ما قاله الزعيم الراحل معمر القذافي «إن الصحراء لا تنبت العشب فقط وإنما القيم والمبادئ» نراه اليوم حقيقة تتجسد في الجنوب الليبي الذي عاش حياته الأولى طالبا فيه وأطلق منه شرارته الأولي لثورته البيضاء في الفاتح 1969 وأعلن من قلعته مدينة سبها بيان سلطة الشعب والتي توافق 2 مارس/آذار 1977. نعم من الجنوب كانت الشرارة الاولي لجعل ليبيا أول جماهيرية في التاريخ ومازال أهالي الجنوب الشرفاء يشكلون امتدادا حقيقيا لذاك الغضب المقدس الرافض لكل ما حل بجماهيرية العقيد من عبث منذ نكبة فبراير. «غات» المدينة التي تقع في صحراء الليبية على مشارف الحدود الليبية الجزائرية هذه المدينة التي منذ رحل فارس الصحراء الليبية معمر القذافي وهي تعاني الآمرين مثلها مثل باقي مدن ليبيا بسبب الفوضي الدائرة علي الاراضي الليبية إلا أن أهلها مازالوا يقاومون ويرفضون التبعية وتقسيم ليبيا. المدن الليبية اليوم أصبحت تحت سيطرة الميليشيات والتنظيمات الإرهابية وهذا بات لا يخفي علي أحد. ليبيا التي تغرد كل مدينة فيها علي ليلاها ما بين سرَّاق ومتاجرين بالدم الليبي تبقي مدن رافضة للتشرذم انطلاقًا من ان ليبيا وحدة واحدة. هذه المدن ومن بينها مدينة «غات» رفضت ومازالت ما حدث منذ نكبة فبراير تعيش الاقصاء والاضطهاد . المدن الليبية ترفض الاجندات الأجنبية التي يريد تمريرها المتصارعون علي السلطة ترفض ما يقوم به كل فرقاء فبراير اليوم ممن فرَّقتهم المصالح بعد نكبتهم وتشرذموا بين ميليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية وما يسمي كذبًا جيش وطني يقوده عميل خائن هو حفتر الذي يدعي بطولة وشرفًا عسكريًا خانه في تشاد في ثمانينيات القرن الماضي وجدد خيانته في 2011. هؤلاء الواهمون من معشر فبراير جعلوا من ليبيا عراقًا أخر بمسميات زائفة ظاهرها يدعي الوطنية والكرامة وحقيقتها عمالة وخيانة مستمرة لليبيا. هم بخيانتهم مستمرون في تمزيق ليبيا وإعادتها الي ثلاث ولايات جنوب وشرق وغرب كما كانت إبان الحكم الملكي. وليس بخافٍ علي الجميع ان ما يحدث في ليبيا هو ما أفرزته الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، والأمم المتحدة التي تدعي انها تمثل المجتمع الدولي لا تتدخل في ليبيا إلا بإيعاز من هذه الدول. والملف الليبي بيد المبعوث الأممي الألماني مارتن كوبلر الذي هو أداة لديهم يآتمر بأوامرهم وأجندته ما هي إلا استكمال لما بدأته هذه الدول في 2011، وقد فشلت كل المفاوضات التي أدارها هو وسلفه الإسباني ليون لأنهما لا يملكون دراية جيوسياسية بالمنطقة، نري «كوبلر» يحط به الرحال شرقا وغربا في ليبيا. نجده تارة في طبرق وتارة اخري في بنغازي ليطير الي الجنوب لتفتيت ما تبقي من ليبيا وما وراء زيارته لمدينة «غات» إلا استمرار في السعي لتقسيم ليبيا. ويبقي الجنوب وأهله رافضين لأي وصايه من احد فمن عاشوا أحرارًا علي أرضهم ووطنهم أعزاء سيرفضون كل المحاولات والمشاريع التي تهدف لإعادتهم للهيمنة الفرنسيه والأمريكية والإنجليزية وتبقي «غات» الوفاء لا تساوم علي وحدة ليبيا الوطنية.