على خشبة مسرح الليسيه، تعرض فرقة مسرح الاسكندرية، التابعة للبيت الفني للمسرح، الكوميديا الغنائية للأطفال"رحلة نور" من تأليف وإخراج جمال ياقوت، أشعار محمد مخيمر، ألحان وائل عاطف. يناقش العرض أثر الخلافات الزوجية على الحالة النفسية للأطفال ... من خلال حكاية زوجين يدور بينهما الشجار بشكل مستمر في حضور طفلتهما الوحيدة نور ... مما يؤدي إلى إرهاق نفسي للطفلة ... يتزايد هذا الإرهاق النفسي حتى يصل لمرحلة الذروة فتفقد نور وعيها وتروح في إغماءة طويلة على أثر أحدى هذه الخناقات الزوجية المستمر، ومع الإغماءة تبدأ رحلة نور في عالم اللاوعي ... وتتوالى الأحداث. يعد البطل الأساسي في "رحلة نور" هو الشعر، لأن حوار المسرحية بالكامل تمت كتابته شعرا في حوالي 20 أغنية على مدار العرض، إلتقت الأسبوع مع الشاعر "محمد مخيمر"، ولأنها موجهة بالأساس للأطفال، كان بديهياً أن نبدأ حوارنا معه حول صعوبة الكتابة للأطفال خاصة في ظل العالم المفتوح الذي أصبح يعيش فيه أطفال هذا الجيل.. بادرنا "مخيمر " بقوله: تعد الكتابة للطفل من أصعب أنواع الكتابة على الاطلاق لعدة أسباب أولها المرحلة العمرية المستهدفة فما يناسب فئة عمرية قد لا يناسب فئة أخرى فالخطاب الابداعي يجب أن يحدد وجهته من البداية ، كذلك تعد الصعوبة الثانية هي على لسان من سيكون الخطاب الابداعي الموجه للطفل هل سيكون على لسان طفل أم على لسان الاب والام مثلا فلكل شخصية في العرض قاموس خاص، أما أخطر الصعوبات على الاطلاق هي إضحاك الطفل من قلبه لأن الطفل لا يعرف الكذب في رد فعله فإن كره العمل أو لم يستسيغه لن يستطيع أحد أن يجبره على تقبله. وحول تغير سمات أطفال الجيل الحالي، قال "مخيمر" : بالفعل تغير أطفال هذا الجيل بسبب متغيرات الحياة والتكنولوجيا التي تسببت في تغيير لغة الخطاب الذي يتلقاه الطفل في هذه الايام، كذلك افتقد هذا الجيل العديد من القيم التي ترسخت في الأجيال السابقة وحل محلها قيم أخرى لذا حاولنا أن نركز على عدد من القيم في هذا العرض. ول "مخيمر" رأي خاص فيما يتم تقديمه للطفل، حيث يشير إلى وجود تقصير شديد فيما يقدم للطفل دراميا ومسرحيا على مستوى الكم قبل الكيف والمضمون، ويضيف: عندما نجد عملا للطفل لا نجد الا استخفافا بعقليته وفقر الصورة المقدمة له، لذا حاول فريق العمل في رحلة نور أن يقدم عملا يحترم الطفل من حيث المضمون والحبكة الدرامية ولا يفتقر للابهار على مستوى عناصر الصورة المختلفة يجب أن أشكر كل شركاء النجاح في هذه الدراما الغنائية الموجهة لكل أفراد الاسرة وأخص الدراماتورج الرائع أحمد عامر والملحن الجميل وائل عاطف ومصممة الديكور نيرة عباس ومصمم الاضاءة ابراهيم الفرن وكل طاقم التمثيل والاخراج وقائد كتيبة الابداع د.جمال ياقوت. ولكن ماذا عن اختلاف الكتابة للمسرح عن الشعر المطلق، خاصة وأنك شاعر لك ديوان مستقل "أنا مش هنام دلوقت"، بعيداً عن المسرح؟ يصف "مخيمر" الكتابة للمسرح بأن لها سحر خاص فالمسرح هو أبو الفنون والشعر لا يكون هو البطل الاوحد بل يتشارك مع عناصر الابداع الأخرى كالموسيقى والحركة والاضاءة والديكور والتمثيل والاخراج، كما أن الشعر المطلق أحادي الصوت بينما الشعر للمسرج يتجسد فيه الشاعر جميع شخصيات الدراما ويتحدث بلسانهم وتطور شخصياتهم على الحدث الدرامي. جدير بالذكر أن الشاعر السكندري "محمد مخيمر" له العديد من التجارب في الكتابة للأطفال، حيث قام بكتابة الاشعار والاغاني العديد من المسرحيات التي قدمت على مسرح قصور الثقافة مثل مسرحيات "النحلة والاسد" و "صياد العفاريت" و "خرابة تيتو" والتي شاركت بمهرجان تطوان بالمغرب او المسرح المدرسي مثل مسرحية خاتم الحرية التي قام بكتابتها كاملة بالاغاني. بينما تنوعت تجاربه المسرحية بين التمثيل والتأليف وكتابة الاشعار ، فقد بدأ "مخيمر" ممثلا في عرض شارك بمهرجان اسكندراما منذ اكثر من عشر سنوات من اخراج اسماعيل الجمل ، ثم كتابة مسرحية شعرية بعنوان اللي جاي رمسيس أخرجها د. جمال ياقوت، ومسرحية خاتم الحرية التي أخرجها وائل عاطف ، ثم كتابة الاغاني لمسرحيات القرد كثيف الشعر ، مجلس العدل ، حصحص الحبوب ، النحلة والاسد ، صياد العفاريت ، خرابة تيتو ، رحلة نور ، وأخيرا البؤساء وجميعهم من إخراج الدكتور جمال ياقوت. محمد مخيمر شاعر فصحى وعامية ،حاصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في المسابقة الأدبية المركزية التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة عن ديوان شعر الفصحى "الليل يقرؤك السلام" 2014 تم ضم اسم "محمد مخيمر" لمعجم الشعراء العرب المعاصرين في طبعته الثالثة والذي تصدره مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين بالكويت 2014 كما تم تكريمه من قبل حكومة الشارقة ضمن أفضل عشرة شعراء في مصر "الدورة الأولى لملتقى الشارقة للشعراء الشباب بمصر" 2010.