قامت الشرطة والجيش الإسرائيلي بفرض حصار أمني شديد في القدس والضفة الغربية لمنع المسلمين من الوصول إلي الحرم القدسي الشريف الذي يضم المسجد الأقصي، وذلك تخوفاً من المظاهرات المليونية التي دعا إليها اليوم الجمعة في الأراضي الفلسطينية وجميع الدول العربية لنصرة شعب و دولة فلسطين. وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية المخاوف التي تعيشها حكومة تل أبيب من موجة العداء الموجهة ضدها في الدول العربية، والتي أصبحت ظاهرة بوضوح من خلال التظاهرات التي نظمت في مصر أمام سفارة إسرائيل، للمطالبة بضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية في ذكري "النكبة" التي تحتفل به إسرائيل باسم "عيد الاستقلال" بعدما تمكنت فيه إعلان احتلالها لأجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية وإقامة دولتها مايو 1948. كما حذر الوزير متان فيلنائي المكلف بحماية أمن إسرائيل الداخلي، من المظاهرات التي دعا إليها في الدول العربية خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلي ما حدث في مصر وليبيا من مظاهرات واحتجاجات ضد إسرائيل، وأكد أن التهديد الحقيقي لإسرائيل يأتي من قيام الفلسطينيين بإعداد مظاهرات حاشدة. وبثت القناة السابعة الإسرائيلية تقريرا صباح اليوم الجمعة، جاء فيه أن السلطات الإسرائيلية منعت المواطنين الفلسطينيين من القدس والداخل ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما من دخول البلدة القديمة، والتوجه للمسجد الأقصي لأداء صلاة الجمعة، الأمر الذي دفع المئات لأداء صلاة فجر اليوم في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات البلدة القديمة. ونشرت سلطات الاحتلال المئات من آلياتها العسكرية والشرطية ومن عناصر حرس حدودها والوحدات الخاصة في الشوارع الرئيسة، وخاصة المتاخمة للقدس القديمة، ومنعت وقوف سيارات وحافلات المصلين في الشوارع القريبة من أسوار القدس، ونصبت متاريس عسكرية وأخري شرطية في معظم أنحاء المدينة أوقفت خلالها مركبات وسيارات المواطنين للتدقيق ببطاقات هوياتهم. وتمركزت عشرات الآليات ومئات العناصر الإسرائيلية المدججة بالسلاح في باحة حائط البراق، في الوقت الذي تتمركز فيه قوات معززة من شرطة الاحتلال علي البوابات الخارجية للمسجد الأقصي المبارك وفحص بطاقات المصلين. ورغم الإجراءات المشددة، إلا أن الفلسطينيين ممن تزيد أعمارهم عن ال 45 عاما، من مختلف مناطق القدس والتجمعات السكانية في الداخل حرصوا علي التواجد في المسجد الأقصي المبارك، فيما حلقت طائرات مروحية ومنطاط راداري استخباري في سماء القدس والمسجد الأقصي المبارك. وتسود القدس وبلدتها القديمة، إضافة إلي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصي، وتخضع لحصار عسكري مشدد، حالة من التوتر الشديد المصحوبة بالغضب والغليان من إجراءات الاحتلال، في الوقت الذي يستعد فيه مئات المواطنين لأداء صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس القديمة وفي خيمتي الاعتصام بحي الشيخ جراح والبستان، فيما تجوب شوارع القدس دوريات عسكرية راجلة ومحمولة وخيالة.