السمسرة هي حرفة السمسار الذي يتوسط بين طرفين لتسهيل مهمة الصفقات مقابل عمولة أو تحقيق مصلحة ما، ويمكن أن تكون السمسرة بين أفراد أو شركات أو حتى بين دول، وتنوعت في أشكالها حتى وصلت إلى الاتجار بحياة الشعوب الآمنة دون وازع من ضمير مقابل تحقيق المصالح حتى ولو جاءت على حساب البلدان . فبعد الاجتياح الأمريكي للعراق ومع ثورات الربيع العربي وضعف واضطراب تلك البلدان كانت هناك صفقات ومخططات تحاك من أجل مصالح غربية وأمريكية وإقليمية ومراهنات على نجاحها مقابل أدوار السمسرة لتلك الأطراف والحصول على الغنائم، ومن هذه الأدوار والمخططات القذرة الدور الذي قام به أردوغان ولا يزال من أجل تحقيق حلمه بعودة السلطنة العثمانية أي بهيمنة تركيا على المنطقة وذلك من خلال توظيف التنظيم الإخواني الإرهابي وبمشاركة من التنظيمات الإرهابية من خلايا تنظيم القاعدة من أجل إحداث الخراب والفوضى على حساب جيرانه أي على حساب أكبر دول وجيوش البلدان العربية ومنها العراقوسوريا ومصر، ومع فشل هذا المخطط في مصر ظلت العراقوسوريا مكانا لهذا المخطط ولذلك نجد أن تلك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والنصرة تمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من العراقوسوريا وهي الأراضي الواقعة بجوار الحدود التركية، وهو ما يثبت تورطه في السمسرة في تلك الحرب من أجل ضم تلك الأراضي لتركيا حتى يضمن عدم قيام دولة كردية في تلك المنطقة، ومما يثبت تورطه هو أن تركيا تظل هي البلد الآمن لدخول المقاتلين والإمدادات والمساعدات العسكرية والصفقات المشبوهة بين أردوغان وداعش كتهريب وشراء النفط المسروق والآثار والأعضاء البشرية وغيرها من صفقات السمسرة التي يحصل عليها أردوغان على حساب جيرانه ناهيك عن تلقيه الدعم المالي من أوربا كمكافأة له على منع تدفق المهاجرين أو على بقائهم على الحدود التركية في مخيمات وظروف صعبة اضطرتهم لترك ديارهم، ومن دلائل التورط التركي مع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات هو رفض تركيا الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش منذ سبتمبر 2014م وعندما انقلب السحر على الساحر أي بقيام داعش بعمليات إرهابية التي بدأت في سروج والآن في أنقرة وديار بكر اضطر أردوغان إلى دخول الحرب الوهمية ضد داعش خوفا على مصالحه وخشيته من تمدد حزب العمال الكردستاني في تركيا وتحالفه مع الأحزاب الكردية الأخرى التي تمكنت مؤخرا في سورياوالعراق من تحرير الكثير من القرى الحدودية وصولا إلى قرية إعزاز السورية على الحدود التركية، ناهيك عن دخول روسيا الحرب مع سوريا الأمر الذي جعل سمسار الحرب مضطربا هذه الأيام لخوفه من خسارة ما كان يصبو إليه في تلك الحرب بعد استيقاظ العراقيين وتهديدهم له من الخروج من الموصل، وفشله في تكوين منطقة عازلة في سوريا، وفشله في إيقاف الضربات الروسية الموجعة، وفشله الكبير في محاولاته في جر الناتو وأمريكا لتوسعة تلك الحرب وتخلي الغرب عنه فإنه يعيش الآن في إرباك سياسي واقتصادي واجتماعي لخسارته لدوره الرخيص جيرانه وكره الأكراد له وانقلاب المعارضة التركية عليه فإنه يعيش هذه الأيام في حالة من التخبط والفشل السياسي بعد أن انكشف للجميع بأنه كان السمسار الكبير في تلك الحرب التي ستنقلب عليه قريبا.