حركة دائبة ومكوكية تشهدها كافة إدارات وزارة الداخلية برعاية اللواء مجدي عبد الغفّار على مستوى كافة المحافظات إستعدادا وتأهبا لتأمين إحتفالات المصريين بأعيادهم ومناسباتهم المتتالية " أعياد الميلاد ، والكريسماس ، و ذكرى 25 يناير" ، الحركة ذاتها رصدتها "الآسبوع "خلف أسوار أكاديمية الشرطة داخل الإدارة العامة لتدريب كلاب الآمن والحراسة ، تلك الجندي المجهول في جميع مجالات التأمين المختلفة ، وإن كانت هي إحدى حلقات العملية التأمينية ولكن وجودها يعزز ويقوي بقية الحلقات الأخرى ، ونظرًا للدورالبالغ الأهمية لكلاب الشرطة "الآمن والحراسة " في تفادي وقوع الكثير من الكوارث قضت "الأسبوع" يوما بصحبة تلك المخلوقات التي حباها الله بمميزات وخصائص جعلتها في غاية الضرورة لتحقيق نجاحات ، قد تعجز الأجهزة الأليكترونية ومستحدثاتها عن تحقيقها ، ولمست عدساتها كم الجهد المبذول من قبل ضباط الإدارة القائمين على التدريب ، وكيف أن حبهم لهذا العمل هو أكبر دافع لمواصلة التعامل مع حيوانات ، بعد وقت ليس بقليل تكون أداة طيعة تتفانى في تنفيذ المهام التي توكل إليها، وكيف يبداء العملية التدريبية للكلب وتنتهي بسعادة بالغة لدى الضباط تذهب كل التعب بالوصول إلى أعلى مستوى يكون عليه كلب التأمين والحراسة بمختلف التخصصات التي يتم إعداده للتميز فيها . ويقول اللواء دكتور مدحت الحريشي مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة بوزارة الداخلية والحاصل على الدكتوراه في إدارة الشرطة للعملية التدريبية لكلاب الأمن والحراسة ودراسة الجوانب السلوكية والنفسية والغريزية ،أن كلاب الشرطة واحدة من أهم حلقات العملية التأمينية ، تزداد في حالة الكشف عن المفرقعات , ويتم تدريبها على أساس تطوير الغرائز التي خلقها الله عز وجل بداخلها ، مثل حاسة الشم ، وغريزة الصيد، التان هما أساسيان بداخله ، فهي تمتلك 220 مليون خلية شمية في كلب الراعى الألمانى "جيرمان شيبرد " ويوجد 5000 نوع من الكلاب على مستوى العالم لايصبح منها للعمل الشرطي الأمني سوى 20 نوع فقط ، مضيفا بأن من أهم الأنواع التي تستعين بها الوزارة هي "الراعي الألماني ، والراعي البلچيكي ، والهولندي ، واللبلادور ، والبيونتر ، والإسبرنجر " ، ولكن الأنواع الثلاث الأولى هي الأكثر إستخداما بنسبة 90٪، موضحا بأن عملية الشراء من دول المنطقة الأوربية تتم من خلال إيفاد مأمورية من ضباط وزارة الداخلية المتخصصين في هذا المجال ، ويتم إختيار الأعداد المطلوبة من الكلاب في مختلف مجالات التأمين ، فهناك كلاب للكشف عن المفرقعات ، وأخرى للكشف عن المخدرات ، وأخرى للبحث عن المفقودين تحت الأنقاد. ، واُخرى للحراسة ، وعند الإختيار تكون في عمر السنة تقريبا ، ثم تأتي إلى الادارة العامة لإبداء عملية التدريب ،وبمزيد من المتعة في المغامرة أقتربت عدسات "الأسبوع " لتسجل لحظات نادرة وسط أجواء من الإثارة ، حيث إلتقطت مشهد غاية من الجدية والوفاء والمغازلة بين الرائد أحمد جمال و كلبه "جورو " أثناء التدريب ورأينا كيف تكون اولا العلاقة بين الطرفين قائمة على الإخلاص والولاء التام من قبل "جورو" ، وكيف ينفذ على الفور أوامر صديقه طمعا في نظرة الرضا التي يلمحها بعينيه تصفيقه له ومناداته ب"براڤو جورو " بعد نجاحه في إصابة بحثه عن الهدف ، ويأخذ الرائد جمال محمد رئيس قسم ومساعد التدريب قسطا من الراحة وكلبه الضخم بيديه ، ليعرفنا أن قيامه بهذه المهمة من أكثر الأشياء سعادة له ، وأن جورو من نوع الراعي الألماني وعمره سنة ونصف ، وهو من ضمن مجموعة الكلاب التي قامت الوزارة بشرائها مؤخراً ، ومر معه بمرحلة التألف والتعارف ويقوم بتدريبه على الكشف عن المفرقعات ، مؤكدا بإنه لا يُفضّل تدريب كلب الشرطة على أكثر من تخصص ، ويجب أن يكون هناك كلب للكشف عن المفرقعات ، وكلب للإرشاد عن المخدرات ، وأخر للإرشاد عن المفقودين تحت الأنقاد ، وأخر للإستعراف ، أي التعرف على المتهمين من ضمن أخرون في حالة تركه شئ خاص به بمسرح الجريمة ، ومكان الواقعة ، عن طريق السهو والارتباك ، فيتم إمساك جميع المشتبه فيهم قطعة من معدن الإستانلس لدقائق معينة ثم يلقى بها على الأرض ،ويمر عليها كلب الإستعراف ، ومن خلال تلك العملية يستطيع التعرف على المتهم الفعلي وذلك لآن القانون لايسمح بمرورالكلاب البوليسية للشم حول المتهمين والمشتبه فيهم . وما إسترعى إنتباه عدسة "الأسبوع "ضمن جولتها بمنطقة التدريب داخل الإدارة وأبت إلا أن تسجله ، مشهد أخر للملازم "مينا مجدي " يقوم فيه بتدريب الكلب " ياري " وعمره عام ونصف تقريبا وأيضا يتم تدريبه عن الكشف عن المفرقعات داخل أحدى الأتوبيسات ، للبحث عن "الكرة "التي من المفترض أن تكون هي الهدف المطلوب تحديده ، ثم يتنقل به ليخبأ منه ذات الهدف بإطارات سيارات فارغة ، ويترك له العنان دون إمساك ليهرع "ياري" بكل سرعة قوة وينبش في داخل كل إطار على حدى حتى يجد غايته وبكل سعادة يعود يحملها بفاههِ ويقدمها لمدربه حتى يحصل على المكافئة منهمضيفا بأنه من الممكن أن تبداء عملية التدريب من سن شهرين وحتى سنة للتعرف على الحياة المدنية المعاصرة ، ثم تأتي مرحلة يُعرف فيها الكلب بالgreen dog أي السن الذي يكون الكلب فيه صالح للتخصص ، ومؤكدا على أهمية أن يكون هناك مدرب خاص لكل كلب وليس أكثر من مدرب وذلك للحفاظ على توطيد العلاقة بين الكلب والمدرب وتلقيه التعليمات من مصدر واحد وليس أكثر مما يزيد من قدرته على تلقي التعليمات وتنفيذ الأوامر ، وأنه أقصى ساعات عمل للكلب تكون لمدة 4 ساعات، ويتم منحه راحة ساعة واحدة، ويواصل العمل مرة أخرى، وتأكل الطعام المجفف حفاظاً على صحتها، ولها تدريبات يومية. وطول هذه الجولة يصاحبنا اللواء مدحت الحريشي للإشراف على العملية التدريبية الحية أمامنا يرافقه الرائد محمد عادل عبد الحكم رئيس وحدة الاعلام الصحفي بإدارة الاعلام بالأكاديمية، والعميد قدري عبد المجيد مدير إدارة الإعلام . وفي نهاية اللقاء يُهدينا اللواء الحريشي برسالة طمأنة يبعث بها إلى الشعب المصري ، بأن الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة بوزارة الداخلية تحت رعاية اللواء مجدي عبد الغفّار ، داخلها حركة مكوكية لتدريب الكلاب الشرطية والضباط القائمين على العملية التدريبية لايهداء لهم بال ولا يغمض لهم جفن إلا بعد إن يبدي الكلاب في تدريبهم مهارات وإيستيعاب كامل لكل ما تلقوه ، خاصة كلاب الكشف عن المفرقعات والتي وصلت مؤخرا أعددا كبيرة منها ، إستعدادا لمشاركة الإدارة في جميع مجالات التأمين، خلال الإحتفال بأعياد الميلاد والكريسماس و كذلك ذكرى ثورة 25 يناير ، مؤكدا أن الإدارة في أعلى مستويات الجاهزية لمد كافة المنشأت الهامة والحيوية ، بأي أعداد تريد من كلاب الشرطة في كافة تخصصاتها , وبصفة خاصة كلاب الكشف عن المفرقعات ، كالمطارات والموانئ ، ودور العبادة المسيحية والكنائس ، وكذلك وسائل النقل والسكك الحديدية والقطارات ومحطات المترو ، والسفارات والوزارات