إرتبط إسم عبد الرحمن الأبنودى بالسيرة الهلالية ، حيث أنه قام برحلة طويلة استغرقت ثلاثين عام ، جاب خلالها ربوع الوطن العربى ليتقصى أحداث السيرة الهلالية من أفواه المنشدين ، وحفظ هذا الإرث التاريخى لسيرة بنى هلال . ولد الأبنودى عام 1938 فى قرية أبنود فى محافظة قنا بمصر ، كان والده يعمل مأذون شرعى ، ثم إنتقل إلى القاهرة ليدرس بالجامعة ، ولم يكن يعلم ذلك الشاب الجنوبى أنه سيصبح من أشهر شعراء العامية فى الوطن العربى ،وأنه سيملك مكانة فى قلوب المصريين ، ليكون الحاضر الغائب فى يوم مثل هذا اليوم . حصل الأبنودى على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة ، فقد كان ضليعاً فى اللغة العربية فكتب باللغة الفصحى فى بداية الستينات ، ثم تحول بعدها إلى شاعر العامية ، تزوج الأبنودى من المذيعة المصرية نهال كمال وأنجب منها إبنتيه آيه ونور. كان الأبنودى متحيزاً لثورة يوليو 1952 ومؤمن بإنجازاتها ، فكان الأبنودى وطنى من الطراز الأول ، وله العديد من الأغانى الوطنية التى غناها العندليب عبد الحليم حافظ مثل : أحلف بسماها وبترابها ، وعدى النهار التى ظهرت بعد النكسة لتعيد الثقة بالنفس وتداوى الإنكسار وتبث الأمل من جديد ، و ابنك يقولك يا بطل للرئيس جمال عبدالناصر . من أشهر كتب الأبنودى كتاب "أيامى الحلوة " ، الذى يسرد فيه قصص وأحداث عاصرها داخل صعيد مصر ، ومن دواوينه الشعرية : الأرض والعيال ، وجوه على الشط ، أنا والناس ، بعد التحية والسلام ، المشروع والممنوع ، المد والجزر ، السيرة الهلالية ، الموت على الأسفلت. أما أعماله المغناة فقد كتب الأبنودى العديد من الأغانى منها عدى النهار والمسيح وأحضان الحبايب لعبد الحليم حافظ ، وتحت الشجر ياوهيبة وعروباوى وعدويه لمحمد رشدى ، ومال على مال وقاعد معايا لفايزة أحمد ، وساعات ساعات لصباح ، وجاي من بيروت وبهواكى يا مصر لماجدة الرومى ، وعيون القلب وقصص الحب الجميلة لنجاة الصغيرة ، وبره الشبابيك ويونس وقلبى ما يشبهنيش لمحمد منير ، وشئ من الغضب لنجاح سلام ، ودواير لمروان خورى. حصد الأبنودى جائزة الدولة التقديرية عام 2001 ، ليصبح أول شاعر عامية مصرى يفوز بجائزة الدولة التقديرية ، وفاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربى للعام 2014. توفى الأبنودى عصر يوم الثلاثاء الموافق 21 إبريل عام 2015 ، لتتشح مصر بالسواد حزناً على رحيل الخال الأبنودى ، وتعلن الحداد على رحيل صوت الفقراء والوطنية .