خلال مشوار البحث عن مستقبل مشرق يليق بهذا الوطن )جغرافيًا، وتاريخيًا، وديموغرافيًا...(، تتحقق عبره أحلام الحرية والديمقراطية، كثر المتربصون بهذا الوطن منذ عقود، وزادت جرائمهم بعد يناير 2011.. حاولوا )أولًا( صنع حالة فراغ أمنى، لاستغلالها فى بثِّ الرعب والفزع فى قلوب المصريين.. الدلائل على ذلك كانت كثيرة )اقتحموا مراكز وأقسام الشرطة وحرقوها.. عبثوا بمقار جهاز مباحث أمن الدولة ومحتوياتها المعلوماتية...(.. كانت التحركات المشبوهة تستهدف مسح الذاكرة الأمنية؛ لأنها تحتفظ بملايين الوثائق عن الأنشطة الإجرامية والإرهابية لهم.. سعى المخطط المشبوه إلى إرباك المصريين، ومنعهم من السير قدمًا فى عملية بناء مؤسسات الدولة، أو على الأقل إعادة تأهيلها. وفى حين نجحت المؤسسة العسكرية )رغم حملات التشويه الممنهجة-المتعمدة(، فى ضبط الأوضاع الأمنية، وإعادة الهدوء )النسبى(، إلى الشارع المصرى، سلك المتربصون بهذا الوطن طريقا )ثانيًا(، يتمثل فى تفجير الفتن المتعمدة )الطائفية.. الاجتماعية.. السياسية.. الفئوية.. الاقتصادية...(، ولم يكن بمقدور المخطط المستمر أن يؤتى ثماره بدون التوظيف الواضح لسلاح الإعلام (ذى التأثير الرهيب)، عبر استخدامه من أطراف التآمر )المحلى والإقليمى والدولى(، فى زعزعة استقرار المجتمع. وقد لعبت وسائل إعلام )حزبية، وخاصة(، دورًا مهمًا فى تحريف الوقائع، وتشويه الأحداث، واختلاق الذرائع لزيادة الاحتقان السياسى والشعبي، وتكفلت وسائل إعلام جديدة )صحافة.. فضائيات.. إذاعات.. مواقع انترنت...(، بالتزامن مع الدور الذى تلعبه مواقع التواصل الاجتماعى )فيس بوك.. تويتر.. يوتيوب، مدونات شخصية(، فى استكمال مسيرة الحرب النفسية، ليس لصدِّ عدو خارجى، وإنما لتوجيه كل السهام ناحية المؤسسات والشعب نفسه. تحولت جميع الوسائل إلى منابر للتحليل والتنظير وإطلاق الأحكام المسبقة-المطلقة، حتى البرامج الاجتماعية والرياضية، تحولت إلى منصات لترويج الوقائع مغلوطة، وزايد بعضهم فأصبح يزعم أنه يوحَى إليه بحقائق، هى فى واقع الأمر مجرد أكاذيب.. وأكاذيب فقط! تناسى هؤلاء أن الإعلام )ببساطة، وبحسب التعريفات الأكاديمية(، مهمته التعريف بمشكلات وقضايا المجتمع، كما أنه معنىٌّ أيضًا بكيفية معالجة هذه القضايا بالأساليب المشروعة.. ووفقًا للتعريف، يُفترض أن يقوم الإعلام بتزويد الناس بالمعلومات الصحيحة والحقائق الواضحة، كى يؤدى دوره التنويرى والتثقيفى، بما ينعكس على وعى الناس وتفكيرهم. تناسوا أيضًا أن الإعلام قوة مهمة فى بناء وتطور المجتمعات، وأنه رسالة سامية تعمل على: شحذ الهمم، تجميع الصفوف، المساهمة فى حل الأزمات، عبر عرض الآراء المتعددة، فضلًا عن دوره فى تقويم السلوك المجتمعي، وتشكيل الفكر، وتكوين الرأى العام المستنير، ودعم عملية التنمية والإصلاح، من خلال مقاومة الفساد والانحراف على كل الأصعدة. وللحديث بقية....