أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، مفوض العلاقات الدولية د.نبيل شعث أن مصر هى قائدة الدور العربي بمنطقة الشرق الاوسط والعالم أجمع، مشيدا بدورها الريادي لتحريك القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية كافة. وقال شعث، فى حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الاوسط برام الله اليوم الأربعاء & لا يوجد دور عربي فى المنطقة بدون مصر لانها هى المحور المركزي للعرب وبدونها لا يوجد تمثيل حقيقي للعرب فى القضايا الدولية وخصوصا القضية السورية حاليا وغيرها من القضايا&، موضحا أن مصر والسعودية يعتبران الممثلان الحقيقيان للعرب فى أزماتهم الحالية وخصوصا سوريا ومن بعدها القضية الفلسطينية . وأكد أنه لا شك أن مصر ستقوم بدورها فى تحريك القضية الفلسطينية وكذلك عقد مؤتمر دولي مع الاشقاء العرب والجامعة العربية خلال عضويتها فى مجلس الأمن على مدى العامين القادمين، موضحا أن مصر والجامعة العربية وروسيا يستطيعون أن يجبروا أمريكا على قبول فكرة عقد المؤتمر الدولي بشأن القضية الفلسطينية عند عرض الفكرة قريبا فى مجلس الأمن من خلال مصر والمجموعة العربية. وحول الانقسام الموجود فى الساحة الفلسطينية، كشف مفوض العلاقات الدولية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني &فتح& نبيل شعث أن هناك مفاوضات سرية ومباشرة تجري حاليا بين حركتي فتح وحماس ربما يعلن قريبا عن نتائجها، مؤكدا أن رقعة الخلافات بين الحركتين باتت صغيرة للغاية وتقلص الخلاف إلى أمور اسماها ب& التكتيكية& وليس خلافات استراتيجية. ووصف المفاوضات التى تجري بين قيادات فى حركتي فتح وحماس بأنها &إيجابية&، مؤكدا أن تلك المفاوضات تتم فى الداخل الفلسطيني بعيدا عن المفاوضات الخارجية وهى مباشرة عبر اللقاءات والاتصالات ولن يعلن عنها الا بعد الانتهاء والوصول إلى إتفاق حقيقي حتى لا نخدع الشعب ونعشمه دون جديد. وأقر أن هناك بعض الاطراف الموجودة داخل حركتي فتح وحماس ربما لا تريد إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مؤكدا أن الرئيس عباس على علم بكل التفاصيل ويوافق عليها ويعمل على إنهاء الخلافات والانقسامات. وأكد أن احتمالات الوحدة الوطنية أقرب حاليا من أى فترة سابقة وستكون البداية هى الحوار ومن ثم وضع آليات المشاركة فى الحكم عبر الحكومة الوطنية والانتخابات وعليه يتم حل المشاكل كافة. ورأى أن الاوضاع الراهنة فى المنطقة وخصوصا فى الدول العربية تؤكد عدم حصولنا على الدعم العربي الكامل والمنتظر من الاشقاء نتيجة للاوضاع فى تلك البلدان ،كما أنه نتيجة للسياسة الاستعمارية الإسرائيلية التى تقوم على الحصار والاستيطان فأن كل المعطيات السابقة تؤكد أن الفلسطينيين يحتاجون إلى توحيد الساحة الداخلية . وأكد أن الساحة الفلسطينية تنتعش حاليا بالهبة الشعبية التى ستتحول إلى إنتفاضة شعبية ثالثة فى مواجهة إسرائيل فى كل الساحات الفلسطينية، موضحا أن كل هذه العوامل ستعيد الساحة الفلسطينية إلى حراك حقيقي لإنهاء الاحتلال. وبشأن الطلب المستمر من القيادات الفلسطينية لعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية، قال مفوض العلاقات الدولية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني &فتح& إننا طالبنا بعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية نتيجة لإنهيار ما يسمي بعملية السلام بسبب الهيمنة الأمريكية الحليف الاساسي والرئيس لإسرائيل، مؤكدا أن إتفاق &أوسلو& رغم موافقتنا عليه الا ان الإدارة الأمريكية جعلته كله لصالح إسرائيل من حيث التنفيذ مما جعله كارثي على الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الرئيس عباس حينما يتكلم عن مؤتمر دولي فهو يقول &إنقذونا من التوغل والسيطرة الأمريكية على مفاوضات السلام التى لم تصل إلى أى سلام مع دولة الاحتلال على مدار السنوات الماضية، موضحا أن الرئيس عباس يريد إطارا دوليا لحل القضية من خلال مفاوضات بعيدة عن الإطار الأمريكي ويكون من خلال تجمع دولي يسعي إلى السلام. وأشار إلى أنه بدون توقف الاستيطان الأستعمارى الذى تقوم به إسرائيل وبمعدلات سريعة للغاية عبر حكومتها الحالية فلن تكون هناك أى فرص للدخول فى مفاوضات عبر المؤتمر الدولي للسلام حال إنعقاده، متوقعا فى الوقت نفسه أنه فى ظل التوغل الأمريكي والفيتو الأمريكي ربما قد لا يتم حاليا قبول فكرة المؤتمر الدولي. ورأى أن العالم حاليا مشغول بالقضية السورية والتى أصبحت أزمة دولية لا يمكن إغفالها ولابد من حلها فى الوقت الراهن، كما أن العالم مشغول كذلك بمشكلة الارهاب التى أصبحت الان ظاهرة دولية نتيجة لممارسات أمريكا فى المنطقة وأعوانها وعليه فأن فرصة عقد المؤتمر الدولي بشأن فلسطين ضعيف فى الوقت الراهن. وعن الدور الروسي فى المنطقة وإمكانية استغلاله للقضية الفلسطينية .. رأى نبيل شعث أن روسيا مؤهلة تماما الأن لتقوم بدورها فى المنطقة وخصوصا بالنسبة للقضية الفلسطينية ورغم الاعتراضات الأمريكية.. واعتقد أن روسيا وبحكم علاقاتها مع مصر تستطيع أن تلعب هذا الدور كما لعبت دور فى القضية الإيرانية النووية وكذلك إجبار المجتمع الدولي على ضرورة توفير حل سياسي للقضية السورية . وطالب شعث أمريكا بأن تراجع أجندتها فى المنطقة وخصوصا فى ظل تراجع دورها، موضحا أن أمريكا خسرت حوالي 3 تريليون دولار فى عملياتها العسكرية فى منطقة الشرق الاوسط وأفغانستان وعليها أن تراجع نفسها أكثر من مرة. كما رحب نبيل شعث بقرار مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تجاه القضية الفلسطينية، واصفا القرار بالايجابي جدا وأنه خطوة متقدمة لابد ان تصل في النهاية الى عقوبات صارمة ضد إسرائيل لمواجهة مشروعها الاستعماري. وشدد شعث على ضرورة استكمال النجاحات الدبلوماسية الفلسطينية عبر الاعترافات الدولية والقرارات الاوروبية وذلك بتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة ووحدة الصف لتعزيز الموقف الفلسطيني أمام العالم.