع المرشد الإخواني والإيراني وخليفة المسلمين السلخاني) الذي عثرنا عليه أخيراً أخيراً في دهاليز إحدى مكتبات صعيد مصر الجواني الجواني؛ فحققناه، وسيخرج قريباً إلى النور؛ ليقرأه القاصي، والداني: "أن أحد شيوخ السلخيين العتاة فوجئ في ورشته المخصصة بحي المطرية شرق القاهرة المحروسة؛ لصنع الفتاوى البغيضة؛ ذات مساء؛ باقتحام شابٍّ ثائرٍ، مفتول العضلات .. باب كهفه عليه عنوةً، والشرر يتطاير من عينيه، صارخاً فيه بحدة وغلظة؛ ما عهدها في أحدٍ من دهاقنة السلخيين من قبل: يا شيخ .. يا شيخ: أعطني إجازةً شرعيةً الآن؛ لكي أكون مفتياً في البرامج الفضائية؛ لنجاهد أعداء الإسلام؛ من العلمانيين، والصوفيين، والأشعريين، والأزهريين، والفنانين، والمبدعين، والخارجين، والداخلين، والضاحكين، والعابثين، والمولودين، والمنتقلين، والموافقين، والرافضين، والذكوريين، والأنثويين، والليبراليين، والعُروبيين، والغُروبيين، والشُّروقيين، والشماليين، والجنوبيين .. ولك ما تريد من الدراهم، والدينارات، والدولارات، والصفقات، والعمولات، والفضة، والذهب، والألماس، والجواري، والمُحصنات، وغير المُحصنات، والنَّشب، والقصب، والحسب، والنَّسب، والثَّريد، والهُبَر"! العالَم السري للمرشد والخليفة! فهزَّ الشيخ السلخيُّ الداهيةُ الظاهيةُ؛ رأسه بعجب، وخيلاء، وهو متكئٌ على أريكته الحريرية، والجواري من حوله بالمئات، وموائد الخراف المشوية تفوح روائحها الشهية الندية، وورق البنكوت الأخضر؛ يتلألأ على أفخاذ الصبايا، والكِتابيات، والسلخيات، والمشركات، والمتنمِّصات، وغير المتنمصات، والواشمات، والواصلات، والمُكَبِّرات صدورهنَّ، والمُصغِّرات، والشّادات مؤخراتهنَّ، والعاهرات، وغير العاهرات، وعلى أثداء الغواني، والكواعب، والنواهد، والثيبات، والأبكار؛ من كل اللغات، والأعمار قائلاً له: "وما علامة؛ أنك من أخلص تلاميذي"؟! فردَّ عليه الشاب العجول، اللحوح، اللحلوح، الزعزوع، الكركوع، الملسوع، المخدوع؛ الخنخوع؛ الخلخوع؛ المنخوع؛ الأنكوع، المركوع: "لقد حفظت آراءك، وسرت على خطاك، وأنا رهن إشارتك؛ فأمرني أفعل ما تريد"! مِلك اليمين والشمال! عند ذاك؛ وضع الشيخ الرهيب رِجلاً على رِجل، ورجع بظهره إلى الخلف، وطرقع أصابعه، وترقوته، وظهره، ولسانه، وقفاه؛ قبل أن يرشف رشفةً من رضاب جاريته الأوكرانية؛ الطَّري الهنيّ اللذيذ؛ ذي البهاريز والشهاويز، والمَجاويز، ويُعابِثُ خصر محظيته الروسية النحيل النحيل الجميل الأسيل الأسير، ويرشق إحليله الظريب الظهيب في أمريكيةٍ هائمةٍ به عشقاً .. سادياً وأيروتيكياً؛ فمزَّق حبالها؛ فقضى على وقارها في الحال؛ فحبلتْ منه؛ فأنجبتْ عبد العال، وعبد المال، وعبد الخلخال، وعبد الضال، وعبد الصال، وأمسك بخصلات شعر خادمته الفرنسية الساحرة؛ فحدثت هزة أرضية، وكهربائية في الصومال، وبلاد الغال، ولعِقَ لعقةً كاملةً من خد هيفاء إخوانية؛ فشعر بوهجها البوهيمي سُكّانُ الواق واق، وتجرَّعَ جرعاتٍ من عُسَيلة طُمْطُمانيةٍ سلخانيةٍ فائقة الجمال والدلال؛ فترنَّحتْ بسببها أحجار سور الصين العظيم، والحقير، وجبال الهمالايا، والخَماخايا .. وفاسَقَ مجوسيةً حمراء البشرة؛ فشعر بنزوته الفحولية البعيرية الحَميرية؛ أهل طهران، وكهرمان، وطهقان .. حتى قال الناس؛ كل الناس عن هذه الجرعات الشهيات الخبيثات، غير الطيبات: إنه؛ ما ذاق مثلها فلانتينو، ولا كازانوفا، ولا أوباما؛ ولا كاميرون، ولا أولاند، ولا ميركل، ولا الأردوغان الهطّاط، ولا العيّاط الطّياط، ولا الغيّاط الوطواط، ولا الشاطر الزَّوّاط، ولا الشّّطّار الخطّال، ولا العريان الجطّاط، ولا العيّان الضَّرّاط، ولا الظريان البطّال، ولا الجربان النطّاط، في أرض بني الأصفر والأشقر، والأسمر، والأغبر؛ والشيخُ السلخيُّ؛ يقهقه من أمعائه، وحلقومه، وإبطه، وخيشومه، ويمصمص شفتيه، وبلعومه، وينزو نزَوان الفحل على البهيمة المسكينة المغدورة المسفوحة المذبوحة؛ من شدة الفعص، والرفس، والعض، والدَّعص، وكثرة السِّفاد، وطراوة الأجساد، وطغيان الفساد، والإفساد على العباد، والبلاد .. قائلاً للشاب الأنظول الحربول الجربول الخربول الطزبول: "لن تكون تلميذي النجيب؛ إلا لو حفظت مُكفِّرات ابن تيمية، ورواجم ابن الصلاح، وغرائب ابن عبد الوهاب، وصواعق الألباني، وأسنة المدخلي، وسيوف سفر الحوالي، وخناجر عمر بن عبد الرحمن، وشواذ يوسف القرضاوي في مرحلته الأخيرة، وسياط الوادعي، وغزوات ابن حسين يعقوب، ونعال محمد بن عبد المقصود، ومناكير أبي إسحاق بن الحويني، ورماح فتاوى عبد الرحمن البر البريئة من المجتمعات العربية والمسلمة، وصعقات وجدي بن غنيم، وبراءات ابن لادن واعترافاته بقتل المُخالِف والمُوافِق المسلم والمؤمن، واجتهادات الظواهري وجهاداته في غزو الكُفّار من المسلمين الأغرار، وتكفيرات أبي بكر البغدادي وتجريماته وتضليلاته وتفخيخاته، وأجندات اتحاد علماء المسلمين العامرة بالفتاوى التحريضية المدفوعة مقدماً، وتهديدات صفوت حجازي لأمة الإسلام، وحيثيات موقعة محمد البلطجي بحرق الشعوب في ميادين التحرير والزمهرير، ومتون أئمة السلخيين في كفر أهل البدع والضلال والإضلال، والعربان؛ من بني الإنسان، والحيوان، والجان"! فخرج الشاب فرحاً مسرعاً، ضاحكاً مستبشراً؛ ثم عاد بعد دقائق، وهو يحمل جثةً بين يديه تشغب دماً؛ فصاح شيخه المهيب الكهيب الظهيب الهظيب، والزهو يعلوه، والضحكات تتفجر من شِدقيه، ومن شعر رأسه ولحيته، وإبطيه، وإليته، وإسته، ومِنخَرَيه، ورِئتَيه، وذيلَيه؛ قائلاً: "بخٍ بخٍ! هذا أوانُ النصر؛ طخٍ طخٍ؛ هذا حديث العصر! دخٍ دخٍ؛ أنت خليفتي، وذراعي اليمنى، ووليُّ عهدي؛ في الإمامة العظمى، والرئاسة الكبرى! هخٍ هخٍ؛ لقد فرحت السماء والأرض بمنظر الدماء على يديك! خخٍ خخٍ؛ يا سيد الناس، والناطق بأمر السماء! ظخٍ ظخٍ؛ اذهب؛ فأنت أمير السلخيين؛ وسيد التكفيريين؛ وخليفة الدنيا والدين؛ وظل الله في الأرض، وسوطه في الخلق، ونور السماء على الأرض"!