كان من القضايا المثيرة للقلق في جولتنا مع المسئولين السودانيين هو هذا الموقف الذي راحوا يعبرون عنه بصراحة من رفض الحكومة السودانية لترشيح 'مصطفي الفقي' لمنصب الأمين العام للجامعة العربية.. أكد علي هذا الموقف نائب الرئيس السوداني 'علي عثمان طه' ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني 'نافع علي نافع' ومستشار الرئيس السوداني 'مصطفي اسماعيل' بدا الموقف متجانساً.. فالجميع علي موقف واحد من عدم دعم المرشح المصري لمنصب الأمين العام للجامعة العربية. كان هناك بعض العتاب للأخوة في السودان حول أسباب هذا الموقف.. وراحوا من جانبهم يجيبون علي استحياء حول التبريرات التي دفعت بهم لاتخاذ هذا الموقف ثم مالبثوا أن تحدثوا بصراحة حين جاء الحوار مع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني وغيره ممن أكدوا أنه سيكون من باب النفاق أن تدعم السودان مرشحاً تلفظ علي رئيسهم وأساء إليه في تصريحاته المعلنة. حاول البعض منا إقناع الأخوة السودانيين بأن هذا الموقف قد يؤثر علي العلاقة المصرية - السودانية.. إلا أن المسئولين السودانيين راحوا يؤكدون أنهم ومنذ علمهم بترشيح الدكتور 'مصطفي الفقي' لهذا المنصب بادروا بإرسال عدة رسائل للمسئولين المصريين للتراجع عن هذا الترشيح وإختيار شخص آخر يحظي بدعم وتأييد السودان إلا أن هذا الموقف ظل كما هو دون تغيير مما أحدث حالة من القلق لدي المسئولين السودانيين الذي رأوا في التراجع عن موقفهم إساءة للرأي العام السوداني ولرئيس دولتهم. وعلي هذا الأساس فإن السودان في هذه القضية لا يقف بشكل واضح مع المرشح المصري.. وهو أمر يستدعي من المسئولين المصريين التحاور مع المسئولين السودانيين للوصول إلي قواسم مشتركة إزاء هذه القضية، خاصة وأننا في أمس الحاجة إلي إزالة كل العقبات التي تعترض مسار ومستقبل العلاقة بين البلدين.. وإلي الغد