سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جولدن وليبرادول وجرمن شبرد فى «امتحانات صعبة» لدخول «الخدمة» 25 وحدة على مستوى الجمهورية للتدريب والتأهيل.. والتخصصات: كلاب مفرقعات.. وإنقاذ.. ومخدرات.. وبحث عن الأموات والأحياء
دقيقتان فقط يستغرقهما «الجرمن شبرد» أشهر أنواع الكلاب البوليسية لمعرفة ما إذا كانت هناك مفرقعات من عدمه، يتجول الكلب بخفة ملحوظة ويطوف حول السيارات المتراصة إلى أن يشم رائحة المفرقعات المدفونة بجوار موتور السيارة، يقف مكانه رافضاً التحرك نحو أى مكان آخر إلى أن يمنحه صاحبه مكافأة خاصة نظير اكتشافه للمتفجرات، عبارة عن كرة صغيرة يلتهمها الكلب كلعبة مسلية تشعره بالبهجة، يعود للطواف من جديد حول طابور السيارات المتراصة، ينتهى من البحث بالوقوف إلى جانب مدربه. ربما لا يتقن الكلب سماع أصوات الآخرين بقدر إتقانه سماع نغمة صوت صاحبه الذى يدعوه ب«بلو»، فينتبه الصغير لصاحبه انتباهاً ملحوظاً، وينظر له منتظراً أن يستمع منه لكلمات أخرى أو أمر جديد يصدره إليه بين الحين والآخر. «بلو» الذى يتقن البحث عن المفرقعات، مهما تفنن أصحابها فى إخفائها ما بين حقائب السفر أو السيارات أو أى مكان آخر، يتدرب على ذلك بصورة يومية ما بين مرتين إلى ثلاث، لكى تزيد من كفاءته وقدرته على البحث والوصول بسرعة إلى مكان المفرقعات، عبر ساحات التدريب المختلفة الموجودة داخل سلاح تدريب كلاب الحراسة والأمن التابع لوزارة الداخلية، «بلو» ليس وحده الذى تدرب على طريقة الكشف عن المتفجرات، فهناك عدد كبير من الكلاب تم تدريبها داخل 25 وحدة على مستوى الجمهورية تابعة للإدارة العامة لسلاح تدريب كلاب الحراسة والأمن، تتعلم كافة الفنون الخاصة بالتدريب، من طريقة الهجوم وطرق البحث والتفتيش المختلفة، وعلى اختلاف أنواع الكلاب من «الجولدن» إلى «الجرمن شبرد» إلى «المالينواه» أو «الليبرادول»، وجميعها كلاب مستوردة، يتم تدريبها بدرجة عالية على الكشف عن المتفجرات، لتصبح «كلاب المفرقعات» هى البطل القومى فى كافة القضايا التى يتم اكتشافها قبل انفجارها، وللكلب مهارة خاصة فى الكشف السريع عن المتفجرات، فى حين أن الأجهزة الخاصة بالكشف قد تستغرق ساعات لاكتشاف وجود متفجرات، بالإضافة إلى أن الكلاب تكشف كافة أنواع المتفجرات، بينما الأجهزة المخصصة للكشف عن المفرقعات تحتاج إلى برمجة محددة، ولا تكشف كل الأنواع، إلا إذا تمت برمجتها جيداً على كافة الأنواع أو أشهرها. وللكلاب تخصصات مختلفة داخل سلاح التدريب، فهناك «كلاب المفرقعات»، و«كلاب الإنقاذ»، و«كلاب المخدرات»، و«كلاب البحث عن الأموات»، وأخرى عن «الأحياء»، ومهما اختلفت الأنواع ما بين «ليبرادول» و«مالينواه» أو «جرمن» أو «جولدن»، إلا أن جميعها يتم تدريبها على العمل بصورة أشبه بالواقع الذى تعمل فيه، فمع كلاب الإنقاذ توجد ساحة متخصصة لعملية التدريب، الذى يبدأ بتسلق أحد الجنود إلى مكان أشبه بالانهيارات ويخبئ نفسه داخل برميل محكم الغلق ليقوم الكلب، بعد أن يمنحه صاحبه إشارة البدء فى البحث عن الأحياء، بالتفتيش فى كل المكان على اتساعه وازدحامه، إلى أن يصل إلى البرميل فيظل ينبح، ولا يكف عن النباح إلى أن يخرج الجندى من مكانه، هنا ينتظر الكلب لعبته المفضلة وهى الكرة الصغيرة التى يبتلعها بفمه، وتظل عالقة إلى أن يخرجها مدربه بصورة اعتادها الكلب، إذ يمسك برقبته ويظل يكرر «سلم.. سلم»، فيلقى الكرة مرة أخرى إلى الأرض. من ساحة البحث عن الأحياء تتجول الكلاب إلى ساحة أخرى متخصصة فى إخفاء المخدرات ما بين مخزن مدفون فى باطن الرمال، تم غلقه بإحكام، تتحرك الكلاب فى خفة وسرعة ملحوظة إلى أن تصل لمكان المخزن، فتظل تحفر بأقدامها إلى أن تجد باباً فى مواجهتها، لا تكف الكلاب عن الحفر إلى أن يساعدها مدربوها فى إبعاد الباب المواجه، تستمر الكلاب فى النبش إلى أن تصل للكميات المدفونة بأفواهها، وتسرع بإخراجها، ولأن الكلاب تتميز بحاسة شم قوية تفوق مثيلاتها لدى البشر وتزيد عنها أضعافاً مضاعفة، إذ تمتلك ما يقرب من 225 مليون خلية شمية، وقد تصل إلى 250 مليون خلية، وهو ما يميز الكلاب عن غيرها من الحيوانات، يدرك المدرب صفات الكلب الذى يدربه ما بين سلوكيات عامة يسلكها وبين حاسة الشم القوية التى يدعمها ويقويها على شم أشياء بعينها والتقاطها بين أشياء أخرى مختلفة مثل المخدرات أو المفرقعات أو غيرها. من الكشف عن المخدرات إلى ساحة التدريب على الهجوم، ويكون التدريب واقعيا، إذ يتركون الكلاب على أحد الأشخاص المخصص لذلك والمعروف باسم «المهاجَم» ليتم تدريب الكلاب على طرق الهجوم وأماكنها حتى يتمكن الكلب من الهجوم وإضعاف فريسته بصورة محددة. ومثلما تبحث الكلاب عن الأحياء فى حالة وقوع الكوارث، فإنهم يخصصون بعضاً منها للبحث عن الأموات، والبعض الآخر فى تعقب الأثر للوصول إلى شخصيات محددة يراد الوصول إليها، مهمات كثيرة وتخصصات مختلفة يكون الكلب هو البطل الحقيقى فى الكشف عنها بنسبة تصل إلى 70% من الجرائم، وبخاصة فى قضايا المفرقعات، إذ كشفت الكلاب مؤخراً عن وجود قنابل على قضبان المترو فى محطة الزيتون، وكشفت عن وجود قنابل فى مدخل مطار قرية البضائع. تعيش الكلاب فى حظائر منفصلة عن بعضها، تتسم كل حظيرة بمكان مخصص للطعام وآخر للشرب ومجرى مائى يقوم بدور الصرف لمكان إقامة الكلب، ومع كل حظيرة توجد ساحة أمامية يخرج فيها الكلب من حين لآخر، بالإضافة إلى ساعات الخروج اليومية التى تصل إلى ساعة ونصف على الأكثر، وتتكرر نحو مرتين أو ثلاث على حسب ما يتطلب التدريب اليومى لكل واحد، ويتم تنظيف الحظائر من مرتين إلى ثلاث يوميا، لتظل غرفتها نظيفة وذات رائحة جيدة. تتراوح أسعار الكلاب من 30 إلى 40 ألف جنيه قبل التدريب، وبعده يتضاعف السعر مرتين، ويتكلف الكلب الواحد نحو 1000 جنيه شهرياً ما بين طعام ودواء وفحوصات متكررة للكشف عليه بصفة دورية، والعمر الافتراضى للكلب ما بين 12 إلى 15 عاماً يقضى منها تسعة فقط فى الخدمة. أخبار متعلقة: الكلاب البوليسية على «خط المواجهة» مع الإرهاب كلب ينتحر حزناً على فراق مدربه.. وآخر يدافع عن صديقه حتى الموت «بركو».. بطل لا تزال صورته معلقة على حوائط إدارة التدريب أكبر مستشفى لعلاج الكلاب.. رعاية لا تتوفر لبشر المهنة.. احتمال «عضات» الكلاب فى التدريب تاريخ سلاح الكلاب البوليسية: 82 سنة من الخدمة الشاقة اللواء مدحت الحريشى: الإرهاب رفع الطلب على «كلاب المفرقعات» بعد 30 يونيو