أسمهان الأطرش واسمها الحقيقي "آمال الأطرش"من أصل درزي، وعائلة لها تأثير فعال في الحركة السياسية السورية حيث منشأهم، ومن أبرزهم سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي. أسمهان ولدت عام 1912 على متن إحدى البواخر التي كانت تقل بالعائلة من تركيا إلى بيروت بعد شدة الأزمات بين الوالد والسلطات التركية . بعد وفاة والدها عام 1925 اضطرت أسمهان للسفر مرارا وتكرارا هي ووالدتها وشقيقيها فؤاد وفريد الأطرش من سوريا إلى القاهرة هربا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقالها هي وعائلتها لنضال والدها ضدهم. بالرغم من كل تلك الظروف أبدت آمال بمواهبها الفنية مبكراً فكانت تغني في البيت والمدرسة، وكانت بارعة في تقليد أم كلثوم وترديد أغاني عبد الوهاب وشقيقها فريد الأطرش، واكتشف هذه الموهبة الواعد الملحن داود حسني الذي أعجب بصوت أسمهان، وكان يرغب في تدريب فتاة تماثل جمال وصوت أسمهان ،ولذلك أطلق عليها هذا الاسم. بدأت أسمهان مشوارها في عام 1931 حيث اتجهت إلى مشاركة "فريد" الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين. بعد تجربتها بجانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية. تزوجت أسمهان في عام1933 من ابن عمها الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى سوريا"جبل الدروز"، ودام زواجها 6 سنوات وأنجبا فتاة سمياها كاميليا، ولكن بعد فترة من المشاكل والخلافات انفصلا وعادت أسمهان إلى القاهرة، وبدأت تمارس الفن مرة أخرى وبشكل أوسع. مثلت "أسمهان" أول أفلامها وفي عام 1941 "انتصار الشباب" بمشاركة شقيقها فريد،وشاركت في "أفراح الشباب" وفي عام 1944 شاركت في فيلم "غرام وانتقام" وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها. وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية أسمهان الفنية. وعرف عن صوتها الشجن والنبرة الساحرة والشجية لشخصية مليئة بالغموض والإثارة مليئة بالقصص والروايات. حيث غنت "ليالي الأنس، فرق ما بينا ،عليك صلاة الله وسلامه، وشاركت في أوبريت "قيس وليلى" مع محمد عبد الوهاب، وسجلت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" و"ليت للبراق عينا" . تعاونات أسمهان مع الملحنين الذين غنت لهم أعمالاً خلدت مثل محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، ومحمد القصبجي، وشقيقها فريد الأطرش، وبالطبع مكتشفها الأول داود حسني وعن الشعراء يذكر منهم أحمد رامي، ويوسف بدروس والأخطل الصغير، ومأمون الشناوي، وبديع خيري. وقد عرف عن حياتها الغرامية والأشبه بالدراما، وقد وصفها العديد من الكتاب ببعض من الألقاب، فالكاتب مصطفى أمين قال عنها "امرأة ساحرة" و"امرأة وهمية"، وقد عُرف عن أسمهان بأنها على علاقة مع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي. فقد تزوجت المخرج المصري عادل صادق وأنجبت منه ابنه واحدة هي وفاء وهي ممثلة أيضًا، وبعد أن تطلقا تزوجت من الفنان التشكيلي المصري مصطفى عبد الوهاب وأنجبت منه ابنتين إحداهما مريم التي شاركتها بالتمثيل بمسلسل فضة قلبها أبيض. أما عن عملها في الاستخبارات عام 1941 التقت أسمهان مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في الشرق الأوسط، وتم الاتفاق على أن تساعدهم في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان وأن تكون بمثابة مخبر ناقل للمعلومات، ونجحت في عملها وجنيت من وراء ذلك المال الوفير الذي عاشت به حياة من الترف والبذخ. أما عن وفاتها رحلت في 1944 أي وهي في عمر 32 عاماً ، أثناء قيامها بعمل بروفات فيلم "غرام وانتقام" . يذكر أن هناك أقاويل قالت بأن الفلكي الأسيوطي قد تنبأ لها وهي في بداية مشوارها الفني بأنها ستكون ضحية حادث في الماء. وانه يتم حاليا إنشاء متحف خاص بهذه المرأة الجميلة في منزل زوجها الأمير حسن الأطرش بجبل الدروز في سورية يضم مقتنياتها. من جانب أخر يحتفل محرك البحث "جوجل" بالذكرى 103 لميلاد الفنانة أسمهان.