منذ اللحظات الأولى، تحديدا بعد 30 يونية 2013، تصدرت «الذمة المالية» للفريق أول عبد الفتاح السيسي (قبل أن يصبح مشيرا، ثم رئيسا للجمهورية)، دائرة الاستهداف.. تبارى خصومه (قيادات وعناصر جماعة الإخوان فى الداخل والخارج، والأحزاب الموالية للجماعة، والائتلافات الشبابية القريبة منها، فضلا عن مراكز وجمعيات ومنظمات ومؤسسات التمويل الأجنبي، والأهم، أجهزة استخبارات إقليمية ودولية...)، فى رحلة البحث عن «مستند واحد» فى هذا الشأن. راح التنقيب يشمل كل ما هو متاح وغير متاح من مصادر.. كان الهدف الخروج بورقة إدانة واحدة، ليس فقط للتشكيك فى ذمته المالية لكن للإيحاء بأن الرجل (عنوان المؤسسة التى التف حولها المصريون)، سمعته مجروحة ومن ثم لا يصلح لهذه المسئولية! استمرت المساعى الحثيثة لخصوم (وأعداء) الرئيس السيسي دون جدوى.. فجأة، بادر بقرار من نوع خاص، فأعلن فى خطاب عام للمصريين (حفل تخريج الدفعة 108 من الكلية الحربية، عام 2014)، التبرع بنصف ثروته، بل والتنازل عن نصف راتبه الشهري ل«دعم اقتصاد مصر». كانت المفاجأة ذات مغذى، لأن ذاكرة الشعب المصرى لم تسجل أن رئيسا أقدم على هذه الخطوة من قبل، فضلا عن أن الرئيس الأسبق، محمد مرسي، بادر خلال فترة حكمه بمنح نفسه كل أوسمة الدولة، حتى يحصل على «معاش كبير» بعد تقاعده من السلطة، بعد تصعيد الجماعة شخصا آخر للرئاسة. كل الظروف راحت تؤكد أن الرئيس السيسي يحرص بشدة فى كل ما يتعلق بأوجه الإنفاق المالى للدولة المصرية فى عهدها الجديد.. وبالشفافية والمصداقية نفسها أسند الإشراف على أموال صندوق «تحيا مصر» لفضيلة الأمام الأكبر، د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، ومحافظ البنك المركزي، مع خضوع الصندوق بالكامل لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات حتى يتابع أوجه الإنفاق. لجأ خصوم الرئيس السيسي (على تدينهم الظاهر، وادعاء الأخلاقيات والحكمة طوال عقود)، لتوظيف أقذر ما في قاموس الشتائم.. راحوا يتعبدون إلى الله (فى الداخل والخارج)، بالكذب والافتئات على مؤسسات الدولة وقياداتها.. استحضروا المصطلحات والألفاظ التى من شأنها تشويه عدوهم اللدود، لكن لأن السيسي مؤهل (كقائد عسكري- أمنى)، على مواجهة مثل هذه الحملات الدعائية السوداء المخططة من قبل أجهزة استخبارات دولية، فقد سارت الأمور على ما هى عليه، لكن تكشف للجميع سقوط أصحاب الشعارات، وأن تدينهم وأخلاقهم مجرد غطاء ل«مستنقع آسن» من الحقد والغل والكيد لكل ما هو مصرى لا ينساق لرغباتهم. وتصل لقناعة سريعة (مبنية على تحركات ومتابعة واستطلاع)، أن الرئيس السيسى يؤسس لدولة ملك شعبها، وليس مجرد إقطاعية لرئيسها.. رفع شعار «تحيا مصر» فى كل المشروعات والتحركات الوطنية والقومية.. ارتفع الشعار خفاقا، ليعيد الحياة والحيوية لاسم مصر وعلمها الخفاق بجهود الوطنيين. كان شعار «تحيا مصر» مع تأكيد الرئيس السيسى على «ثلاثية» مهمة فيما يتعلق بالمشروعات المصرية (أقل سعر تكلفة.. أقل مدة تنفيذ.. أعلى جودة فى التنفيذ)، شعار كل المؤسسات العاملة فى المشروعات الكبرى، حتى لا تحدث تجاوزات مالية وإدارية. سمعت من رئيس الهيئة الهندسية، اللواء أركان حرب كامل الوزير (فى حضور المئات من أصحاب الشركات المدنية)، الجملة التالية: نحن نأخذ منهم أعلى جودة فى الأعمال المنفذة، وهم يأخذون حقوقهم كاملة.. مراحل العمل فى «قناة السويس.. شرق التفريعة.. هضبة الجلالة.. الفرافرة.. مدن الإسكان الجديدة...)، تتحدث عن هذا. الكل يؤمن بأن الاقتصاد المصرى لا يحتمل المزيد من الاهتزازات.. وحدهم من يتناولون الشأن المصرى (ويتطاولون)، من مقراتهم الفاخرة فى الخارج، على حساب أجهزة الاستخبارات المعادية، لهم رأى آخر. «المزوّر»، أيمن نور مجرد واحد منهم.. يعرف القاصي والداني أنه مزوّر ب»رخصة».. عاد، مجددا ليمارس هوايته المعتادة.. ليس جديدًا عليه أن «يضرب» أوراقًا لتشويه الآخرين.. فعلها كثيرًا في عهد الرئيس الأسبق، حسني مبارك.. واقعة سقوطه (متلبّسًا)، في قضية «التوكيلات» الشهيرة معروف. دخل أيمن نور السجن آنذاك، لكنه راح «يزوّر» تقارير طبية تضخم حالته الصحية.. أرسلها (عبر زوجته السابقة، جميلة إسماعيل)، للأمريكان.. (بالمناسبة، استغلّ جميله وواقعة تزوير أخرى في دخول برلمان 1995).. المهم، بادرت واشنطن (آنذاك)، بدعم رجلها في المشهد السياسي المصري.. تم «ترميزه»، بالطريقة التي يتم بها ترميز عناصر «التمويل الأجنبي» مؤخرًا.. أصبح اسم «أيمن» من مفردات «جورج بوش» في خطاباته الرئاسية. قبل سنوات، تلقيت اتصالًا من رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي.. آنذاك، كنت رئيسًا ل«القسم السياسي» فى هذه الصحيفة.. أطلعني رئيس الحزب على وقائع تلاعب «أيمن» للاستيلاء على الحزب.. الواقعة (التي استمرت سنوات أمام القضاء)، كررها «أيمن» مع أحزاب أخرى.. تناسى فضائحه المتعددة (بعد الإفراج عنه بضغوط أمريكية)، في عهد مبارك. لم يجد نفسه في المشهد العامّ بعد يناير 2011.. أيقن «أيمن» أن فضائحه أنهت مستقبله السياسي بعد يونيو 2013.. ذهب إلى بيروت.. وعاش حياة الملوك هناك.. تكفلت طهرانوواشنطن بدعم «إقامته الرغدة».. لاحقًا، انتقل إلى تركيا (اسألوه عن الجنسية الإيرانية).. لقاءات «أيمن» مع «محطة الاستخبارات الأمريكية، أغضبت منه الأتراك.. استدعاه مدير استخباراتها، فيدان هاكان، ووبّخه بعنف.. قال له: «إما أن تعيش وتنفذ ما يطلب منك، أو تطرد من تركيا»! الأوامر نفسها تلقّاها الإعلاميون التنظيميون هناك.. كلهم ينفذون ما يطلب منهم فقط «دون ارتجال».. لا يستطيعون تغيير كلمة واحدة في تقاريرهم المسمومة ضد مصر.. إنه، ثمن «إقامتهم المريحة»، بينما نجنى ثمار: سخافاتهم، وشائعاتهم، وتزويرهم (حصول مسئولين مصريين على هدايا وعطايا من المملكة السعودية جزء للتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير، مجرد جزء من هذه الأكاذيب التى روجها أيمن نور، لكن عندما بادر السفير السعودى، أحمد قطان، بالإعلان عن مقاضاته وكل من زور مستندات فى هذا الشأن.. خرس الجميع!!!).