تعيين رئيس حزب اسرائيل بيتنا المتطرف وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو، احتل صدارة وسائل الاعلام العربية والعالمية ففي مفاجأة لكل المراقبين بمن فيهم كبار المحللين الاسرائيليين ،وضع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، المتطرف اليهودي افيجدور ليبرمان، وزيرا للدفاع على راس الجيش الاسرائيلي خلفا لوزير الحرب المقال موشيه يعلون ،محدثا بذلك اول انقلاب عسكري داخل الجيش الاسرائيلي بقيادة المتطرفين اليهود في مواجهة العلمانيين والتعيين يظهر مدى التحدي والغطرسة الاسرائيلية التي تتحرك في اتجاه متناقض مع كل العالم الذي يحارب التطرف بينما هي تضع المتطرفين على رأس جيوشها. وقد أكدت صحيفة «هآرتس» أن الرؤية القادمة لحكومة الاحتلال ستبنى على مزيد من العنف. والمزيد من إراقة الدم الفلسطيني واطلاق أيدي المستوطنين في الضفة الغربية، وتزايد أعمال مصادرة الأراضي، والاقتحامات للمسجد الأقصى،في تجسيد واقعي لرؤية وزير الحرب الجديد. صحيفة «يديعوت أحرنوت» الاسرائيلية، قالت في لحظة الحقيقة أظهر رئيس الوزراء بأنه مستعد لأن يجر الدولة إلى مغامرة أمنية محمّلة بالمصيبة، وتشجيع العنصرية الفظة. واوضحت الصحف العبرية ان إنهاء حكم حماس واستئناف بناء المستوطنات شرطان وضعهما ليبرمان للموافقة على المشاركة في حكومة نتنياهو. ووفقا لعقيدة ليبرمان المعلنة يجب تصفية قادة حماس واعادة احتلال غزة وقتل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن وطرد نواب فلسطين 48 من الكنيست وطرد كل العرب من فلسطين لانهم وباء واعتبار قتلة الاطفال والجرحى والهاربين ابطالاً وتدمير السد العالى لابادة الشعب المصري إذا اقتضت مصلحة اسرائيل ذلك. ومن المعروف ايضا ان الرئيس الأسبق حسني مبارك رفض لقاء ليبرمان او السماح له بدخول مصر عندما كان وزيرا لخارجية إسرائيل وقاد ليبرمان اكبر حملة ضد مصر في افريقيا وخص دول حوض النيل جميها ماعدا السودان بزيارات مكثفة كان هدفها المعلن تشويه مصر وانهاء وجودها في افريقيا عامة ودول حوض النيل خاصة. كارثة تعيين ليبرمان اليهودي الروسي المتطرف وزيرًا للحرب في اسرائيل،اذن هي اكبر الكوارث التي ستواجه مصر والعرب والفلسطينيين، ليس لانه سيحول الحرب ضد العرب الى حرب دينية ضد المسلمين واستغلال موجات العداء الغربي ضد المسلمين ومحاولة توظيفها لخدمة اسرائيل الكبرى فقط ولكن ايضا وللمرة الاولى في تاريخ الصراع ضم روسيا الى جانب اسرائيل ضد العرب والمسلمين المتطرفين بالفطرة والجينات والهوية والسمات وفقا لرؤية قادة ومسئولين في الغرب وفي روسيا وليبرمان يقود حزب اسرائيل بيتنا المكون في غالبيته العظمى من المهاجرين الروس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي نهاية الثمانينات في القرن الماضي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد ان بلاده تدافع عن مواطنيها الروس في اسرائيل وتنسق استراتيجيا مع اسرائيل لهذا الغرض. ويرى المراقبون ان تسليم ليبرمان وزارة الدفاع وصعود المتطرف الامريكي دونالد ترامب للمقعد الرئاسي في امريكا سيشكل بداية حرب عالمية ثالثة ضد العرب بصفة خاصة والمسلمين عامة.