مضت رحلات الحياة.. وبرز نجم 'مصطفي بكري' بشكل واضح خلال عمله بمجلة المصور، غير أن رغبته في الاستقلالية والتعبير عما يجيش بخاطره وما يحدد مواقفه كان يسيطر عليه، وهو ما دفعه لإصدار صحيفة 'مصر اليوم' عن حزب الأمة.. حيث كانت رغبته الوحيدة هي في إصدار صحيفة مستقلة وبعيدة عن القيود الحكومية.. وكانت مرحلة 'مصر اليوم' واحدة من ابرز المحطات في حياته الصحفية رغم أنها لم تستمر أكثر من احد عشر اسبوعاً. ضمت 'مصر اليوم' التي ترأس تحريرها 'مصطفي بكري' نجوماً وشباباً واعداً في الصحافة المصرية كان في مقدمتهم الاستاذ 'عادل حمودة' والاستاذ 'شفيق أحمد علي' والكاتب الكبير الراحل 'يوسف الشريف' والأستاذ 'حسنين كروم' و'أسامة عرابي' وغيرهم من نجوم العمل الصحفي والسياسي. كانت الصحيفة واضحة المواقف، ومحددة الأهداف.. ولعبت دوراً رئيسياً في تلك الفترة في تحريك الحياة الصحفية.. واجهت رموز الفساد.. وتصدت للطواغيت.. كشفت فساد إمبراطورية الاقتصاد السوداء بقيادة 'أشرف السعد' صاحب شركة 'السعد لتوظيف الأموال' في هذا الوقت.. وراحت تعري كبار اللصوص والفاسدين.. غير أن هؤلاء الكبار من الفاسدين استطاعوا الوصول إلي 'أحمد الصباحي' الذي كان يترأس حزب الأمة وأداروا معه اتفاقاً تم بمقتضاه إغلاق صحيفة 'مصر اليوم'.. غير أننا لم نستسلم للأمر فرحنا نعد في سرية تامة العدد الأخير من الصحيفة والذي حمل عنوان 'المؤامرة' كشفنا فيه كل الاتفاقات التي تمت للقضاء علي الصحيفة التي كانت تدافع عن قضايا الوطن والمجتمع. وفي العام 1990 أسسنا صحيفة 'مصر الفتاة' والتي كانت من أكثر الصحف تصدياً لفساد نظام 'مبارك' بل وكانت أول صحيفة في مصر ترفع في مانشيتها الرئيسي عنوان 'لا يا مبارك' احتجاجاً علي موقف مصر من التدخل مع أمريكا ضد العراق في حرب 1991، وكان ل'مصر الفتاة' نفس مصير 'مصر اليوم' فبعد عامين من انطلاقتها وفي 1992/5/22 تم إغلاقها بعد مؤامرة قادتها عناصر أمن الدولة في الاسكندرية بالتنسيق مع 'سمير رجب' الذي كان يترأس مجلس إدارة وتحرير صحيفة الجمهورية والذي كشفنا وقائع فساده وإفساده.. وتم تجميد الحزب الذي كان يصدر الصحيفة وهو حزب 'مصر الفتاة' برئاسة الراحل 'علي الدين صالح' ومن ثم إغلاق الصحيفة وتسليمها لبعض عملاء أمن الدولة.. فيما راحت الصحف الحكومية تشن حملة واسعة النطاق ضد 'مصطفي بكري' والشرفاء الذين كانوا يعملون في كتيبة 'مصر الفتاة' في تلك الفترة.. وإلي الغد